الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مَا وَرَاءَ أَجَمَةِ آبُّوكَالِيبْسْ أَمِيرِكَا

عبد الله خطوري

2023 / 11 / 8
الادب والفن


كوخ العم توم الحياة على ضفاف المسيسيبي الصخب والعنف غاتسبي العظيم عناقيد آلغضب فئران ورجال وداعا للسلاح لمن تدق آلأجراس عربة آسمها الرغبة قطة على سطح صفيح ساخن جذور كونتا كينتي هارييت بيتشر ستو مارك توين ويليام فوكنر فرنسيس سكات فيتزجيرالد شتاينباك هيمينجواي أليكس هيلي تينيسي وليامز قصص إدغار آلان بو أشعار شارل بوكوفسكي ... غيض من فيض من أسماء وعناوين كُتب أعَدْتُ قراءتها في الأعوام آلأخيرة تنتمي كلها لبلد العام صام مستغلا توفر صيغ البيديف الرقمية وقنوات الكِتاب المسموع لتحقيق هذا المراد العزيز مناله في سنوات القرن الخالي، فخصصت في هذا الصدد حيزا لابأس به للأدب المكتوب في أمريكا، لعدة آعتبارات، لعل من بينها، طبعا، استعادة جأش عادة نهم القراءة الذي كان يميز جيلا خلا بكامله تقريبا، وآسترجاع حنين ذاك البريق الذي كان يطفر من أعيننا اللاهثة القافية أثرَ الحروف الهاربة في زمن عشنا فيه صعوبات العوز المادي القاهر لم تك لدينا أدنى فرصة للإفلات من براثنه السامة الفاتكة؛ ثم قد يكون هناك دافع آخر وراء هذه العودة إلى جغرافية أدب لا تجمعنا به غير رابطة الإنسانية ( ههه سمجة استعمال "غير" هنا .. كأن الإنسانية أمست تشكل آستثناء الآن ) وهي آصرة عزيزة لها أهميتها دون شك، في حيز حِضن جامعي ثقافي تعليمي تكويني مؤسساتي بالدرجة الأولى كنا منهمكين في الدراسة دون تُفتح لنا منافذ أو قنوات نَعْبُر من خلالها اتجاه ضفاف أخرى من الأدب غير الأدب العربي قديمه وحديثه، فآكتفينا بمجهوداتنا الشخصية الفردية التي كانت لها كلمتها وأي كلمة في زمننا ذاك من أجل توسيع دائرة آنفتاحنا على ثقافات أخر أكثر آتساعا وتنوعا وآختلافا .. ولعل باعثي الآن كما كان أمس في الاهتمام بهذا الأدب المكتوب في أمريكا، رغبة مُلحة في تكسير الصورة النمطية التي آنطبعَتْ ومازالت تنطبع في نفوسنا وخواطرنا بخصوص هذا البلد غير المحبوب المحب للحروب والغزوات وفتك دماء الأغيار، والتي لعبت سلط سياسة العنف والتعنيف الرسمية المتعاقبة المختلفة المتنوعة لديهم دورا في ترسيخ وتثبيت كراهية لكل ما له صلة بعمهم صام، مع انشغال وانغماس جماعي لشباب تلك الفترة على آستهلاك الأدب الروسي استهلاكا بلغ درجة الهوس بأعمال دوستويفسكي تولستوي غوغول تشيخوف بوشكين غوركي، الشيء الذي حجب عنا أذواق قراءات أخرى محتملة لم تتحقق للأسف ساعتَها .. بيد أن هذه القتامة في التمثل لم تك لتنسينا النقد الداخلي الذي واجهته وتواجهه تلك السياسة من لدن انتيلجنسيا البلد رافضة ناقمة متمردة ثائرة كانت من حين لآخر على كل تاريخ الويلات المتعاقبة غير المتحدة .. أمريكا في الأزمنة كلها طاعونا كانت ستظل وباء ستبقى وبالا آفة ومطبا ستقف في وجه أحرار العالم؛ هذا هو تمثلنا النمطي الثابت عنها؛ لكن الاقتصار على هذه الصورة المتوارثة جيلا عن جيل لا ينبغي أن ينسينا الجوانب المشرقة رغم ندرتها، أما زبد السياسات وما لف لفها وما رسخته نزوعات هوليوود السينمائية الفجة، فعلينا أن نغض الطرف عنها ولا نكتفي في تعالقاتنا وإياها بالجانب الضيق القاتم المحرق من هواديسه؛ بل علينا من أجل مقاربة أكثر آستقصاء وموضوعية آستشراف ما وراء أجمة جحيم قيامة أبوكاليبسهم لنتنفس بحلومنا الرحيبة هواء إنسانيا نقيا صافيا يقول كلمته دون يأبه أو يبالي ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان