الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


((هولوكوست غزة))..هل يضع المنطقة على حافات ((معركة هرمجدون)) الكبرى؟؟...... (جزء2: والأخير)

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2023 / 11 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


فإذا كانت "معركة هرمجدون" عبارة عن معتقدات دينية يهودية مسيحية يؤمن بها رجال الدين وأتباعهم المتدينون، فهذا أمر طبيعي لا غبار عليه، أما أن يتبناها رجال فكر وقادة سياسيون ورؤساء لدول عظمى وكبرى، ويضعون سياساتهم على أساسها أو بوحي منها، فهذا هو الأمر الشاذ والغير طبيعي تماماً.. وبهذا الصدد تقول الكاتبة الأمريكية (جريس هالس) في كتابها ((النبوءة والسياسة)):
 ((إن النبوءات التوراتية تحولت في الولايات المتحدة الأمريكية إلى مصدر يستمد منه عشرات الملايين من الناس نسق معتقداتهم، ومن بينهم أناس يرشحون أنفسهم لانتخابات الرئاسة الأمريكية، وكلهم يعتقدون بقرب نهاية العالم ووقوع (معركة هرمجدون)..ولهذا فهم يشجعون التسلح النووي ويستعجلون وقوع هذه المعركة باعتبار أن ذلك سيقرب مجيء المسيح)) .

فالرئيس الأمريكي الأسبق (رونالد ريغان) مثلاً: صرح في حديث له عام 1980م مع المذيع الإنجيلي (جيم بيكر) في مقابلة تلفزيونية أجريت معه .. حيث قال:
 ((إننا قد نكون الجيل الذي سيشهد معركة هرمجدون))... وفي حديث آخر له قال:
 ((إن هذا الجيل بالتحديد هو الجيل الذي سيرى هرمجدون)) .

أما الرئيس الأمريكي السابق (جورج دبليو بوش) فقد نقلت مجلة (دير شبيغل) الألمانية عنه عام 2008م أحاديثاً بهذا المعنى قائلة:
 ((اصبح بوش واحداً من الستين مليون أمريكي الذين يؤمنون بالولادة الثانية للمسيح)) ،أي، اصبح يؤمن بعودة المسيح لخوض ((معركة هرمجدون )) الكبرى .
والكثير من الرؤساء والمسؤولين الأمريكيين والأوربيين ـ لا مجال لذكرهم هنا جميعاً ـ قد أدلوا بدلوهم في موضوعة (معركة هرمجدون) بأقوال مثل أو قريبة الشبه من اقوال ريغان وبوش وغيرهم!

أما الرئيس الأمريكي الحالي (جــو بــايــدن) فلم ينقل عنه قول أو تعليق يخص (معركة هرمجدون) بصورة مباشرة، إنما كل أقواله وتصرفاته تدل على أنه (هرمجدوني أصلي) وربما أكثر من (هرمجدوني) .. فمن أقواله :
 ((أنا صهيوني لكني لست يهودياً))!!
(وقوله للــ BBC في 30-3-2023:
 ((لو لم تكن اسرائيل موجودة لاخترعناها)) .. ومعروف أن من اخترعوا "إسرائيل" هم اسلافه البريطانيون!
وله الكثير من التصريحات المشابهة أو المقاربة لهذه الأحاديث المتصهينة، فهو ـ في العام 1986عندما كان سناتوراً ـ اعتبر "إسرائيل" مشروعاً استثمارياً مربحاً لأمريكا .. حيث قال بما معناه :
 (بثلاث مليارات دولار سنوياً تضبط "إسرائيل" لنا الشرق الأوسط بأكمله، بينما بدون اسرائيل كنا سنحتاج إلى جيوش واساطيل وحاملات طائرات وقواعد بحرية ستكلفنا اضعاف اضعاف هذا المبلغ لتؤدي نفس المهمة ،أي، لضبط الشرق الأوسط)..
وهو نفس الرأي الذي شرح به المرحوم [د. عبد الوهاب المسيري] وظيفة الكيان الصهيوني في المنطقة العربية في أحدى دراساته الرائدة، عن الحركة الصهيونية وكيانها المزروع في فلسطين ووظيفته!!

لكن الأهم من كل هذا، هو ما فعله بايدن وما تصرف به منذ بدأ (مـــجـــزرة غــــــــــزة) إلى اليوم.. فقد أصبح بايدن اشبه بالناطق الرسمي باسم "إسرائيل"، فهو ينطق بكل ما تريده أو تقوله أو تفعله "إسرائيل"، أو ينطق به البيت الأبيض بدلاً عنه .. فهو القائل :
 "إن الأولوية لإطلاق سراح "الرهائن الاسرائيليين"!!
 رفض مناقشة أي وقف لإطلاق النار قبل اطلاق سراح "الرهائن الإسرائيليين"!!
 أحبط كل مشاريع وقف اطلاق النار المشتعلة في غزة لأسباب إنسانية أو لأسباب أخرى، وسواء في مجلس الأمن أو في الأمم المتحدة بــ (الفيتو الأمريكي) الجاهز لحماية "إسرائيل" وجرائمها، وقد نسي أو تناسى كل ما كانت تدعيه وتقول به أميركا عن الانسان و "حقق الانسان" و "حقوق الطفل"، الذين يذبحون يومياً بالمئات في غزة كل يوم وأمام ناظريه!!
هذا بالإضافة لما قاله وردده مسؤولون أمريكيون كثيرون غيره :
 فقبل أيام قال : منسق السياسات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي ((أن واشنطن لا تدعم وقف إطلاق النار حاليا في قطاع غزة.))
 وفي 2023-11-4 وبعد مرور ما يقارب الشهر على مذبحة غزة ودمار القطاع التام، قال وزير الخارجية الأمريكي (انتوني بلينكن) عند اجتماعه ببعض وزراء الخارجية العرب في الأردن، ودون أن يعير لمشاعرهم ـ إن كانت عندهم مشاعر ـ أي اهتمام ((إن أميركا لا توافق على وقف اطلاق النار في غزة حالياً، لأن حماس ستستغله لصالحها)) .... وغيرها عشرات التصريحات الأمريكية المشابه لها، ومن مختلف المستويات السياسية الأمريكية الأخرى!

ومعروف أن بايدن كان أول من زار "إسرائيل" للتضامن معها ضد غزة، تبعه ولعدة مرات وزيرا خارجيته ووزير دفاعه، وتبع هئولاء الرئيس الفرنسي ماكرون ورئيس وزراء بريطانيا سوناك وقائد القوة الجوية الألمانية.....الخ وكثير من الرؤساء والوزراء والمسؤولين الأوربيين للغرض نفسه!!

ومعروف أيضاً أن أميركا قد أرسلت إلى شواطئ فلسطين المحتلة حاملتي طائرات عملاقة وألفي عنصر من المارينز وفصيل من قوات النخبة الأمريكية وقوات "لتحرير الرهائن" وغواصة أوهايو النووية وأنواع من اسلحة جديدة لم تجرب بعد وآلاف الأطنان من الذخائر المتنوعة عبر جسر جوي........الخ كما أن أميركا قد وضعت الأقمار الصناعية في خدمة المجهود الحربي "الإسرائيلي" وكذلك فعلت استراليا، هذا هو المعلن أما غير المعلن فالله وحده يعلم به، وكذلك سارت على خطاها بريطانيا وفرنسا والمانيا وكندا وايطاليا وكثير من الدول الأوربية الأخرى!!

وهذا يعني إن كل هذه الدول قد اعلنت الحرب على غزة وعلى فلسطين وعلى الأمة العربية بأجمعها، ويعني أيضاً أن زمن الحياد الأمريكي والأوربي المزعوم بين الطرفين العربي والصهيوني قد ولى وإلى الأبد، واصبح اللعب على المكشوف، ويعني ثالثاً أن أميركا ومعها الغرب بأجمعه قد أصبح "إسرائيلياً" ويقف بجانبها في كل قضية بالحق أو بالباطل، وإن كانت "اسرائيل" هي الباطل عينه!
ولقد أصبح حال العرب هكذا منذ زمن بعيد، ومنذ أن وضع السادات ـ جازاه الله بما فعل ـ 99% من أوراق القضية الفلسطينية والقضايا العربية بيد الولايات الأمريكية المتحدة وحدها، فأوصلنا جميعاً إلى ما نحن فيه اليوم من ضعف وخذلان وتمزق ودمار، ودماء تجري في كل مكان وفي كل اتجاه!!
****
إن معركة "هرمجدون" الموعودة لم تكن من اختراع العصور الحديثة، إنما هي من اختراع التوراة ومنذ عصور سحيقة، لكن القوى الاستعمارية الإمبريالية في الغرب وخصوصاً " المحافظون الجدد "، قد وجدوا في نبوءة (معركة هرمجدون) ضالتهم المنشودة، فجعلوها واحدة من (أسلحتهم السرية) لتبرير احتلالهم للعراق وأفغانستان، وتدخلهم السافر في أماكن كثيرة من الشرق الأوسط خاصة وشرق الأرض بعمومه!

وقد أشار لهذا التوجه الاستعماري الخطير تقرير لمنظمة " حقوق الإنسان " صدر في قبرص عام 1990م.. بقوله :
 ((توجد هيئات وجمعيات سياسية وأصولية في الولايات المتحدة وكل دول العالم تتفق في أن نهاية العالم قد اقتربت، وأننا نعيش الآن في الأيام الأخيرة التي ستقع فيها (معركة هرمجدون) وهي المعركة الفاصلة التي ستبدأ بقيام (العالم!!!) بشن حرب ضد دولة إسرائيل، وبعد أن ينهزم اليهود يأتي المسيح ليحاسب أعداءهم ويحقق النصر، ثم يحكم المسيا العالم لمدة ألف عام، فيعيش العالم في حب وسلام كاملين)) ..
وهنا " بيت القصيد " الحقيقي، الذي يطلق يد أميركا والغرب والصهيونية العالمية لتلعب بالعالم كيف تشاء!!

ويذكر هنا أنه في العام 1984م أجرت (مؤسسة يانكلوفينش) استفتاءاً أظهر أن:
 ((%39 من الشعب الأمريكي (أي حوالي 85 مليون أمريكي) يعتقدون بصحة أحاديث الإنجيل وقوله بتدمير الأرض بالنار - وقبل قيام الساعة - بحرب نووية فاصلة، ومعركة كبرى قد تكون هي " معركة هرمجدون.))

ومن يقرأ كتاب ((المنظمات السرية التي تحكم العالم)) سيصاب بالعجب والذهول والإحباط، من كثرة تفشي هذا المعتقد والكثير مما شابهه من المعتقدات الغيبية الغريبة، بين القادة والسياسيين والرؤساء الأمريكيين والغربيين عموماً وعند عامة الشعوب الأوربية .. فواحدة من أسباب غزو العراق عام 2003 مثلاً ـ كما يذكر الكتاب ـ هي اعتقاد الرئيس (جورج دبليو بوش) وأركان إدارته، بنزول [كائنات من الفضاء الخارجي] في العراق قديماً، وهذه الكائنات هي التي أقامت – حسب تصوره - أول الحضارات الإنسانية فيه.. فكون لهذا الغرض لجان خاصة جاءت مع الغزو، لدراسة هذا الموضوع واكتشاف حقيقة ما يشاع حوله !!

فهؤلاء وبهذه العقليات الشبه غيبية، هم الذين يحكمون العالم اليوم وبيدهم وحدهم مصيره .. فيا له من مصير أسود ينتظر كوكب الأرض والمليارات السبعة التي تسكنه!!
****
مــصـــيـــر غــــــــــزة الــمـــجـــهـــول؟؟
أصبح الحديث الآن ـ بالنسبة للصهاينة ـ عما ستؤول إلية معركة غزة ومن سيتولى ادارتها بعد انتهاء الحرب.. فــ "الاسرائيليون" لا يريدون إدارة غزة من قبلهم بصورة مباشرة لأنهم رأوا ويلاتها من قبل، ولا يريدون العيش في جحيمها الذي هربوا منه جهاراً نهاراً.. فحكومة عباس لا تستطيع ادارة امارته الصغيرة في الضفة الغربية، ناهيك عن إدارة قطاع غزة الشرس الذي أتعب كل اشكال الاحتلال التي مرت عليه في تاريخه الطويل..
ولهذا عرض الصهاينة على مصر إدارة قطاع غزة بصورة مباشرة، لكن مصر رفضت هذا العرض بصورة قاطعة، فاتجهت انظار الصهاينة إلى السعوديين عسى أن يقبلوا بإدارة هذا القطاع المخيف والمتعب دائماً..
 وبهذا المعنى وتحت عنوان: "أعطوا غزة للسعوديين".. ((عرض تقرير للقناة السابعة بالتلفزيون "الإسرائيلي" فكرة للحكومة "الإسرائيلية" تقضي بأن تدعو السعودية لإدارة قطاع غزة بعد رفض مصر لهذا المقترح.))

لكن أهم الحلول التي عرضت واكثرها واقعية وتوافقاً مع العقلية الصهيونية، هو ما عرضه وزير التراث "الإسرائيلي":
 فقد ((وصف وزير التراث الإسرائيلي (عميحاي الياهو) إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة بأنه "أحد الخيارات" لتحقيق هدف القضاء على حركة "حماس".. جاء ذلك في تصريح الياهو، الذي ينتمي إلى حزب "عوتسما يهوديت" اليميني المتطرف بزعامة ايتامار بن غفير، لإذاعة "كول بارما" الإسرائيلية، لأنه وحسب رأيه لا يوجد "أشخاص أبرياء" هناك[يعني في غزة]...)) RT .. 5-11-2023

والولايات المتحدة حامية العدالة و "حقوق الانسان" على كوكب الأرض، وبعد أكثر من عشرة آلاف شهيد وثلاثة آلاف مفقود وأكثر من أربعة وعشرين جريحاً وتسوية معظم مباني غزة بالأرض، فهي لا تعارض ألقاء (قنبلة نووية) على غزة، لكنها تقترحها قنبلة نووية من "النوع التكتيكي" وليس من "النوع الاستراتيجي" ذي التدمير الشامل!!!!
والحمد لله رب العالمين!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله