الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من بامكانه انهاء المجزره في فلسطين ؟!

عادل احمد

2023 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


مر على المجزرة في غزة الفلسطينية حوالي الشهر، وقُتل الالاف من الأطفال والنساء والشيوخ والعاجزين الابرياء وجرح عشرات الالاف جراء القصف الوحشي والهمجي الإسرائيلي بمساندة ومساعدة أمريكا وبريطانيا وموافقة الدول الغربية. ان الدول العربية وحكوماتها لا تخرج عن المألوف وتشجب القتال و … ولكن في المحصلة لا يخرجون عن الاطار الذي تحدده لهم السياسة الامريكية والغربية، طبقًا لمصالحهم والاستمرار في الحكم والتمتع بالخيرات المتوفرة من شروات تلك المجتمعات. وبقية حكماء العالم اما صامتون ولا دخل لهم بقتل الأبرياء او يتكلمون بصوت واطئ لا يسمعهم حتى جيرانهم القريبين. والأمم المتحدة ومجلس الامن مشغولة، الكل حسب ترتيبات مصالحهم والتخطيط لما بعد العاصفة المدمرة والازمة الخانقة والمستمرة التي يواجهها الاقتصاد الرأسمالي العالمي لبدء دورة جديدة لعمل الرأسمال وتراكمه …

وفي الجانب الاخر تحاول التيارات الإسلامية والقومية العروبية ان تأكل خبز يومها من هذا الصراع وان تشاهد قتل اكثر ما يمكن من الفلسطينيين على يد اسرائيل حتى يتبين بانهم القوى الوحيدة التي بإمكانها مقاومة المحتل واليهود الصهيوني وان تحتل موقع اكبر في المستقبل السياسي للمنطقة. وكذلك يحاول الإسلام السياسي بعد تراجع داعش وقبح صورته المتوحشة امام انظار العالم، ان يظهر مرة أخرى بثوب جديد تحت يافطة المقاومة لوحشية اسرائيل على شكل حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية في العراق واليمن وباقي المنطقة. ان دول مثل الجمهورية الاسلامية الإيرانية بعد قمع شعبها وتظاهرات العام الماضي وانتشار صور آلتها القمعية بحق المتظاهرين المدافعين عن حقوق المرأة وحقوق الانسان في ايران ووحشية قتل المتظاهرين بدم بارد، تحاول ان تبرز كالمدافع الرئيسي عن حقوق الفلسطينيين وكبطل مناهض للصهيونية الإسرائيلية …

اما تركيا الاردوغانية بالرغم من قمع معارضيها السياسيين وكذلك اضطهاد الشعب الكردي في تركيا وحرمانه من حقوقه الأساسية وزج المناهضين له في السجون المكتظة والهجوم المستمر على حزب العمال الكردستاني في كردستان العراق والهجوم المستمر على حزب الاتحاد الديمقراطي السوري … تحاول في قضية غزة ان تظهر كمدافع عن حقوق الفلسطينيين و تحررهم …

كل الحكومات في العالم ومن ضمنها روسيا والصين تحاول ان تظهر كطرف نشط في دفاعها عن حقوق الفلسطينيين سواء في المجلس الامن او في الاعلام او من خلال استضافتها الجانب الفلسطيني واحزابه وإظهار الطرف المقابل اي أمريكا والغرب وإسرائيل كقوى شر في العالم ولكن في الحقيقة تستفاد من انحطاط الغرب وازدواجية معايره في قضايا العالم خدمة لمصالحها في أوكرانيا او في تايوان …

ان كل هذه الاطراف منقسمة الى جبهتين: الامريكية والغربية والإسرائيلية من جهة والجبهة المقابلة الإسلامية والقومية والروسية والصينية، وان كلا الجبهتين بعيدتان عن انهاء القتل والمجازر بحق الفلسطينيين والكل له مصلحة بشكل او باخر في ادامة الوضع الموجود خدمة لمصالحهم …

