الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الصدر، قآني، نصر الله، خامنئي، ناتنياهو، ومصير سماسرة الاديان بعد غزة

عصام شكري

2023 / 11 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


يوم الجمعة 3 تشرين الثاني توجه مقتدى الصدر إلى الدول المجاورة لفلسطين طالبا السماح لمناصريه بالوصول إلى المناطق المتاخمة لحدود اسرائيل وقد نشر رسالته على منصة اكس مدعيا ان حشوده ستكون سلمية.

موقف مقتدى الصدر هو جزء لا يتجزا من موقف الجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله وبقية فيالق القدس الجبانة. كنا نتوقع من التيار الصدري ان يسجل للقتال في غزة مع رفاقه حماس وحزب الله والحوثيين الاشاوس ولكنه يكتفي بالجعجعة اياها.

وبطبيعة الحال فان هذا الموقف “الاستراتيجي” الصادر في طهران يتطلب بعض الابداع في تسويق هزيمة هذه القوى الشرسة محليا، تلك القوى التي هتكت كل محرمات جماهير العراق بصراخها المستمر ضد الامبريالية والصهيونية والاستعمار ولوحت بسواطيرها الصدئة وخناحرها المسمومة لا بوجه اسرائيل والصهيونية لنصرة “المظلومين” في غزة بل ضد خواصر ثوار وثائرات العراق واحراره .

ان جماهير العراق وقواها الانسانية وقوى تشرين (الذين لم تشترى ضمائرهم بعد) ان يتذكروا حشود ذوي القبعات الزرق وسواطيرهم وخناجرهم التي طعنوا بها ثوار تشرين والقوى الانسانية العلمانية التي احتشدت في المطعم التركي وساحة التحرير واتهامهم بالعمالة للسفارات.

وحين دقت ساعة الصفر بتوقيت حماس وحانت المواجهة مع “العدو الصهيوني” بعد عقود من الانتظار وتحين الفرص وشراء اقمشة الاكفان والخطابات الديماغوجية (والان انخرط اليسار العراقي السفيه فيها بكل بطولة) فانه قرر ان يتوسل من الدول العربية الموالية للغرب بالسماح لنفس سرايا السلام ان “تزحف” لا لشي الا لتحتشد على حدود اسرائيل ربما في معبر رفح او القدس الشرقية!

وفي تساوق لطيف مع صراخ امين عام حزب الله الذي قال في كلمة تم عمل “تريلات” trailers هوليودية طويلة لها من قبل الجناح الاعلامي للمقاومة الباسلة، قال كل شي الا انه سيهاجم اسرائيل كما وعد من سنين طويلة واغرق جماهير لبنان في الدماء والخراب مرارا بسبب هذه اللحظة التاريخية. وادعى في خطابه انه لم يبلغ لا من طهران ولا من كتائب القسام ب “غزوة احد” الحماسية وظل في حدود الادب المحددة في كراس “قواعد الاشتباك” مع اسرائيل. وعلى نفس الطريقة وان بشكل اكثر سخافة وسخرية فان الصدر يريد ان يسجل ايضا موقفا يقول فيه كل شي الا الاشتراك في تحرير القدس بقوات جرارة مع فيلق القدس بقيادة الجنرال العبقري قآني. انه يتوسل ملك الاردن والسعودية والسيسي ان يسمحوا له باستجلاب شباب عاطل عن العمل لتسجيل نقاط على خصومه في فصايل التحرير الاسلامية المذهولة الاخرى في حكومة الميليشيات.

ان قوى الاسلام السياسي،وان يحاول اليسار العراقي المتحالف معهم سرا او علنا الايحاء بالعكس ليكسبوا تعاطف ديماغوجي معروف ومكشوف، هي في اكثر مراحلها هزالا، بل وسخافة الان. هذه القوى التي ما توقفت عن الصراخ بتحرير فلسطين منذ ربع قرن او اكثر، تنشر الصور وتذرف الدموع الكاذبة على ضحايا وغزة وتشارك في المهرجانات والاستعراضات بخرقها الصفراء والخضراء والمسيرات التضامنية، تفكر في الواقع اولا وقبل كل شي في مصيرها هي؛ في كيفية انقاذ سمعتها التي تمرغت في الوحل وربما لاخر مرة في عمرها البائس.

