الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بردا وسلاما على المبدعين (مقال)

نور فهمي
كاتبة

(Noor Fahmy)

2023 / 11 / 4
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


"بردا وسلاما على المبدعين"

يضعون حزام الأمان، لا على صدورهم فقط، بل على عقولهم يحكمون قيده!
يخشون الانسياق وراء شغفهم حد كرهه وتحريمه!
وكلما تجنبوا الخطر..تمنعت وتجنبتهم الحياة!
معذورون هم..فلقد كنت يوما مثلهم؛ أخشى واتراجع..اقتل بيدى فطرتى وهويتى، ابتعد عن حقيقتى،اثور داخلى وانفر من وراء حجاب ( درءا للمصائب الموعودة )
ولكنى منذ زمن؛ قررت نزع حزام الأمان كليا!
قررت خوض التجربة مهما كلفنى ذلك..مهما كانت الأثمان الباهظة أو النتائج.
أشعلت فى نفسى نار الحياة!! ومعها الثورة والغضب والشغف والوهج!!
معها الصبر على سطحية أحكام الآخرين ..على عشوائية سلوكهم..على عبث التقاليد المقيتة التى تمكنت من حيواتهم!!
أحيانا اعجز بشكل تام عن خوض المعارك..أشعر بضعفى وهشاشتى؛ فاستجيب للوحشية، كاستجابة طفل حساس لكلمة اغضبته. اختبأ فترة لمداواة جرحى، ثم أعود لساحة المعركة وكأننى جندى خاض الحروب ألف مرة ولم يقتل أو يهزم بعد!!
فساحات المعارك أضحت كبيتى، "عنوانى" الذى اهرب إليه بعد فترات الراحة المملة الخالية من أى فعل أو ردات فعل، المليئة بالصمت والانتظار السلبى والروتين البغيض.
فى طريق متوازى أخطو خطواتى ..بين الحرب والسلام، اتلاعب بمصيرى وأداعب خطورة مآلى، كأن قدرى يخص "غيرى"، وذاتى لا تمت إلى بصلة!!
متصلة بكيانى حد الانصهار..متباعدة عنه بقدر ألمى!!
تأتى كلمات الطبيب والكاتب اليسارى الراحل( شريف حتاتة )عن المبدع فتلخص حاله ووضعه داخل مجتمعه :
"المبدع الحقيقي فى تغير مستمر ، وينظر إليه بوصفه خطرا يجب محاصرته والقضاء عليه، بينما الأمل الوحيد فى أن تصبح الحياة أفضل مما نجدها ، هو ألا تتوقف عملية الهدم والبناء في أي وقت.
المبدع بطبيعته يضيق بكل ما يحاصر عقله من أفكار وآراء ، يضيق بقيود الدولة والحزب، بقيود المؤسسات الثقافية والفكرية والسياسية والدينية القائمة، إنه يريد أن يقول ما يؤمن به ، بصرف النظر عما يراه غيره أو يحس به أو يفضله".

ومع التضييقات المستمرة والاتهامات التى يرمى بها، مع كل رأى ينشره بين الناس سواء؛ عن طريق مقال أو قصة أو فيلم_ أى ان كان مجال ابداعه_ فإن فلت حينها كل ذلك من أيادى الرقابة، لن يفلت ابدا من ألسنة الناس واتهاماتهم.
ومعدنه الحقيقى سيظهر فقط عند مواجهة نوايا حقيرة يتم "إسقاطها" من خلاله، عند صد ومقاومة محاولات قذرة يمارسها بعض الرجال"ضيقى الأفق" ضد النساء المبدعات خصيصا!!
لأنه ومع الاسف الشديد، بعض الرجال لا يفسرون الأمور إلا بقدر حيوانيتهم وشهوانيتهم.. بعضهم لا يفكر أو يقرر أو حتى يستمع للآخرين إلا من خلال عضوه التناسلى!!
والنساء خاصة اذا كن فى مجال إبداعى معرضات طوال الوقت للتعامل مع هذا النوع الإضافى من كومة القذارات !!
معرضات للتعامل مع اتهامات دنيئة، لا يعانى منها المبدع اذا كان "رجلا"!
وان كان "العند" فى تعريفه بالمعجم يعنى :" الاستكبار والتجاوز فى العصيان"
ففى هذه الحالة وهذا التوقيت يعد
"فضيلة" لا تضاهيها منزلة فضائل الدنيا مجتمعة،
"فرض عين" على المبدعين؛ لاستمرارية الطريق والتحقق والهدف!!
صلاة "عشق و تحرر" ، صلاة "انشقاق"؛ من العام الى الخاص..ومنه الى العام مرة اخرى!!
" نورا" يملأ صدور المبدعين؛
"قوة" يخوضون بها ضعف الحروب التى يخوضوها غيرهم، فإنهم، كما العادة والعرف؛ يحاكمون على جرائم لم يرتكبوها، ويرمون زورا بذنوب الآخرين، ومع ذلك يستمرون؛ فبهم من الجلد على تحمل الأذى؛ "قدرا" لا يستهان به، قدرا يساوى تحمل ألف جندى يصارع فى ساحة حرب على أشدها!!
فاللهم بردا وسلاما على المبدعين..بردا وسلاما عليهم أجمعين!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء تقارب السودان وروسيا؟


.. الاحتجاجات الداعمة لغزة: رئيسة جامعة كولومبيا تهدد بفصل طلاب




.. بلينكن: أمام حماس عرض -سخي- من قبل إسرائيل.. ماذا قال مصدر ل


.. الانتخابات الأميركية.. شعبية بايدن | #الظهيرة




.. ملك بريطانيا تشارلز يستأنف مهامه العامة | #عاجل