ولكن نرى صورة أخرى مغايرة لهذه الجبهتين وهي الجبهة الثالثة والإنسانية في جميع انحاء العالم والتي برزت الى العلن منذ اليوم الأول من شروع هذه المجزرة في غزة اذ خرج الى الشارع الملايين رغم منع الحكومات وتشريع القوانين ووضع والعراقيل وكتم الأصوات في الصحف والاعلام من التحدث عن المجازر ضد الفلسطينيين في غزة وبالضد من الدفاع الأمريكي والغربي اللامحدود لجرائم اسرائيل بحق ساكني غزة من دمار و قتل حشي ودفن المدنيين تحت الأنقاض بالقنابل والصواريخ الفتاكة والمدمرة …

ان النزول اليومي الى الميدان لجماهير هذه الجبهة الإنسانية في مختلف المدن لبلدان العالم وخاصة في الدول الغربية ، هو نهوض الضمير والوعي الإنساني بالضد من همجية ووحشية سياسات الدول الرأسمالية والامبريالية العالمية قاطبة وخاصة عندما تعني مصير وحقوق شعب في بقعة جغرافية تسمى فلسطين، والتي ارتُكبت بحقه كل هذه الماسي والدمار بأيديهم القذرة والتي لا تزال مستمرة حتى الان.

ان الأمل الوحيد والقوة الوحيدة التي بإمكانها الضغط على الدول الغربية والأمريكية والإسرائيلية لإنهاء هذه المجزرة في غزة هي الجبهة الثالثة أي جبهة الإنسانية. وراينا كيف اثرت التظاهرات والاحتجاجات في العالم وضغطها على سياسات الحكومة الامريكية والإسرائيلية والحكومات الغربية لتغير لهجتها والتسارع للبحث عن تخفيف من الضغوطات الواقعة عليهم…

نرى كيف تغيرت لهجة وزير الخارجية الامريكية من بداية حضوره في إسرائيل كيهودي ومدافع قوي عن "حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها" عن طريق فرض الحصار الكامل وقطع الماء والكهرباء والمواد الغذائية وتدمير المدن بالكامل، الى ضرورة دخول المساعدات الإنسانية الى غزة. كذلك نرى كيف تغيرت لهجة كل من عمانوئيل ماكرون رئيس فرنسا واولاف شولتز مستشار المانيا و ريشي سواناك رئيس وزراء بريطانيا حول المجزرة في غزة. وكذلك راينا كيف غير الاتحاد الأوروبي نبرة خطاباته تحت الضغط الشعبي والجماهيري للجبهة الإنسانية…

كلما كبرت رقعة الاحتجاجات والتظاهرات وكلما ظهرت الأصوات الإنسانية في الاعلام وفضحت الدول الغربية ورؤسائها بدفاعهم الاعمى عن وحشية إسرائيل ، كلما تزداد الضغوطات بشكل واسع، على هؤلاء القادة والدول، للعدول عن دفاعهم اللامحدود لإسرائيل وجرائمها … كلما تتسع وتقوى هذه الجبهة كلما يزداد الوعي بالواقع، وتفضح وحشية وهمجية الدول الرأسمالية بما فيها الليبرالية والديمقراطية والمستبدة وسياساتها وكذب ادعاءاتها عن حقوق الانسان والحريات والمساواة…

ان الطريقة الوحيدة الممكنة لوقف كل هذه المجازر يأتي من نضال الجبهة الثالثة الإنسانية في العالم. علينا ان نقوي هذه الجبهة بكل الإمكانات المتاحة، والواجب يحتم اتحاد كل شرفاء واحرار العالم والنزول الى المواجهة العالمية، ضد الرأسمالية الغربية المتوحشة ورأس حربتها إسرائيل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ريبورتاج: تحت دوي الاشتباكات...تلاميذ فلسطينيون يستعيدون متع


.. 70 زوبعة قوية تضرب وسط الولايات المتحدة #سوشال_سكاي




.. تضرر ناقلة نفط إثر تعرضها لهجوم صاروخي بالبحر الأحمر| #الظهي


.. مفاوضات القاهرة تنشُد «صيغة نهائية» للتهدئة رغم المصاعب| #ال




.. حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية بجنوب ل