لا سرايا السلام ولا فيالق القدس ولا عصابات الحق ولا سرايا زينب او الرضوانية ولا الحرس الثوري ولا قوات بدر ولا فصائل حزب الله الجناح العسكري ولا الحوثيين الحفاة، سيقومون باي شي في اكثر مواجهة مستحقة وعدوا لخوضها وسفكوا دماء جماهير العراق ولبنان واليمن وطبعا ايران. لا شي. انها اوامر قآني نفسه!

حين يستقر تراب الوحشية الاسرائيلية في غزة ، ويتم وقف اطلاق النار، وتبدا المفاوضات من اجل حل الدولتين برعاية “ملوك الامبريالية” محمد بن سلمان والسيسي والملك عبدالله الثاني ومحمود عباس، ستتوفر فرصة ذهبية لجماهير العراق ولبنان وايران وسوريا للانقضاض على سماسرة الدين والقضية الفلسطينية والمتاجرين بدماء الابرياء والذين سفكوا دماء مئات الاف من البشر في سبيل فلسطين واتضح زيفهم وكذبهم وتجارتهم القذرة، ويخرجونهم من الميدان ،مرة، والى الابد.

حل القضية الفلسطينية بوجود سماسرة الدين مستحيل. دون القضاء عليهم من قبل جماهير ايران والعراق ولبنان وفلسطين واسرائيل وانتصار القوى العلمانية والانسانية والمتمدنة لن يمكن مطلقا وقف هذه البربرية . وبالتالي فان نضال جماهير العراق بعد غزة سيكون في فضح هذه القوى والانقضاض عليها وازالتها كليا وتشكيل دولة علمانية لا دينية ولا قومية توفر الشروط لارجاع المواطنة وحقوق المراة والتمدن والحرية لا للعراق ولبنان فحسب بل لفلسطين وعموم الشرق الاوسط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقالة رائعة تعكس الواقع
د. لبيب سلطان ( 2023 / 11 / 5 - 23:24 )
شكرا لكم استاذ
على طرحكم المصيب وعلى ذكركم لاول ثورة عربية على السلفية جرت في تشرين عام 2019 في العراق واستمرت 9 أشهر ..وقدموا الف شهيد و 20 الف مصاب بصراع دام مع الميليشيات الولائية السلفي..وصم السلفيون ثوار تشرين انهم عملاء سفارات ..تحركهم مخابرات امريكا .. والسلفيون بانواعهم الثلاثة يتبادلون الادوار ....فكل من يخالف السلفيات ..عميل سفارات ومخابرات..السلفية ليس فقط كائنات جاهلة متعصبة ..بل سفلة انسانيا ..لاغير
مع اطيب التقدير والتحية


2 - هذا هو المطلوب وسيتحقق
nasha ( 2023 / 11 / 6 - 07:50 )
ستتوفر فرصة ذهبية لجماهير العراق ولبنان وايران وسوريا للانقضاض على سماسرة الدين والقضية الفلسطينية والمتاجرين بدماء الابرياء والذين سفكوا دماء مئات الاف من البشر في سبيل فلسطين واتضح زيفهم وكذبهم وتجارتهم القذرة، ويخرجونهم من الميدان ،مرة، والى الابد.
حل القضية الفلسطينية بوجود سماسرة الدين مستحيل. دون القضاء عليهم من قبل جماهير ايران والعراق ولبنان وفلسطين واسرائيل وانتصار القوى العلمانية والانسانية والمتمدنة لن يمكن مطلقا وقف هذه البربرية . وبالتالي فان نضال جماهير العراق بعد غزة سيكون في فضح هذه القوى والانقضاض عليها وازالتها كليا وتشكيل دولة علمانية [لا دينية ولا قومية] توفر الشروط لارجاع المواطنة وحقوق المراة والتمدن والحرية لا للعراق ولبنان فحسب بل لفلسطين وعموم الشرق الاوسط.

شكراً للكاتب


3 - انحطاط اليسار اللاديمقراطي
منير كريم ( 2023 / 11 / 6 - 10:31 )
تحية للحضور الكريم
اشكر الاستاذ عصام شكري على مقاله المعبر
اليسار اللاديمقراطي الستاليني والشعبوي منضم الى جوقة الفاشيين والرجعيين العنصريين ويمجد بالارهابيين في حماس والجهاد الاسلامي وحزب الله الايراني ويتكلم هذا اليسار بنفس مفردات البعث والخميني
وصل هذا اليسار الى هذا المستوى من الانحطاط بسبب عدائه المزمن للديمقراطية والحضارة
شكرا


4 - انانحطاط التام لليبرالية الارهابية المبيدة للشعوب
حسين علوان حسين ( 2023 / 11 / 6 - 13:31 )
العداء المزمن للامبريالية الفاشية الليبرالية الشمولية -هي وسماسرتها- لمثل تحرر البشر من طاغوت رأس المال وعدائها للقيم الحضارية ولحقوق الانسان متواصل منذ أكثر من أربعة قرون عبر الحروب وابادات الشعوب في كل قارات الأرض، وآخرها ما تشهده غزة الصامدة. الليبرالية الفاشية الرجعية بدأت في الآونة الأخيرة بتجنيد الذباب الستاليني اللاديمقراطي الشعبوي للتطبيل لحكم المسيحية الصهيونية السلفية الداعشية الشمولية في أمريكا واوربا، ومن هذ الذباب الذبابة مانه الأمية والذبابة منيرة الحقيرة، وستنضم اليهما حتماً الذبابة حانه المخمورة والذبابة الجرباء المتابعة والذبابة نحوشة قريبا. هذا الذباب الشمولي الداعشي السلفي ملطخ جسمه كله بدماء مليارات البشر، وآخرهم ابادة 13 ألفا من شهداء غزة الذين سقطت على رؤوسهم متفجرات تجاوزت قوة قنبلة هيروشيما. والليبراليون وذبابهم يرقصون ليل نهار لجرائم الابادة الجماعية في غزة. وهذا موقف مفهوم بحكم تنفيذهم لوظيفتهم المجندين لها. ولكن طنين الذباب - على قرفه - لن يبدل حقيقة أن هبة مقاوم فلسطيني واحد تشرف كل الامبرياليين المبيدين للشعوب وذبابهم الارهابي السلفي الشمولي الستاليني.


5 - وصف ماركس الشعب الجيكي بالشعب الرجعي , لماذا؟
منير كريم ( 2023 / 11 / 6 - 16:06 )
في تعليقه رقم 4 يحشر كل المفاهيم المتناقضة في جملة
فاشية ليبرالية ستالينية امبريالية داعشية سلفية ديمقراطية
هل هذا اسلوب ادبي او علمي , حتى السرياليون يتقيئون من هذا اللغو
ماذا تريد ان تقول ؟ لا احد يعلم , كان ابو ذبان واحد اصبحا اثنين
طرحت عليهما مفهوم ماركس للحركات القومية فلم يجيبا
ولتقريب الموضوع لذهنيهما اعطيكما الواقعة بان ماركس وصف الشعب الجيكي بالشعب الرجي انذاك , لاجل ان تفهما ماركس اذهبا وادرسا الموضوع بدلا من الصراخ وشتم الناس
اعتذر من الاستاذ شكري لخروجي عن الموضوع


6 - الذباب لا يعرف الفرق بين الشعوب والقوميات
حسين علوان حسين ( 2023 / 11 / 7 - 06:00 )
الذبابة ت- 5 لاتعرف الفرق الشاسع بين الشعب والقومية. لا توجد قومية أمريكية، يوجد شعب أمريكي. العراق شعب واحد، فيه على الأقل ثلاث قوميات، ولكن وعي هذه الحقيقة هو فوق مستوى ادراك الذباب المنحط. و لكونه دساسا، فإنه ينشر جراثيمه القتالة في كل مكان. الذباب الموسادي تخرجت فيه الذبابة حانه ومانه من جامعات ستالينية جزاء خدماتها الجلى لها، لذا فهو ذباب ستاليني.
بعد تغير الرياح، انقلب هذا الذباب للسمسرة للامبريالية عدوة الشعوب، والامبريالية المبيدة للشعوب هي التي صنعت داعش والسلفية، لذا فهو ذباب داعشي سلفي يؤمن بالحق الديمقراطي للامبريالية في ابادة الشعوب مثلما تفعل الصهيونية الارهابية الآن في ابادة سكان غزة وتشريد أهلها. اذن هذا الذباب أصبح امبريالياً داعشيا ارهابيا. ولكونه ذباب موسادي، والكيان الصهيوني هو أبشع نظام عنصري ابارتهايدي ارهابي يبرقع جرائمة بالليبرالية والديمقراطية، لذا فإن هذا الذباب يكسب نفسه حقه الديمقراطي في القتل والتدمير والارهاب مثلما يفعل الآن في غزة.
ومن المعلوم أن المسيحية المتصهينة هي عقيدة الطغم الامبريالية الحاكمة في الغرب الآن، وهي عقيدة سلفية ارهابية رجعية بامتياز.