الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تأجيل أم الغاء المملكة العربية السعودية للقاء القمة العربي الافريقي في الرياض ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


هل اجلت المملكة العربية السعودية لقاء القمة العربي الافريقي الى موعد آخر ، حقا بسبب الحرب التي تدور اليوم في غزة ؟
أم أن الامر هو أبعد من التأجيل ، الذي حقيقته هي الغاء لقاء القمة العربية الافريقية بصفة نهائية ، لتجنب المشاكل التي ستطرحها حضور الدولة الصحراوية .
أعتقد انّ التدرع بالحرب التي تدور في غزة ، لم يكن السبب الحقيقي من وراء التأجيل وليس الإلغاء ، بل ان المشكل سيكون في حضور الجمهورية العربية الصحراوية لقاء القمة ، خاصة وان النظام المخزني البوليسي، إعترف صراحة وامام العالم ، بالجمهورية العربية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، حتى يصبح عضوا بالاتحاد الافريقي ، بعد انسحابه من منظمة الوحدة الافريقية ، بسبب قبول عضوية الجمهورية الصحراوية بها OUA .
فهل ستحضر الجمهورية العربية الصحراوية لقاء القمة ، بين الاتحاد الافريقي ، وبين الدول العربية في هيئة الجامعة العربية ، أم أنّ هذا اللقاء لن ينعقد ابدا بسبب معارضة النظام المخزنلوجي البوليسي ، حضور الجمهورية الصحراوية ، رغم انه اعترف بها ونشر اعترافه بالجريدة الرسمية لدولته العلوية عدد : 6539 / يناير 2017 ، ويجلس بجوارها كدولة بحضيرة الاتحاد الافريقي ..
ان المملكة العربية السعودية في تعاملها مع هذه الإشكالية ، ستلجأ الى القوانين الدولية ، والى قوانين الاتحاد الافريقي ، كما ستلجأ لأخذ العبرة من لقاءات قمة ، جرت بين الاتحاد الافريقي حضرت فيها الجمهورية الصحراوية كدولة ، وبين اتحادات قارية ، كالاتحاد الأوربي الذي زارته الجمهورية العربية الصحراوية ضمن الاتحاد الافريقي ، حيث زار رئيس الجمهورية الصحراوية ، عاصمة الاتحاد الأوربي Bruxelles ، ورفرفت رايتها عاليا ، الى جانب رايات الدول الاوربية ، ورايات الدول الافريقية ، وطبعا راية النظام المخزني البوليسي ، الذي لم يعارض ، ولا احتج على هذا الحضور ، لأنه مدرك بطبيعة حجمه الذي لا يسمح له بتخطيه ، سيما وانه امام الاتحاد الأوربي الذي يرفض التدخل في تحديد لقاءاته ، سيما وان الواقف وراء هذا التعارض ، هو النظام المخزني البوليسي ، المعروف الحجم من قبل دول الاتحاد الأوربي ، ففضل دفن رأسه في الرمل حتى ينتهي لقاء Bruxelles ، الذي كان ضربة للنظام المخزني البوليسي ، ولطمة على خذّ محمد السادس الذي كان يعتقد جازما ، بان فرنسا والرئيس الفرنسي ، هم أصدقاء لمحمد السادس ، ولعائلته ، معتقدا عن خطأ ان الرئيس Emanuel Macron ، هو نفسه الرئيس Jacques Chirac الذي قاطع محمد السادس حضور جنازته .. فإبراهيم غالي إستقبل في عاصمة الاتحاد الأوربي ، كرئيس دولة ، حظي طبعا بنفس البروتوكول الذي حظي به رؤساء الاتحاد الأوربي ، ورؤساء الاتحاد الافريقي .
فكيف سيعترض النظام المخزني البوليسي ، على حضور الجمهورية العربية الصحراوية ، وهي العضو الكامل العضوية بالاتحاد الافريقي ، لقاء القمة بين الاتحاد الافريقي وبين الدول العربية في هيئة الجامعة العربية ، في حين حَني رأسه الى أسفل ، امام الاتحاد الأوربي عند لقاءه بالاتحاد الافريقي .
ونفس الشيء نثيره عن اللقاء بين الاتحاد الافريقي بكل دوله ، مع الرئيس الفرنسي Emanuel Macron ، وبجواره كان يقف الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي ومحمد السادس ملك المغرب ..
انه نفس اللقاء حصل بين الاتحاد الافريقي ، وبين روسيا الاتحادية ، التي القى فيها الرئيس الصحراوي كلمة الدولة الصحراوية ، امام رؤساء الدول والحكومات الحاضرين ، وحصل بين الاتحاد الافريقي وبين اليابان ..
لكن . ورغم ان المملكة العربية السعودية ستوجه الدعوة الى الاتحاد الافريقي ، وليس الى دول الاتحاد مباشرة ، مما يعني الزامية حضور الجمهورية الصحراوية لقاء القمة العربي الافريقي ، فانْ حصل اللقاء بين الاتحاد الافريقي ، وبين دول الجامعة العربية ، سيكون اول لقاء من هذا النوع يحصل في التاريخ ، وسيعتبره النظام المخزني البوليسي سابقة غير محمودة ، وسيطلق العنان لطبّالته من الانتقاد الصارم للجامعة العربية ، وبالأخص للمملكة العربية السعودية ، التي آوت دولة الجمهورية العربية الصحراوية ضمن الاتحاد الافريقي ، لقاء القمة التي ستنعقد ، رغم وضع العصا في عجلتها ...
فكون ان تحضر الجمهورية الصحراوية ضمن الاتحاد الافريقي ، هو أهون من ان تحضر كدولة مستقلة وذات سيادة . فحضور الجمهورية العربية الصحراوية لقاء القمة مع الجامعة العربية ، لا يعني ان دول الجامعة العربية ، ومنها الملكة العربية السعودية تعترف بها ، بل ان حضورها كان ضمن ترتيبات تخرج عن سلطة المملكة العربية السعودية ، لتصبح سلطة الاتحاد الافريقي الذي لا ولن يتخلى عن احد اعضاءه ، خاصة اذا ساهم هذا العضو في تحرير القانون الأساسي للاتحاد الافريقي ، ووافق هذا العضو ، الجمهورية الصحراوية ، على قبول عضوية النظام المخزني البوليسي بالاتحاد الافريقي ، عندما صوت لفائدة انتماءه الى الاتحاد الافريقي ، خاصة وان أداء قسم الانضمام الى الاتحاد الافريقي ، أداه النظام المخزني امام امرأة صحراوية تنتمي الى الجمهورية العربية الصحراوية ..
اما اذا كان لقاء القمة شخصيا ، ولم يكن ضمن الاتحاد ، فحضور الجمهورية الصحراوية للقاء المنظم ، هو اعتراف من هذه الدول بالجمهورية العربية الصحراوية كدولة مستقلة .. لذا ولتجاوز هذا التعقيد ، فالدعوة التي ستوجهها المملكة العربية السعودية ، ستوجه الى الاتحاد الافريقي كاتحاد ، ولا توجه في اسم الدول ، حتى يمكن القول بتأويل مخالف للأعراف ، التي جرت عليها الجامعة العربية ، وجرت عليها اعراف المملكة العربية السعودية .. أي اتباع مسطرة الاتحاد الأوربي ، الذي حضرت الجمهورية الصحراوية لقاء Bruxelles ، الذي كان ضربة موجعة من الاوربيين ، لشخص محمد السادس ، ولنظامه المعزول دوليا ..
فهل سينسحب النظام المخزني البوليسي من لقاء القمة ، ام انه سيحضر اللقاء كما حضر لقاء مع الاتحاد الأوربي ، ومع روسيا الاتحادية في اللقاء ما قبل الأخير ، ومع اليابان ...سابقا ..
لكن هل نسي النظام المخزني انه ليس الوحيد الذي اعترف بالجمهورية الصحراوية في يناير 2017 ، بل اعترفت جملة من الأنظمة العربية بالجمهورية العربية الصحراوية صراحة ، كالجزائر ، وموريتانية ، وسورية ، وهناك دول تعترف بها على الأرض ، كتونس ، ومصر ، وليبيا وحتى قطر التي لها علاقات متينة مع الجمهورية الصحراوية .. ؟ ..
فإذا زمجر وغضب النظام البوليسي المخزني ، من حضور الجمهورية العربية الصحراوية ، لقاء القمة العربي الافريقي بالرياض ، كيف سيفسر سكوته ، خاصة دفنه لرأسه في التراب ، ولم يحتج من لقاء القمة ، بين الاتحاد الأوربي ، وبين الجمهورية العربية الصحراوية ، ضمن دول الاتحاد الافريقي ، ولم يحتج كذلك وفضل دفن رأسه في الرمل من حضور إبراهيم غالي كرئيس دولة ، الى جانب الرئيس Emanuel Macron ، وبالحضور الشخصي لمحمد السادس ؟
ان ثقل الحضور الصحراوي على قلب نظام محمد السادس ، في لقاء القمة المؤجل ، العربي الافريقي ، سيكون الجولة الأخيرة التي ستفرش الأرضية ، لتشرع الأمم المتحدة في معالجة نزاع الصحراء الغربية طبقا للقانون الدولي ، وطبقا للمشروعية الدولية ، التي كانت تصوت على قراراتها كذلك بعض الدول العربية .
ان اختباء المملكة العربية السعودية ، وراء حاجب الاتحاد الافريقي ، لشرعنة حضور الجمهورية العربية الصحراوية ، لقاء القمة العربي الافريقي ، رغم ان الدعوة ستكون صحيحة من حيث الشكل ، ومن حيث الإجراءات ، فإنها ستكون آخر ضربة قاضية في نعش أسطوانة " من طنجة الى الگويرة " التي يتغنى بها النظام البوليسي ، رغم ان " الگويرة " تخضع منذ سنة 1975 ، لسيطرة الجيش الموريتاني ، ولسيطرة الدولة الموريتانية ، وظلت ، أيْ "الگويرة " خارجة عن أراضي وادي الذهب ، التي شفعها النظام المخزني البوليسي في سنة 1979 ، بعد انسحاب موريتانية منها ، عندما اعتبرت ان تقسيم الصحراء كغنيمة ، بين النظام المخزني البوليسي ، وبين نظام العسكر الموريتاني ، هو احتلال واستعمار جديد للصحراء ، بعد جلاء الاستعمار الاسباني من المنطقة ، بمقتضى اتفاقية مدريد Madrid الثلاثية .. وذهبت موريتانية بعيدا في علاقاتها مع جبهة البوليساريو ، عندما اعترفت بالجمهورية العربية الصحراوية ، اقرارا بحق من جهة ، وإدانة لاتفاقية مدريد الثلاثية من جهة أخرى ..
لذا فحضور الجمهورية العربية الصحراوية لقاء القمة الافريقي العربي ، سيكون آخر مسمار يدق في نعش أطروحة مغربية الصحراء ، وسيكون الجولة لما قبل الأخيرة ، في تحديد المواقف علانية ، من الوضع القانوني للدولة الصحراوية . ومن ثم يكون حسم نزاع الصحراء الغربية ، قد اقترب من العدد او الرقم الأخير للعد التنازلي ، لفض نزاع شارف على سبعة وأربعين سنة ( 47 ) .. ومن هنا فان مخلفات حضور الجمهورية العربية الصحراوية ، لقاء القمة بين الاتحاد الافريقي ، وبين دول الجامعة العربية ، سيكون وقعه اكثر من حضور الجمهورية العربية الصحراوية لقاء القمة ، بين الاتحاد الأوربي ، وبين الاتحاد الافريقي ، الذي تعتبر الدولة الصحراوية جزء منه ، وتجلس في مقعدها القريب من مقعد النظام المخزني بالحضيرة الافريقية .
وما يجب انتظاره حتى لا يقال بفرية التآمر او المؤامرة ، ان الجمهورية العربية الصحراوية ستحضر قمة اللقاء الافريقي العربي . وكسائر رؤساء الدول الافريقية والعربية ، لا يجب القول بالمفاجئة ، عندما ستلقي الجمهورية الصحراوية كلمة الشعب الصحراوي الذي اعترف به نفسه محمد السادس ، في مؤتمر القمة العربي الافريقي . بل ستنال كلمة الرئيس الصحراوي ابراهيم غالي ، التصفيق والاشادة من قبل المؤتمرين ، وتكون بذلك الدولة الصحراوية قد حققت قفزتها النوعية ، في حربها مع النظام المخزنولوجي السلطاني والبوليسي . خاصة وان جزءا من أراضي الصحراء الغربية ، ثلث الأراضي الخارجة عن الحزام ، تسيطر عليه جبهة البوليساريو ، ومنطقة " الگويرة " تحتلها موريتانية ، التي اعتبرت تواجدها بأراضي وادي الذهب ، احتلالا يتناقض مع المشروعية الدولية ، ويتناقض مع القانون الدولي العام .
ورغم ان الثقل السياسي الذي ستحضر به الدولة الصحراوية ، لقاء القمة العربي الافريقي المؤجل ، فحضورها الذي سيكون متميزا ، بسبب تواجد الجمهورية الصحراوية وسط الدول العربية ، سيكون مؤثرا سيكولوجيا على النظام المخزني ، الذي سيعتبر حضور الجمهورية الصحراوية غير عادي ، وإن كان الحضور قد تحقق ضمن الاتحاد الافريقي ، لا خارجه ..
ورغم المبغى من تأجيل اللقاء ، بين الاتحاد الافريقي ، وبين دول الجامعة العربية .. ورغم ان الدعوة ستوجه للاتحاد الافريقي ، ولن توجه الى دولة باسم كل دولة على حدى .. فحضور الجمهورية العربية الصحراوية اللقاء ضمن الاتحاد الافريقي ، سيكون متميزا ، وسيحظى بالاهتمام الكبير لكبريات الصحف العالمية ، كما سيحظى باهتمام الدول الكبرى ، خاصة دول الفيتو بمجلس الامن . لان لقاء القمة العربي الافريقي ، وبحضور الدولة الصحراوية ، سيجعل المجتمع الدولي ، خاصة مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، وروسيا الاتحادية ... الخ ، يبسطون إجراءات الانتقال السريع ، الى الحسم في الاتفاق على تحديد الوضع القانوني للصحراء المتنازع عليها .. ويكون حضور الجمهورية الصحراوية ، ولو ضمن الاتحاد الافريقي ، آخر ورقة فاشلة يلعبها النظام المخزني في الدفاع عن أطروحة مغربية الصحراء ..
فهل يمكن ان نعتبر ان حضور النظام المخزنولوجي البوليسي ، الى جانب حضور الجمهورية الصحراوية ضمن الاتحاد الافريقي ، وستحضر ضمن هذا الاتحاد لا خارجه ، بمثابة مؤامرة لإسقاط نظام يحسن المراوغة ، وسياسة الهروب الى الامام .. لا بقاء حل نزاع الصحراء الغربية ضمن الحل الواحد الوحيد ، الذي هو حل " الحكم الذاتي " ، الذي تقدم به النظام المخزنولوجي ، النيوبتريركي ، النيوبتريمونيالي ، الطقوسي ، التقليداني ، الثيوقراطي ، الناهب لثروات الشعب ، والمفقر للشعب .. في ابريل 2007 . لكن المجتمع الدولي تجاهله ، ولم يعره ادنى اهتمام ، حيث لم يسبق لقرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ان اشارت ولو بالأصبع لحل " الحكم الذاتي " كحل ينجي النظام المخزنولوجي البوليسي السلطاني ، من حبل المشنقة الذي سيلف عنقه ، عند استقلال الصحراء ، وخروجها عن سيطرته ، خاصة وان الحدود ستصبح مع حدود الدولة الصحراوية ، في حين تصبح الحدود الموريتانية بعيدة عن تهديد أطماع " الإمبراطورية " السلطانية ..
فهل اجلت المملكة العربية السعودية ، لقاء قمة الافارقة والعرب ، بسبب حرب غزة ، او بسبب نزاع الصحراء الغربية ، حيث سيجد النظام المخزني البوليسي ، نفسه وحيدا ، واصبح غريبا ، عن ما يسميه بالجامعة العربية ، رغم انها بدورها غير موجودة ، وموجودة فقط بالاسم والعنوان ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. داعش يتغلغل في أوروبا.. والإرهاب يضرب بعد حرب غزة | #ملف_الي


.. القرم... هل تتجرأ أوكرانيا على استعادتها بصواريخ أتاكمز وتست




.. مسن تسعيني يجوب شوارع #أيرلندا للتضامن مع تظاهرات لدعم غزة


.. مسؤول إسرائيلي: تل أبيب تمهل حماس حتى مساء الغد للرد على مقت




.. انفجار أسطوانات غاز بأحد المطاعم في #بيروت #سوشال_سكاي