الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حب مع وقف التنفيذ

عماد الطيب
كاتب

2023 / 11 / 7
الادب والفن


حضرت في الموعد والوقت المتفق عليه .. توقفت السيارة بجانب الرصيف .. ضغطت على مقبض الباب الامامي لتجلس في المقعد وهي تلقي التحية والسلام .. تنفست الصعداء وهي تنظر للامام في ظل سيل من السيارات التي شهدت شوارع المدينة ازدحاما غير مسبوق .. وبعد محاولات لتجنب الازدحامات انطلقنا الى مكاننا المعهود الذي سجل اول ذكرياته معنا .. هنالك ارواح من البشر لهم في القلوب نبضة ..ان حضروا نبض القلب فرحا .. وان غابوا نبض القلب شوقا .. هكذا هي فحضورها يمنح للنفس هيبة اللقاء .. وصلنا وركنت سيارتي جانب الطريق وسرنا نحو حديقة واسعة المكان والخضرة يحذوها النهر بمياهه الصافية في سيره الخالد .. تقابلنا في الضفة المقابلة بعض الشجيرات واشجار النخيل المعمرة .. جلست على احد المقاعد الاسمنتية بينما هي ظلت واقفة على حافة النهر تتطلع الى المشهد الطبيعي وتأملت مياه النهر لبرهة من الزمن .. وكأنها في حلم وردي .. استدارت لتأتي وتشاركني المقعد وقالت كم المنظر جميل .. تبسمت لملاحظتها فأضفت على عبارتها .. عبارة معتادة .. انت عيونك حلوة .. كل جميل في داخله يرى الكون اجمل حتى لو كانت صخرة صماء .. او في ( عاقولة ) وهو اقتباس لاحدى الكاتبات .. ضحكت من عباراتي وضحكت معها .. تحدثنا عن الحياة والثقافة والادب واشياء اخرى .. كانت متحدثة بارعة فهي تسوق الحديث سوقا وكأن الكلام اشبه بالفرس المتمردة لترويضها فقد كانت تقتبس عبارات من كتاب عرب واجانب لتؤكد ما تقوله .. استمتعنا بحديثنا الثر .. ثم نهضت من مكاني لاجلب شيئا من السيارة واسرعت الخطى فتناولت علبة حلوى واواني وملاعق بلاستيكية .. فتحت العلبة كانت عبارة عن كيكة صغيرة وفيها ثلاث شموع .. استغربت للحالة .. قلت لها هذا ثالث موعد واريد احتفل به معك كونك الطرف الثاني في الامر .. ضحكت هي من فكرتي المجنونة .. قلت لها لاتستغربي .. جمال الحياة ان نبتدع طرقا جديدة في التعبير عن شكرنا وامتنانا ومشاعرنا .. هنا التفتت لي حين ذكرت المشاعر فأنشغلت انا بتقسيم الكيكة هربا من نظراتها التي تحتاج الى توضيح اكثر من كلماتي التي اتت عن بغتة .. ناولتها قطعة من الكيكة .. نظرت بطرف عينيها مبتسمة وكأن لسان حالها يقول لي شكرا على المفاجأة .. بعد الاكل اخرجت من جيبي تمثال صغير لطير الشاهين ملفوف بورق وكان هذا الطير محتفظ به لانسان آخر ولكن ذهب مع الريح .. تناولته بحذر وازالت الورق عنه فبادرتها وهي تظهر اعجاب لامثيل له بالهدية ودقة الصنعة .. قلت لها ضعيه على مكتبك في البيت ليكون تعويذة كبومة الكاتبة غادة السمان .. تبسمت وهي تنظر للمجسم ولكن لاحظت انا دمعة تكاد تسقط من عينيها فتداركت الموقف .. هذه هدية من ( صديق ) سوف تتذكرينه كل يوم كلما سقط نظرك على مجسم الطائر .. تمالكت نفسها .. فقلت مع نفسي .. دائما اضع نفسي في مواقف تسجل على انها اعجاب او حب مع النساء .. فقلت لايمكن ان اظلمها وهي في عز شبابها مع رجل في الخمسين من عمره وهي بأعتقادها انني اصغر من ذلك بكثير او يقارب عمرها .. انتهى اللقاء بعد ساعة .. واستقلنا السيارة لاوصلها الى مكانها وانا في صراع نفسي بين تقبل فكرة شكل العلاقة وبين الرفض ووقف التنفيذ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب


.. عاجل.. الفنان محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان في رسالة صو




.. انتظرونا غداً..في كلمة أخيرة والفنانة ياسمين علي والفنان صدق


.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس




.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم