الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الموعد الثاني

عماد الطيب
كاتب

2023 / 11 / 5
الادب والفن


فاجأتني بحضورها البهي وهي تجتاز ممر الطابق الثاني في بناية اعمل فيها .. تسمرت في مكاني .. كانت انيقة في كل شيء في جمالها ، وجسدها ، وملابسها الذي ينم عن ذوق راق ويدل على اعتيادها لاختيار مجموعتها من الملابس الانيقة . فهي من طبقة غنية .. تبسمت لي وهي تقترب خطوة بخطوة .. لم استطع من وصف المفاجأة السارة على قلبي .. فقد كانت كفيلة ان تربكني وانا اقف امامها وهي تلقي التحية .. تبسمت لي .. فهي في الثلاثين من عمرها تعشق الادب والثقافة .. ادخلتها الى غرفتي واجلستها على احد الكراسي بينما جلست انا في كرسيي المعتاد خلف المكتب .. انظر اليها واتساءل مع نفسي .. اين كنت قبل عام ؟!! .. لأنسيتني الما غائرا في الروح .. قد يسكت الجرح لكن ينطق الألم .. اي الم يجتاحني بجيوشه الجرارة . كنت خائفا من هذه العلاقة ومازال المي يئن وجعا من علاقة ياليتها لم تكن في حياتي .. اخطأت الطريق بعدما سرت به اميالا في متاهات صحراء روحي .. والرجوع منه يتعب الروح وينهك الجسد ويؤذي المشاعر .. تناولت هي كتابا كان على رف مكتبي لتتصفح اوراقه . وقالت بتعجب ياله من كتاب شيق قرأته كان الكتاب لادهم الشرقاوي حمل عنوان " الى المنكسرة قلوبهم " .. قلت لها بالفعل كتاب شيق يحمل من الافكار الفلسفية عن الحب والفراق برؤية معاصرة .. قالت .. اقرأ حاليا الادب الروسي .. ثم اردفت بكلامها ذات الصوت الانثوي الناعم .. اقرأ رواية المراهق لديستويفسكي .. جميل .. علقت على كلامها ثم اكملت كلامي .. من اجمل الروايات ولكن السوداوية طاغية في معظم رواياته .. فزدت على كلامي .. من هنا انت في الطريق الصحيح .. فقد تعلمنا من الادب الروسي الشيء الكثير .. فتحت حقيبتها لتخرج مجموعة اوراق وتمد يداها بها لتعطني تلك الحزمة الصغيرة من الاوراق الملونة .. ثم قالت .. هذه كتاباتي .. تناولت الاوراق وتصفحتها.. كانت مجموعة قصص قصيرة وخواطر .. وقبل ان انطق قالت اقرأها بتمعن واريد رأيك فأنا اعرف انك كاتب ومثقف .. واذا اعجبتك ياحبذا ان تنشرها بصحيفة .. قلت طبعا .. طبعا .. .. وضعت الاوراق على المكتب وقمت لاعمل لنا فنجانين من القهوة .. وبعد ان شربنا قهوتنا .. تكلمت بصوت خافت وسألتني .. هل انت محرج من وجودي في مكان عملك .. تداركت الموقف وقلت بتأكيد جازم .. لا بالعكس فقد شاع نورا بهيا ومنح للمكان حضورا كبيرا وجميلا .. تبسمت بأستحياء .. فقد كنت جريئا في نعتها بهذا الوصف .. نهضت من كرسيها وقالت استأذن بالانصراف .. وقبل ان تخرج التفتت لي والتقت اعيننا لبرهة قصيرة اوجزت كل مافي قلبها وقلبي الملتاع .ثم قالت جملتها الاخيرة انتظر رأيك .. باي .. مشت في الممر بخطوات ثابتة لتختفي بنزولها من السلم .. رجعت لغرفتي والقيت بجسدي المثقل على الكرسي .. يا اللهي حب آخر وفي هذا العمر .. فقد انهكتني الامراض وماعاد بي ان اتحمل ثقل امرأة بهذا الوزن من الجمال والثقافة .. قلت مع نفسي لاشيء يرهب الرجل في مجتمعنا سوى المرأة المثقفة التي تجيد التفكير .. انها كزهرة برية تحب الحرية ولايستطيع ان يملكها احد .. فهي صنعت لنفسها حلم ومستقبل لكل رجل بثقافتها وشياكتها وجمالها .. ولكني عاجز عن تحمل هذا الحلم .. فهي امرأة تحمل كل مواصفات احتواء اي رجل .. ولكن لماذا انا في هذا التوقيت الخطير .. فكان هذا موعدنا الثاني دون تخطيط .،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر