الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الحرب على غزة

التيار الاشتراكي الأممي

2023 / 11 / 5
القضية الفلسطينية


بيان التيار الاشتراكي الأممي حول الحرب على غزة

حول الحرب الجديدة في الشرق الأوسط

1. كانت الهجمات التي شنتها حماس وغيرها مِن مُنظَّماتِ المُقاومة في 7 تشرين الأول/أكتوبر بِمثابةِ تحذيرٍ بِأنَّه لا يُمكنُ أنْ يَكونَ هُناكَ سلامٌ في الشَرقِ الأوسط حتى يتمّ حلُّ القضيةِ الفلسطينية. لكنَّ ردَّ فِعلِ دولةِ إسرائيلَ وحلفائِها الغَربيين، وعلى رأسِهم الولاياتُ المتحدة، هو شنُّ حربٍ إمبرياليةٍ جديدةٍ. وقد تسببَ “بالفعل” الهجوم الذي شنَّتهُ قواتُ الاحتلال الإسرائيلي على غزة في مقتل الآلافِ مِن المدنيينَ ودمارٍ واسعِ النِطاق وتَعطيل حياةِ الناس العاديين.

2. سارعَ الكثيرون في اليسارِ الليبرالي والإصلاحي إلى اتباعِ حكوماتِهم في إدانةِ حماس والتأكيد على حَقِّ إسرائيل في الدفاعِ عن نفسِها. لقد حَجَبَ سيلُ القِصَصِ الوحشية الإعلامية ما حدثَ بالفعل في 7 أكتوبر. ولكن عِندما يتصادم الظالم والمظلوم لا يمكنُ أن يكونَ هُناكَ حيادٌ أو تكافُؤ. نحنُ نُؤيد حقَّ تقريرِ المصير للشعب الفلسطيني وحقّه في شنِّ الكفاحِ المسلّح ضدَّ الدولةِ الاستعمارية الاستيطانية الإسرائيلية.

3. كانت حكومَة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة الفاسدة، بِدعمٍ مِنْ إدارةِ بايدن، تسعى إلى “تطبيعِ” العلاقاتِ مع المملكة العربية السَّعودية، بعد “اتفاقيات إبراهام” مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين في عام 2020. سعى نتنياهو إلى تَهميشِ الفلسطينيين من خلال اللعبِ على تأليبِ حماس ضدَّ السُّلطةِ الفلسطينية بينما استمرَّ المستوطنون الصهاينة والجيشُ الإسرائيلي في تجريدِ الفلسطينيين من ممتلكاتِهم وطردهم في الضفةِ الغربية والقدس الشرقية.

4. لَقد أظهرت هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر بقوّة وعنفٍ أنَّه لا يمكنُ تجاهل الفلسطينيين أو تهميشَهم. كما أنها أذلّتِ المؤسَّسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، التي فشِلت في توقّع الهجمات وكانت بطيئةً في صَدّها. بالنسبة لحكام إسرائيل العنصريين ، أصابهم سُعارُ مُعاقبةِ هذهِ الهَزيمة بانتقامٍ مذهل.

5. كما يرى اليمينُ المتطرّفُ الإسرائيلي، الذي ازدادَ نفوذَهُ بشكلٍ كبيرٍ في عَهد نتنياهو، في الحرب الجديدةِ فُرصةً لتحقيقِ حُلمه في “الترانسفير” – الطرد الجماعي للفلسطينيين مِن الأراضي المحتلة. ويُنْظَرُ على نطاقٍ واسعٍ إلى أوامرِ الجيش الإسرائيلي للفلسطينيين في غزّة بالتحرُّك جنوبا نحو الحدودِ معَ مِصر على أنها خَطوة أولى نحو تحقيقِ هذا الهدف، من خلال دفعهم إلى صحراء سيناء.

حاولت الولايات المتحدة الضغط على الحكومة المصرية لفتح الحدود، وضَغطَ نتنياهو على الاتحاد الأوروبي لفعل الشيءِ نفسه. وفي ذاتِ الوقت، صعَّد المستوطنونَ مِن عملياتِ طردِ الرّعاةِ البدو من الضفة الغربية. يجب على حكومات الشرق الأوسط أن تحذّر كلاً من إسرائيل والقوى الغربية مِن أن نَكبة ثانية ستعني حربا عامة في المِنطقة.

6. سارعت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وخاصّة دول أوروبا الغربية إلى دعمِ إسرائيل ، ليس فقط بالكلمات ، ولكن أيضاً بالدعمِ العسكري – في حالة الولايات المتحدة ، مجموعتان من حاملات الطائرات، 2000 من مُشاةِ البحرية ، وأنظمةِ الدفاع الجوي. كانت إدارة بايدن حادةً في ربط حماس وبوتين كأعداءَ “للديمقراطية”.

بالنسبة لبقية العالم، أكد هذا ببساطة على النفاق الذي شنَّت به الولاياتُ المتحدة وحِلف شمال الأطلسي حرباً بالوكالة ضد روسيا، وفي حين انهم قاموا بدعم حق الأوكرانيينَ في الدفاع عن النفس وشجب غزو موسكو وهجماتها على المدنيين والبنية التحتية، بينما أنكروا على الفلسطينيين نفس الحقوق والموقف، وغضّوا الطرف عن الفظائعِ الإسرائيلية.

7. في الواقع، إسرائيل وداعموها الإمبرياليون الغربيون يجدون أنفسهم في موقفٍ ضعيف. في حال انضمَّت إيران وحزب الله في لبنان إلى الحرب، فإن الجيشَ الإسرائيلي سيجدُ نفسه تحت ضغطٍ شديد. كما تُسارع الولايات المتحدة إلى حماية قواتها وقواعدها في المِنطقة، على الرغم مِن أن الضربات التي تقوم بها، على سبيل المثال في أهداف في سوريا واليمن، يمكنُ أن تعجَّل بالحرب الأوسع التي تسعى جاهدة لتجنُّبها.

وتسعى واشنطن أيضا إلى إدارة العلاقات مع الصين، التي ينمو نفوذَها الاقتصادي والسياسي في الشرق الأوسطِ بسرعة. يمكنُ أن يؤدي التصعيدُ العسكري في المنطقة إلى تفاقم المُنافسات الإمبريالية المتنامية على الصعيد العالمي. ومن هنا يأتي الضغط المتزايد على إسرائيل من الولايات المتحدة والعديدِ من الحكومات الأخرى لاتخاذِ تدابير “إنسانية” لتخفيف معاناة المدنيين في غزة.

8. حفَّز حصار غزة حركةَ تضامنٍ عالميةٍ ضخمة مع فلسطين، حتى في تِلك البلدانِ التي يشتدُّ فيها القَمع. وقد تطوَّر هذا على الرَّغم من الحمَلات الرسمية، التي تكثّفت في السنوات الأخيرة، لوصف معاداة الصهيونية بأنَّها معاداة للسامية، فضلاً عن الجهود، وخاصّة في أوروبا، لتجريم التضامن مع فلسطين. في بعض البلدان، يترافق التصعيد وحركة التضامن المتنامية مع فلسطين، مع موجةٍ جديدةٍ مِن القمع والعنصريةِ ضد المسلمين.

نحن نعارض حظر المظاهرات والهجمات العنصرية ضد السكان الفلسطينيين والمسلمين في العديد من البلدان، حيثُ يُحرمون من الحق في التظاهر ويُتَّهمونَ بمعاداة السامية.

المتظاهرون، بما في ذلك أعدادٌ متزايدةٌ من اليهود في جميع أنحاء العالم، الذين يرفضون السماح لإسرائيل بالتحدث باسمهم. نحن في التيار الاشتراكي الأممي شاركنا بنشاط في بناء المظاهرات الجماهيرية ونتعهد باستمرارها. يجب أن يكون الاشتراكيون في قلب الحركة لأنها تحتوي على إمكانات حقيقية في مختلف البلدان تعزز نوعياً اليسار الثوري.

9. تمثِّل “حركة التضامن مع فلسطين” الحالية موجة مثيرة للإعجاب من التضامن الشعبي الأممي، وقد أعطت صوتا للغضب العميق ضد طبقاتنا الحاكمة ، التي انحازت بوقاحة إلى الصهيونية. إن الضغط على حكوماتنا أمر أساسي. وسيختلف التركيز من بلد إلى آخر، لكنَّ مطالبَ مثل طردِ السفير الإسرائيلي يمكنُ أن توفّر وسيلةً ملموسة لإجبارِ الحكومات على التحوّل في مواقفها.

10. يجب التعبيرُ عن التضامنِ ليس فقط في الشوارع. بل يجبُ تعزيزُ المظاهرات الجماهيرية من خلال العملِ المباشر والمجتمعي وتأكيد سلطة الطبقة العاملة المنظمة. فقد تعرضت حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات لهجوم متزايد من الدولة في السنوات الأخيرة. ولا بد من تكثيف الجهود الرامية إلى بنائها. كما أن التضامن مع فلسطين داخل النقابات العمالية مهمٌّ بشكلٍ خاص.

خلالَ حملةِ “الوحدة من أجل الانتفاضة” في عام 2021، قام عمال الموانئ في جميع أنحاء العالم، من إيطاليا إلى جنوب إفريقيا والولايات المتحدة، بمنعِ إمدادات الأسلحة إلى إسرائيل. نحن بحاجة إلى البناء على هذا المثال. وقد عاد دعم الحرية الفلسطينية إلى الظهور في الجامعات، ويمكن أن يساعد العمل النِضالي لدعم حركة المقاطعة في إعادة بناءِ حركةٍ طلابيةٍ راديكاليةٍ قوية. ويمكن للناشطين أيضاً إنعاش حركة المقاطعة في مناطقهم المحلية، على سبيل المثال من خلال الدعوةِ إلى إزالة البضائع الإسرائيلية من محلات السوبر ماركت.

11. لا يُمكن أن يكون هناك حل للقضية الفلسطينية ما دامَت دولةُ إسرائيلَ الاستعمارية الاستيطانية الصهيونية موجودة. وهي تقوم هيكلياً على تجريد الفلسطينيين من ممتلكاتهم وقمعهم. لا يمكنها أن تتعايش معهم بسلام، بل عليها إما أن تشنَّ حرباً دائمةً ضِدَّ الفلسطينيين أو، كما يطالبُ اليمينُ المتطرف، أن تبيدَهم أو تطرُدَهم. علاوة على ذلك، أظهرت هجمات 7 أكتوبر أن هذه الدولة لا يمكنها حتى ضمان سلامة مواطنيها اليهود – وهو الهدف التاريخي للصهيونية.

نحنُ نؤيد الرؤية الأصلية للحركة الوطنية الفلسطينية في إقامة دولة ديمقراطية علمانية على كامل فلسطين التاريخية (من البحر للنهر) حيث يمكن للعرب واليهود والمسلمين والمسيحيين وأولئك الذين لا دين لهم أن يتعايشوا سلميا مع حقوقٍ متساوية. إننا نرى أنَّ ظهورَ جيل جديد من المناضلين الراديكاليين داخل فلسطين، الذين يرفضون حل الدولتين الفاشل ومعها السلطة الفلسطينية الفاسدة والتابعة للاحتلال والذين يسعون إلى إعادة بناء المقاومة الجماهيرية بخبرات الانتفاضات السابقة، أمر مهم للغاية.

12. المقاومة الفلسطينية شرطٌ أساسي لتحقيق هذه الدولة. لكنَّ قوة العالم العربي بأسره تحتاج إلى تعبئةٍ لهزيمة كلب الحراسة الإمبريالي الغربي الذي هو إسرائيل. لقد أثبتت الأنظمة العربية القائمة، الفاسدة والقمعية والمرتبطةُ ارتباطاً وثيقاً بالإمبريالية، منذ فترة طويلة أنها غيرُ قادرةٍ على شن هذا الصراع. الثورة الاشتراكية في الشرق العربي، حيث يُطيحُ العمّال وفقراء المدن والفلاحون بهذه الأنظمة، ستكمل شروط النصر على إسرائيل.

أعطتنا انتفاضات عام 2011 ومؤخراً في الجزائر والسودان لمحةً عن إمكاناتِ الثورة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. إنَّ أكثر المخاطر على الإمبريالية الغربية، نتيجة لحرب الانتقام الوحشية التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين، هو أن تعود الجماهير العربية مجددا إلى الشوارع. ووفق القول الشهير لتوني كليف، مؤسس تيارنا، فإن الطريق إلى القدس يمر عبر القاهرة.

لجنة تنسيق التيار الاشتراكي الأممي، 31 أكتوبر 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بلينكن في الرياض.. إلى أين وصل مسار التطبيع بين إسرائيل والس


.. طلاب مؤيدون للفلسطينيين يرفضون إخلاء خيمهم في جامعة كولومبيا




.. واشنطن تحذر من -مذبحة- وشيكة في مدينة الفاشر السودانية


.. مصر: -خليها تعفن-.. حملة لمقاطعة شراء الأسماك في بور سعيد




.. مصر متفائلة وتنتظر الرد على النسخة المعدلة لاقتراح الهدنة في