الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمنُ التكسيرِ والمكاسير دون جدوى

عماد عبد اللطيف سالم

2023 / 11 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


عندما كنّا تلاميذاً في الابتدائيّة، قبلَ أكثرِ من ستّينَ عاماً، وعندما لم تكُن فلسطين مُحتَلّةً كُلّها بعد (كان أقلُّ من نصفها مُحتَلاًّ فقط).. كانت المدارسُ تتظاهرُ في يوم "وعد بلفور" (لأنّ "نكسةَ" 5- حزيران 1967 لم تكُن قد حلَّت بنا بعد).
كانت كُلُّ مدرسةٍ "تتظاهَرُ" ضد الأخرى، حيثُ يذهبُ التلاميذُ المُتظاهِرون إلى المدارس التي لا تتظاهَر(بسبب رفض إداراتها لذلك)، ويبدئون بالهتاف: "لو تطَلْعوهُم، لو نكَسِّر الجام".. أي إمّا أن تسمحوا للتلاميذ بالخروج من المدرسة والتظاهر معنا، أو سنقوم بتهشيم زجاج نوافذ المدرسة على رؤوسكم ورؤوسهم.
وهذا ما كانَ يحدثُ قولاً وفعلاً..
يتكَسَّرُ "جامُ" جميع المدارس، وتبقى نوافذها بلا "جام" طيلةَ عامٍ كامل، يُعاني فيه التلاميذ الأمرّينِ حرّاً وبرداً، بينما يمضي "بلفور" قُدُماً في تحقيق "وعده".
منذُ ذلك الوقت ونحنُ "نكَسِرُ" الكثير من زجاج نوافذنا، و "جام" مدارسنا دون جدوى.. و "طَلَعنا" من المدارسِ، ومن التاريخ.. وتمَّ تكبيلنا بالكثيرِ من "الوعود"، ولا "وعداً" واحداً تحقّق منها غير "وعد بلفور".
منذُ ذلك الوقت " طَلَعنا" من كُلِّ شيء، وتمَّ تهشيمِ زجاجُ نوافذنا (مع سبق الإصرار والترَصُّد)، وتمّ تكسيرُ أبوابنا، وهدم بيوتنا فوق رؤوسنا، بل وقمنا بنهبِ بعضنا بعضاً كالغزاةِ الأوائل.. فما أسقَطْنا وعداً لأكثرِ من "بلفورٍ" واحد (ظهر بعضهم بيننا، وكانوا منّا).. لننتهي إلى هذا "العار" الكارثيّ الذي نحنُ فيهِ الآن.. حيثُ فلسطين (كُلُّ فلسطين) لم تعُد لنا.. وتمّ احتلالَها (واحتلالنا) سَلَفاً، على نحوٍ شاملٍ وتامّ.. من النهرِ إلى البحر، ومن فروةِ الرأسِ إلى كاحلِ القَدم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ينتزع الحراك الطلابي عبر العالم -إرادة سياسية- لوقف الحرب


.. دمر المنازل واقتلع ما بطريقه.. فيديو يُظهر إعصارًا هائلًا يض




.. عين بوتين على خاركيف وسومي .. فكيف انهارت الجبهة الشرقية لأو


.. إسرائيل.. تسريبات عن خطة نتنياهو بشأن مستقبل القطاع |#غرفة_ا




.. قطر.. البنتاغون ينقل مسيرات ومقاتلات إلى قاعدة العديد |#غرفة