الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاضرات في البلاغة مح7 (من أبواب علم المعاني، الإنشاء الطلبي، التمنِّي).

مديح الصادق

2023 / 11 / 8
الادب والفن


التمني هو طلب الشيء المحبوب الذي لا يُرجى، ولا يتوقَّع حصوله؛ لسببين:
الأول- لكونه مستحيلاً، نحو: "ألا ليتَ الشبّابَ يعودُ يوما فأُخبَرَهُ بما فعلَ المشيبُ".
الثاني- لكونه ممكناً، غير مطموعٍ في نيله، نحو: {يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ}.
أمَّا إذا كان الأمرُ المحبوبُ ممّا يرجى حصوله كان طلبه من باب الترجّي، وكما ذكرنا فإنَّ
الترجّي (إنشاء غير طلبي)، ومن أدوات الترجّي (عسى)، و(لعلَّ)، نحو: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا}، و{فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ}.
ملاحظة: أحيانا تستعمل (ليتَ) للترجّي، وهي أداة أساسية للتمنّي؛ لكن لأغراض بلاغية.
...................
أدوات التمنّي:
أدوات التمنّي أربع، واحدة منها أصلية، هي (ليتَ)، نحو:
"فَيا لَيتَ ما بَيني وَبَينَ أَحِبَّتي... مِنَ البُعدِ ما بَيني وَبَينَ المَصائِبِ".
الغرض من (ليتَ) في هذا البيت إبراز المرجو في صورة المستحيل مبالغة في بُعد نيله.
{وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا}.
الغرض من (ليتَ) في هذه الآية الكريمة التنديم.
هناك ثلاث أدوات للتمني غير أصلية، تنوب عن (ليتَ) لأغراض بلاغية، هي:
أ- (هل)، نحو: {فَهَلْ لَنا مِن شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا}. {فَهَلْ إِلَىٰ خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ}.
إنَّ سبب العدول عن (ليتَ) إلى «هل» إبراز المُتمنَّى- لكمال العناية به- في صورة الممكن الذي لا يجزم بانتفائه، وهو المُستفهَم عنه.
ب- (لو)، نحو: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.
بما أن (لو) حرف امتناع الجواب لامتناع الشرط؛ فقد استُعملت للتمنّي لإبراز صورة المُتمنَّى بصورة المستحيل حصوله.
ج- (لعلَّ)، نحو: "أَسِربَ القَطا هَل مِن مُعيرٍ جَناحَهُ... لَعَلّي إِلى مَن قَد هَوَيتُ أَطيرُ".
"عَلَّ اللَيالي الَّتي أَضنَتْ بِفُرقَتَنا... جِسمي سَتَجمَعُنِي يَومًا وَتَجمَعُه".
.......................................
ملاحظة1: لا يُتمنَّى: ب(هل، لو، ولعلَّ) إلا في حالٍ يكون القطع بعدم وقوعه لئلّا تُحمل على معانيها الأصلية، وهي: (هل: للاستفهام)، (لو: للشرط)، و(لعلَّ للترجِّي).
ملاحظة2: علامة استعمال هذه الأدوات للتمني، وهو إنشاء طلبي؛ أن يُنصب المضارع الواقع في جوابها، كما ذكرنا في محاضرات النحو.
ملاحظة3- إنَّ (هلَّا، وألا، ولوما، ولولا) مأخوذة من (هل، ولو)؛ بزيادة (لا)، و(ما) عليهما.
أصل (ألا) (هل، ولا» قلبت همزة ليتعين معنى التمنِّي، ويزول احتمال الاستفهام، فيتولد من التمني معنى (التنديم) في الماضي نحو: (هلَّا زُرتَنِي؟)، ومعنى (التحضيض) في المستقبل نحو: (هلَّا تزورُنِي؟)، ويزول معنى الشرط من (لو)، نحو: {وَقَالُوا لَوْلا يَأْتِينَا بِآيَةٍ مِنْ رَبِّهِ}.
...........................
نلتقي في المحاضرة 8 (من أبواب علم المعاني، الإنشاء الطلبي، النداء).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا