الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الفشل والنجاح في الحرب الامبريالية على غزة

محمود فنون

2023 / 11 / 7
القضية الفلسطينية


بين الفشل والنجاح في الحرب الامبريالية الصهيونية على غزة
7/11/2023م
هي حرب ضروس تطال الانسان والشجر والحجر والهواء ، تدار من قبل الادارة الامريكية وحلفها واتباعها على قطاع غزة .
وهذا الشهر الثاني والعدوان يتفاقم ويزداد ضراوة .
لست متفقا مع المحللين الذين يتحدثون عن فشل العدوان الغاشم :
إن تهجير سبعين في المئة من السكان وازاحتهم عن أماكن سكنهم ليس بالامر القليل ، كما قتل وإصابة ما يزيد عن ثلاثين ألف مواطن فلسطيني من الشعب العربي الفلسطيني في قطاع غزة لا امر عليه مرور الكرام .وكذا تدمير ما يزيد على اربعين في المئة من المباني .
وتعطيل الحياة والمؤسسات والمستشفيات مع الحصار المطبق وفرض ارادة العدو على ادخال الاحتياجات وحصرها كما ونوعا ، وترك السكان للجوع والمرض وإطلاق مارد جميع أشكال المعاناة الإنسانية وبشكل متواصل . هذا يجب أن يراه المحللون والمراقبون وناشرو الرأي.
من الجانب الآخر الفلسطينيون من جانب : يقاومون في الميدان ويثخنون العدو كل يوم وكل حين ، ويهاجمون تقدم العدو في الميدان ولا يسمحون له بالاستقرار ، والجماهير بالرغم من كل شيء لا ترفع الراية البيضاء ولا زالت ترفض ترك القطاع لمأساة أخرى أكبر وأعمق .
هذه هي اللوحة العامة والتي يجب أن نرى كل تفاصيلها دون أن نغفل الاتجاه العام الجاري ز
الإتجاه العام هو حتى الآن تفريغ شمال قطاع غزة من كل شيء وإزاحة السكان تمهيدا لإعادة احتلاله والسيطرة عليه وبإشراف الجيش العدو وهو يعمل على السيطرة على كامل القطاع ووضعه تحت اشرافه .
وهذا ليس فقط سياسة صهيونية بل هي سياسة الغرب الاستعماري بأداتهم المباشرة في المنطقة ظاهريا وبحضورهم مشاركتهم فعليا ، ولها علاقة بترتيبات اوسع في الشرق الأوسط ولها علاقة بخطوط النقل الدولية . وكذلك لها علاقة بالتخلص من كل المتمردين على هيمنة الغرب في المنطقة وكل تهديد محتمل لوجود الكيان المعادي واولهم حزب الله ومعه الاجهاز مجددا على سوريا وتقليم أظافر إيران وكل ممانعة .
إن قدر غزة المقدور هو الصمود وأن يحصل لها كل هذا وأكثر : التدمير والتهجير والتنظيف كما يقول العدو . وهذا يسير على قدم وساق وهذا هدف كامن حتى قبل عملية سبعة اكتوبر البطولية العظيمة .
وقواتهم البرية تناور هنا وهناك على الارض وقطعت القطاع شمالا وجنوبا في هذه المرحلة وتسعى لتثبيت وجودها على الارض بالرغم من المقاومة الضارية التي تجابهها .
ماذا بخصوص تحملها للخسائر البشرية وفي العتاد وآلات الحرب :
من الواضح انها لا تشكو من عظم خسائرها البشرية وبالأحرى هذه الخسائر لا تشكل عائقا يحول دون تقدمها وهي تعوض خسائرها البشرية في الميدان وربما بمتطوعين أجانب ، بخلاف المقاومة التي لا تملك تعويض خسائرها البشرية وخسائرها في السلاح . فما دامت أمريكا هي التي تقود وما دامت جثث الضحايا لا تذهب لواشنطن ، فلتكن الخسائر البشرية بالعشرات وبالمئات وحتى بالآلاف فهذه هي الحرب وهي حربهم كما انها حرب الكيان الاستيطاني المعادي .
أما الخسائر المادية : فالجيش العدو يتلقى سيلا من التعويض بل والتدعيم بأسلحة أفتك وأقوى وأحدث بينما ما يفقده المقاومون ينقص من المخزون إلا ما يتم تصنيعه محليا إن استطاعوا إلى ذلك سبيلا .
ماذا عن إدارة القطاع بعد حماس كما يطرحون ويحضرون ؟
إن إثارة هذا الامر وطرحه للنقاش لا يعني أنه في المدى الراهن غير محلول . فحينما سقط العراق عام 1983م تمت إدارته أمريكيا ثم جهزوا الميدان لما يناسبهم .
وفي حالنا فإذا سيطر الجيش المعادي فهو الذي سيدير المنطقة بالطريقة التي يراها مناسبة وإلى المدى الذي يراه فلن يكون هناك أي معيق إلا بمقدار اتساع المقاومة .وإذا حصلت مطالبات بغير ذلك فإن أي تغيير سيتم بينما الجيش يملأ الفراغ.
هل سيعيد الجيش السكان المزاحون إلى أماكن سكنهم إن تمت له السيطرة : الجواب أنا لا أعلم وذلك لأن من اهداف الحرب إزاحة السكان وتقليل عددهم قدر ما يستطيعون وهذا هو الذي يجري البحث فيه بين شركاء الحرب .
هل تتسع الحرب ؟
إن حشد الأساطيل القوية وتزويد جيش العدو بمزيد من الأسلحة بالإضافة إلى تعويض الخسائر هو مؤشر قوي على توسيع نطاق الحرب في المنطقة بالرغم من التطمينات المتبادلة والتهديدات المتبادلة بين حزب الله والكيان .
حزب قال إن تدخلي هو في حدود التضان ولكن مستعد لما هو أبعد من ذلك .
والعدو قال : ليس لنا مصلحة في فتح جبهة الشمال ومستعدون لكل احتمال بل وسنجعل لبنان كما قطاع غزة .
وهل القرار الحاسم بيد هذين الطرفين ؟
الجواب لا كبيرة فإن أرادت امريكا استهداف حزب الله فستقوم إسترائيل باستدراجه إلى المدى الذي لا يحتمله ورغما عنه بالرغم من تخلخل الجبهة اللبنانية من حوله .
لا شك أن الصين وروسيا سيدفعان ثمن نتيجة هذه الحرب . غزة هي التي تحارب ولكن إن انتصرت ومعها حزب الله كاحتمال تربح روسيا والصين وإيران وسوريا .
وإن خسرت غزة كاحتمال يخسر معها الجميع وتكون أمريكا وحلفها أجمعين هم الرابحون .فهي حرب لها أهداف محلية ولكن لها أهداف إقليمية ودولية بدون شك ومن يربحها تكون فرصته أكبر في الشرق الأوسط على الأقل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و


.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا




.. المرصد السوري: دوّي انفجارات في محيط العاصمة السورية دمشق


.. الهباش: اللقاءات بين حركتي حماس وفتح بغير الجديّة وغير المثم




.. بايدن: أميركا دولة قانون وسنتعامل مع احتجاجات الجامعات على ه