الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اطلالة على مشهد خطاب -نصر الله- المرتقب اليوم

محمد زهدي شاهين

2023 / 11 / 3
القضية الفلسطينية


نقف اليوم على عتبة اليوم الثامن والعشرين من اكتوبر وفقا للتقويم الفلسطيني الموافق اليوم الجمعة الثالث من نوفمبر من عام ٢٠٢٣م، وما هي إلا سويعات تفصلنا عن موعد خطاب سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، وبالطبع فالترقب هو سيد الموقف والكل ينتظر ويتكهن لما سيتضمنه هذا الخطاب، فهل يا ترى سيحمل في طياته ساعة الصفر أم سيكون مجرد خطاب يداعب المشاعر في وقت طحنت فيه كل القيم الإنسانية وسقف التوقعات عالية ومرتفعة جدا امام هول العجز والخذلان ولسان حال الأمة يقول بأننا قد قمنا بغسل ايدينا من بعض الأنظمة العربية والإسلامية، ولكننا هنا نعول كثيرا على هذا المحور الذي نلزمه بما الزم به نفسه.
نعم ساعة الصفر اذاً بدأت تقترب، فالفعل المبادر اليوم والكلمة العليا هي لصوت الأحرار في العالم والكل منا بات يشاهد ويسمع ويعي حجم التحول الدراماتيكي في المشهد العالمي وانحسار التأييد الشعبي من ثم الدولي لدولة الكيان لصالح القضية الفلسطينية جراء عمليات البطش والإبادة الجماعية للمدنيين الفلسطينيين حتى امسى واصبح هذا الكيان عبئاً على الغرب وامريكا بالذات التي بتنا نرى مؤخرا مدى التحول في لهجتها التي اضفت عليها نكهة دبلوماسية على اقل تقدير وسلوكها الذي اختلف بعض الشيء عن الحمق الذي ارتكبته من خلال تأييدها ودعمها لدولة الاحتلال في بداية الأحداث، وهذا التحول بات جليا في عمليات الضغط على الجانب الاسرائيلي من اجل وقف لأطلاق النار أو الإعلان عن هدنة إنسانية مؤقتة من باب شراء بعض الوقت لمنع وللحيلولة من تفاقم الأوضاع وانفجار الشرق الأوسط، مما يعني بأن هذا اعتراف صريح بأن محور المقاومة له تأثير بالغ الأهمية.
نعم كل العقلاء يدعمون وقفا لإطلاق النار أو الإعلان عن هدنة من اجل وقف المجازر وعمليات الإبادة الجماعية والتهجير والاضطهاد التي تمارس على ابناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة فلا احد يبحث عن الحرب ويسعى إليها إلا دولة الاحتلال التي اصيبت بالهستيريا مؤخراً وتعمل على محو نتائج السابع من اكتوبر من الذاكرتين الفلسطينية والإسرائيلية كل من وجهة نظرة، ولا بد من التنويه هنا إلى أن الجانب الفلسطيني يسعى جاهدا من اجل تحقيق السلام العادل منذ اكثر من ثلاثون عاماً حتى باتت الحالة عقيمة.
نعم إن الشارع الفلسطيني والعربي والإسلامي وشعوب العالم الحر يتوقعون الكثير الكثير من هذا الخطاب، لأنه خطاب مفصلي في لحظة فارقة من تاريخ العصر الجديد المكلل بتحولات وانتصارات يتعطشون ويتوقون إليها.
إن هذه المرحلة بمثابة الفرصة الذهبية أمام محور المقاومة للأسباب التالية:
أولاً :
عنوان المعركة الحالية وبوصلتها هي فلسطين وشعبها الذي يباد والمسجد الأقصى، ومن هذا الباب تم كسر عائق الطائفية المذهبية وخلع هذه الفزاعة والسوط المسلط على كاهل الأمة وبات كل تحرك بمثابة نصر لقضية مقدسة. وهنا لا بد من التطرق الى ما تفوهت به الوفود الرسمية الامريكية والغربية في بداية الأحداث بأنهم جاؤوا هنا ك يهود وانحازوا بشكل فاحش الى جانب الكيان محولين الصراع الى صراع ديني عقدي. ومن هنا فقد تم سد الطريق أمام أي دولة عربية أو إسلامية تفكر بالوقوف العلني العسكري الصريح أمام محور المقاومة جنبا الى جنب مع المحور الغربي الذ يصطف الى جانب دولة الاحتلال وهذا ما يعيه الغرب الآن. ومؤخرا بتنا نرى بعض التغيرات في المواقف لبعض الدول العربية والإسلامية وهذا الأمر له دلالاته بأن حالة من الاصطفاف العربي والإسلامي والدولي باتت تتشكل من اجل الدفاع عن القضية الفلسطينية.
ثانياً :
الرأي العام العالمي الشعبي والرسمي في الكثير من بلدان العالم ساخط على الاحتلال جراء عمليات الإبادة الجماعية، وهذا الأمر لصالح محور المقاومة.
ثالثاً : الازمات في اسرائيل متفاقمة جدا جراء حالة التخبط وضبابة مشهدهم التي ستطيح بمعظم قادتهم السياسية والأمنية والعسكرية خلال فترة قريبة جداً.
رابعا :
عدم الدخول بشكل مباشر واستثمار اللحظة يعني ترك المقاومة الفلسطينية وحيدة في صحراء مقفلة موحشة، وهذا الأمر له تبعاته على المحور والمنطقة.
تساؤلات كثيرة نجدها ماثلة أمامنا اليوم و الساعات القلائل والأيام القادمة كفيلة بالإجابة عنها نذكر منها التالي:
هل سيفي الحزب بوعده الذي قد وعده مسبقا بدخوله الحرب بشكل مباشر اذا ما تم اجتياح القطاع برياً؟ وهل سيقبل الاحتلال بهدنة أو وقف اطلاق نار وكيف سيتقبله جمهورهم في اقصى اليميني؟ واين موقع الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس من هذه الهدنة، وكيف سيتم وقف هجمات المستوطنين فيها؟ وهل ستعود الامور على الأرض كما كانت قبل سبعة اكتوبر ام سيتم فصل قطاع غزة وتقليص مساحته؟ وما هو عنصر المفاجأة التي سيعتمد عليه الحزب اليوم؟
في خضم التطورات المتتابعة وتعقيد المشهد العام واللبناني الداخلي على وجه الخصوص، نتوقع فتح الجبهة السورية بالتزامن أو اثناء القاء الأمين العام لحزب الله اللبناني خطابه اليوم في الضاحية الجنوبية لبيروت، ومن المتوقع بأن يتم تحديد مدة محدودة من الزمن لا تتجاوز ساعات معدودة من اجل التوصل الى وقف لإطلاق النار ومنع الامور من أن تتفاقم والتي خرجت بشكل فعلي عن نطاق قطاع غزة بدخول اليمن، أما في حال تم التوصل الى هدنة وتم الاعلان عن ذلك قبل الساعة الثالثة سيتم الالتزام بها من قبل حزب الله ولكن سيكون تدخله مقرون مع اول طلقة توجه الى قطاع غزة من قبل الاحتلال الاسرائيلي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قيادي بحماس: لن نقبل بهدنة لا تحقق هذا المطلب


.. انتهاء جولة المفاوضات في القاهرة السبت من دون تقدم




.. مظاهرة في جامعة تورنتو الكندية تطالب بوقف حرب غزة ودعما للطل


.. فيضانات مدمرة اجتاحت جنوبي البرازيل وخلفت عشرات القتلى




.. إدارة بايدن وإيران.. استمرار التساهل وتقديم التنازلات | #غرف