الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إخفاء الحقيقة تحت خراب الواقع

محمد حمد

2023 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


في زمن الحرب تصبح الحقيقة اول الضحايا. ويتم التنكيل بها بأسلحة غير تقليدية، كوسائل الإعلام المختلفة والتصريحات المتضاربة التي يطلقها من هم في موقع القيادة. وعندما يتعلّق الأمر بالخسائر البشرية فإن الحقيقة هنا تتبخر تدريجيا وتذوب في الهواء المشبع بروائح البارود وغبار المعارك. وعادة ما يكون الهدف من قتل الحقيقة في المهد وبدم بارد هو ابعاد المواطنين قدر المستطاع عمّا يجري في ميادين القتال. فالحقيقة كما هو معروف سيفٌ ذو حدّين. وهذا السلوك الذي تتبعه بعض الحكومات يعتبر من نوع الجرائم بحق المواطن. حق المواطن بالحصول على المعلومات دون تزوير أو تزييف أو غموض. خصوصا في الدول التي تدّعي أنها دول ديمقراطية ومنتخبة من قبل الشعب.
ويحصل في زمن الأزمات والحروب أن تختلف وجهات النظر والآراء وطرق التعامل مع الاحداث، بين السياسيين والعسكريين. وتزداد الأمور تعقيدا بين الطرفين عندما تعمّ حالة من الجمود والتلكأ والعجز عن تحقيق إنجاز قابل للترويج في وسائل الإعلام الأجنبية قبل المحلية. وغالبا ما تتمّ عملية تبادل الاتهامات والقاء اللوم على هذا الطرف أو ذاك بحثا عن "مذنب" أو كبش فداء يمكن أن تلقى عليه كامل المسؤولية السياسية والعسكرية والأخلاقية لما يحصل من تدهور وخراب على جبهات القتال.
وفي هذه الأيام احتدم الصراع بين قائد جيش (محمد العاگول) عفوا اقصد جيش اوكرانيا "فاليري زالوجني" والمهرّج الكبير زايلينسكي. رئيس ما تبقى من اوكرانيا. ومن المحتمل أن يتصاعد هذا الصراع بين الرجلين لأكثر من سبب خصوصا وأن المهرج زيلينسكي يعيش في اسوء مراحل رئاسته الفاشلة. فقبل ايام قليلة صرح قائد الجيش زالوجني إلى بعض وسائل الإعلام الأمريكية، وما زال كلامه يثير اهتمام الكثيرين في الداخل والخارج، صرّح قائلا: "أن النزاع وصل إلى طريق مسدود. وان الهجوم المضاد فشل ولم يحقّق اي اختراق على الجبهة. وان الخيارات أمام الجيش الاوكراني باتت شبه معدومة ". وهذا الكلام الذي يعكس الواقع بلا غموض أو لعب بالكلمات، لم يعجب الشلّة الفاسدة المحيطة بالمهرّج زيلينسكي. فانبرى واحد من مكتب الرئاسة لينتقد بشدّة تصريحات قائد الجيش زالوجني. وقال ما معناه "انه من غير اللائق والمقبول الكشف عن الحقائق امام وسائل الإعلام وأمام الجمهور. وإن تصريحات بعض العسكريين (لم يسمّ قائد الجيش بالاسم) أثارت الذعر في صفوف الحلفاء وأحدثت موجة من القلق والتساؤل بين المواطنين". ويبدو أن الذعر دبّ في اوصال رئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لاين (آكلة الاكباد) التي طارت إلى كييف على جناح السرعة لتقنع المهرّج زيلينسكي بان الرياح في الوقت الراهن لا تجري بما تشتهي سفن اوروبا او امريكا. وان العالم مشغول برمّته بالمجازر والابادة الجماعية التي يقوم بها الكيان الصهيوني في قطاع غزة. وبالتالي يا زيلينسكي عليك بالبحث عن ملاذ آمن قبل أن تتفجّر الأوضاع في اوكرانيا بين العسكريين والسياسيين. وتجلب لواشنطن وبروكسل كارثة لا تُحمد عقباها وهزيمة سنبقى نعاني منها لعقود طويلة. وزبدة الكلام يا زيلينسكي: أن مرحلة "الدلال" على الحبايب ولّت بلا رجعة منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي. والحر تكفيه الإشارة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح الهدنة.. إسرائيل تمهل حماس حتى مساء الأربعاء للرد


.. إسرائيل تهدد بمحاربة حزب الله في كل لبنان




.. جون كيربي: ننتظر رد حماس على مقترح الاتفاق وينبغي أن يكون نع


.. هدنة غزة وصفقة تبادل.. تعثر قد ينذر بانفجار| #غرفة_الأخبار




.. إيران والمنطقة.. الاختيار بين الاندماج أو العزلة| #غرفة_الأخ