الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى رئيسنا الصالح المُصلح: حتّى ينصلح لكم البال!!

كريمة مكي

2023 / 11 / 6
الفساد الإداري والمالي


إلى قيس سعيد:
كتبت لك في بداية الصيف الماضي مكتوبا أشرح فيه سبب تعب الدولة في عهدك الحاضر و أدعوك إلى المبادرة بإصلاح الإدارة و مداواتها و تطبيبها من عِللها المزمنة لأنها، هي و لا غيرها، بيت الداء في جسد الدولة المنهَكة.
لم أكن أقصد وقتها تطهيرها فقط من المنتدبين الجدد في عهد الاخوان، بل كنت خاصة أنادي بفرض الانضباط و الأخلاق السليمة في أدائها، و جعل الولاء للوطن وحده... ولائها.
يبدو أنّ رسالتي لم تصل!! و كيف تصل و من يوصلها، و إدارتنا المصون مازالت كما عهدناها، بالبيروقرطية و الأنانية، مُثقلة و سقيمة و أحيانا كثيرة عقيمة!!
اليوم و بعد أن انتبهنا كلّنا إلى اختراق الإدارة و تواطؤ المسؤوليين الإداريين في عملية تهريب الإرهابيين الأكثر خطرا على أمن تونس من داخل سجن المرناقية بمنتهى السلاسة و بدون أدنى اشتباك أو انتباه من الحرّاس، لا شك أنكم وقفتم على خطر الخَونة المُندسين في الإدارة و في أدق المواقع السيادية و هم ليسوا بالضرورة فقط من بقايا حزب الإخوان بل فيهم الكثير من المتشدقين بالوطنية أمام الناس و العاملين، في السر، بجد على إفناء هذا الوطن!!
من أجل ماذا؟؟!
في سبيل الحصول على السُّلطة و المال و لذلك هم لا يتوانون عن وضع خبرتهم الإدارية و كل الوثائق و الطوابع الرسمية على ذمّة كل من يَعدهم بالحماية و المال لا يهمهم في ذلك إن كان من المفسدين من رجال المال و الأعمال أو من أذناب الصهيونية أو من أي حزب من أحزاب الشيطان.
الادارة...الادارة...
صيحة أطلقتُها و كتبتها للرئيس الصالح المصلح منذ شهور و أعيدها اليوم- باختصار كبير- لعلّ المكتوب يَصِل فتنصلح إدارتنا و و تفرح ثورتنا و تنجح دولة الحق دولتنا.
ʺسيدي الرّئيس المجاهد:
إنّ الدولة النّاجحة هي من تكون إدارتها على قلب رجل واحد...و دولتك اليوم لا تبدو بالضبط كذلك!!
لكأنّي بك قد اكتفيت، و أنت رئيس الإدارة، باحترام القالب الظاهر و تركتَ لهم قلب الإدارة يتقلّبون به في اتجاهات عديدة بعيدة كلّ البُعد عن بوصلة الثورة الواضحة و الدقيقة.
الحُكم الحق- يا سيدي الحامي للثورة- هو أن تُخضع لكَ قلب الإدارة لتكون معكَ قلبا و قالبْ، و هو أمر يبدو في متناول يدك فليس صعبا إخضاع القلوب لمن مَنَّ الله عليه برضا الناس و تأييدهم الواسع و هذا ما نراه حاصل لك، بتوفيق إلهي إعجازي، منذ تولّيك الحكم إلى يوم تونس هذا.
سيدي طبيب قلب الوطن المكلوم:
لاستمالة القلوب و ضمان وفائها للمبادئ العظيمة و الخالدة لثورتنا المغدورة، يلزمك صِفتان لا ثالث لهما:الأدب و الحزم، و لَكَ في زياد ابن أبيه أروع مثال في الحُكم الرّشيد و الرّأي السّديد.
لقد وُلي على البصرة زمن خلافة معاوية و عندما كانت البصرة في قمّة اضطرابها غداة الفتنة الكبرى فسادَها التناحر و الفساد و اشتدّت فيها المعارضة لحكم الأمويين و تعدّدت فيها البِدَعُ و الأقوال و الأحزاب.
دخل زياد البصرة يحدوه العزم و الإقدام لوضع حدّ للتّدافع و التقاتل و الاضطراب فعمل على ضبط أمورها المنفلتة باعتماد سياسة إصلاح عامة لخّصها في خطبته المرجعية المشهورة فيما قلّ و دلّ من الكلمات: ʺاللين في غير ضُعف و الشِدّة في غير عُنفʺ.
و هي كما ترون، سيدي الحاكم، قاعدة ذهبية تصلحُ في إدارة تونس اليوم و إن بَعدت تونس عن البصرة في المكان و بَعُد زماننا هذا عن ذاكَ الزّمان.
سيدي الرئيس و أستاذ القانون و الحقوق:
إنّ المعضلة عندنا اليوم في تونس هي كيف نُصلح حال الإدارة؟؟؟
كيف نجعل الإدارة بكلّ من فيها مع الثورة و الوطن؟؟؟
كيف نقطع فعلا لا قولا فقط مع الفساد الذي- و رغم حربك المُبشِّرة عليه- مازال يتنفّس و يتحرّك على أصابع رجليه داخل الممرّات السرّية في أعماق الإدارة.
يا لحزن الثورة اليوم و يا لعظيم الخسارة للدّولة و للإدارة!!
مازلنا نسمع، إلى اليوم، من الأعوان المفسدين أنّ الرّشوة وحدها تقضي الحوائج المستعصية...و مازلنا نرى المحاباة بين المتنفّذين بمثابة حجر الأساس عند ضبطهم لقوائم التعيينات و الترقيات،
و مازال العمل عندهم جاريا و حثيثا لإبعاد كلّ الصادقين من الكفاءات...
و مازل التخاذل ملحوظا في حسم الملفات و البتّ في الشكايات...
و مازال التعطيل المقصود واضحا و جليّا في بدء و إنهاء المشاريع و الإنجازات!!!
سيدي الإداري الأوّل في البلاد:
إنّ الإدارة إذا فسدت صارت بيت الدّاء في جسد الدولة، و حتى لا يتعمّم الداء و ينخر قوائم البنيان وجب إصلاح أخلاق أهل الإدارة هنا و الآن.
أصلحوها ما استطعتم، ينصلح لكم البال و كل الأحوال في زمنكم هذا و في قادم الأزمان.
سيدي الكريم:
كيف تجعل الإدارة ذات مُثُلٍ و أخلاق؟؟؟
عليك أن تتفكّر جيّدا كيف تجعل، و دائما بالحزم و بالأدب، كلّ أعوانك – مهما كانت مراتبهم- مؤمنين بدورهم، مخلصين في خدمتهم، أوفياء لمبادئ ثورتهم و مجاهدين متطوّعين في سبيل إحلال الحق و العدل على أرض دولتهم.
سيدي المُعلّم المخلص الأمين:
هذا قلمي و هذا مِدَادُه...
و هذا الزمن زمنك فبلِّغهم، كما يجب، فَهمُك و قَصْدُك و غاية مُرادكʺ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظاهرة غريبة.. السماء تمطر أسماكا في #إيران #سوشال_سكاي


.. مع تصاعد الهجمات في البحر الأحمر.. تعرف على أبرز موانيه




.. جنود الاحتلال يحتجزون جثمان شهيد من المنزل المستهدف في طولكر


.. غارة إسرائيلية استهدفت منزلا بمنطقة الصفطاوي شمال غزة




.. قائمة طويلة من لاعبين بلا أندية مع اقتراب فترة الانتقالات ال