الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خطة طوارئ للدراسة الجامعية في زمن الإرهاب

صائب خليل

2006 / 11 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


يمر التعليم العالي في العراق بأزمة حادة بسبب الأرهاب المتزايد على الأساتذة والمؤسسات التعليمية, والذي صار يهدد بشكل جدي استمرار العمل في هذا القطاع الحيوي. وعلى اثر العملية الإرهابية الواسعة التي اختطف فيها العشرات من الموظفين التابعين لوزراة التعليم العالي, تحدث الوزير ذياب العجيلي امام البرلمان العراقي عن ايقاف الدراسة في الجامعات لحين توفر الحماية الكافية لها. لكنه عاد بعد ذلك وقال إن "الدراسة بالجامعات العراقية مستمرة (......) لكن اذا استمرت الامور بهذه الطريقة سنضطر الى اعلان التوقف عن الدراسة."
وقال العجيلي ان وزارة الدفاع ووزارة الداخلية " وعدتا اليوم بتوفير الحماية اللازمة للجامعات العراقية."

لكن الأمل بحماية الجامعات العراقية على الأمد القصير يبدو امراً متفائلاً. فما يتعرض له التعليم العالي ليس ازمة عابرة. فقبل بضعة ايام اشارت لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب الى ان العمليات المسلحة التي تستهدف الاساتذة والتعليمين في العراق شهدت خلال الاسابيع الماضية أرتفاعا في حدتها فقد تم تصفية ثلاثة من الاختصاصات العلمية في أسبوع واحد. حيث اغتيل الاستاذ الدكتور عصام كاظم الراوي رئيس رابطة التدريسيين الجامعيين، وجاسم محمد الذهبي عميد كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة بغداد (مع زوجته وابنه)، ونجدت قاسم الصالحي أمين مجلس وزارة التعليم. وقد وصل عدد الاساتذة وأصحاب الكفاءات العلمية التي تم أغتيالهم منذ أبريل 2003 وصل الى قرابة ال 165 استاذاً.

وفي مقال لها اشارت رويترز الى ان "العنف في العراق يصيب قطاع التعليم بالشلل", وقالت أن التدريس في العراق يعتبر من المهن الخطيرة. وقال حازم النعيمي, استاذ للعلوم السياسية في جامعة المستنصرية ان التهديد الذي يواجهه هو وزملاؤه في تصاعد مستمر. واضاف "منذ بدء العام الدراسي الحالي هناك خوف بين الاساتذة وناقشنا مقترحات بشأن ارجاء العام الدراسي الحالي في حالة استمرار التدهور الأمني."

وأنا اقرأ هذه الأخبار المحزنة الخطيرة, تساءلت لماذا لايستخدم الأنترنيت والأيميل لمساعدة الأساتذة والطلاب لعبور هذه الأزمة المخيفة؟ وان كانت هذه التقنية تستعمل بازدياد حتى في البلاد الأمينة في الغرب, لأسباب اخرى اقتصادية, افلا يجدر التفكير بها كحل لهذه المشكلة المستعصية؟
لقد طالبت وزارة التعليم العالي بتوفير الحماية للأساتذة وانزال العقاب الشديد بالإرهابيين واستنكرت الجرائم بحق منتسبيها , مثلما طالبت واستنكرت منظمات مختلفة من تعليميين ومثقفين في الداخل والخارج اكثر من مرة. ولكن وفي كل مرة اقرأ مثل هذه البيانات لا يزداد إلا شعوري باليأس. فكيف تطالب بإنزال العقاب بمجرم لاتعرفه؟ وما فائدة ان تستنكر للإرهاب جريمته؟ كذلك لايبدو سبب يدعو للتفاؤل بحل قريب لمشكلة الإرهاب.

لذا ارى ان اللجوء الى التدريس بواسطة الإنترنيت يجب ان يؤخذ بجدية, فلا يحتاج الأساتذة والطلاب الى الحضور الى الجامعة إلا ليوم في الأسبوع او كل اسبوعين للإمتحان وربما للمناقشة او استلام كتب الخ, على ان يتواصلوا مع بعضهم بواسطة الأيميل. وفي هذا مجال للإستفادة من خبرة الجامعات الأجنبية لتقليل الضرر الناتج عن ضعف الإتصال بين الطالب والأستاذ في هذا النظام.

كذلك يتيح الإنترنيت الأستفادة من خدمات جامعات خارج القطر بتعاونها مع مثيلاتها في الداخل, حيث يمكن ان تسد الجامعات الخارجية الثغرات في مواد التعليم, او تقدم منهاجاً كاملاً وشهادة تخرج, بينما تقوم الجامعات في الداخل بدور مكمل لما لايمكن القيام به عن بعد, مثل الإمتحانات والمناقشات والتجارب المختبرية والتوجيه الشخصي للبحوث. أي نقل كل ما يمكن نقله من النشاط الدراسي الى البيت, والإبقاء فقط على ما يستوجب الحظور فعلاً الى الجامعة.

أن الجامعات والمؤسسات التعليمية المرشحة للقيام بهذا الدور المساعد في الخارج يشمل الجامعات العربية والأجنبية بشكل عام, ولاننسى المؤسسات التعليمية المؤسسة بجهود الكفاءات العراقية في المهجر مثل الأكاديمية العربية المفتوحة في الدانمارك : http://www.ao-academy.org/ والتي ربماتستطيع ان تقدم النصح والمشورة في هذا الموضوع. الأكيد هو ان التحرك السريع لإيجاد بدائل وللأستعداد للأسوأ في الوضع الأمني لكي لا يجد قطاع التعليم العالي نفسه في مأزق لم يستعد له, ويصل به الى الإنهيار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا نعرف عن الجمعية الوطنية الفرنسية؟ • فرانس 24


.. فلسطينيون يقيمون مصلى من القماش وسط الركام في جباليا




.. دمار كبير في أحياء غرب رفح جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غ


.. مصابون يصلون إلى مستشفى ناصر في خان يونس بعد قصف على مناطق ج




.. حريق ضخم اندلع في سانتا باربرا الأميركية .. والسلطات تخلي ال