الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟.....25

محمد الحنفي

2023 / 11 / 8
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


إهداء إلى:

القابضات، والقابضين على الجمر، من أجل الإنسان.

الطامحات، والطامحين، من أجل التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية.

الحزبيات، والحزبيين، الحريصات، والحريصين على تغيير الواقع، من أجل أن يصير في خدمة مصالح الكادحات، والكادحين.

المناضلات، والمناضلين، من أجل بناء الأداة، التي تقود ذلك التغيير؟

محمد الحنفي

الصراع القائم بين روسيا، والغرب، هو صراع بين الطموح، والتطلع:

إن الصراع بين التطلع، والطموح، أو بين الطموح، والتطلع، يغطي جميع الواجهات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، لأن التطلع، يريد أن يثبت جدارته بالميدان، ولأن الطموح، يسعى، بدوره، إلى إثبات جدارته بالميدان، من خلال عمل التطلع، على جعل كل فرد، من أفراد المجتمع، يسعى إلى تحقيق تطلعاته الطبقية، ومن خلال عمل الطموح، على جعل كل فرد، من أفراد المجتمع، يحصل على حاجياته الأساسية، من الدخل الوطني: المادي، والمعنوي، حتى يتمتع الجميع بحقوقهم الإنسانية، والشغلية، ومن أجل أن يقتضي العمل على تحقيق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية ذلك.

وإذا كان الأمل في التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، الذي يجعل الجميع، ينال حقوقه: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، كما هي في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، وحقوق الشغل، مع ضرورة استحضار منظور الاشتراكية، لتلك الحقوق، التي أبت إلا أن تتناسب مع طبيعة النظام الاشتراكي ومع حرصه على التوزيع العادل للثروة: المادية، والمعنوية، في أفق التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، كما يسعى حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، إلى ذلك، على المدى القريب، أو المتوسط، أو البعيد.

فحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ينطلق، دائما، في تعامله مع الواقع، من التحليل الملموس، للواقع الملموس، حتى يتبين له:

ما العمل؟

من أجل برمجة: ما يؤدي إلى التحرير، والديمقراطية، والاشتراكية، والشروع في تنفيذ البرنامج: اقتصاديا، واجتماعيان وثقافيا، وسياسيا، بهدف العمل على تحقيق التحرير، وتحقيق الديمقراطية، وتحقيق الاشتراكية، كأهداف كبرى، لعمل حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، ولنضاله، على المدى القريب، والمتوسط، والبعيد.

وفي هذا الإطار: نجد أن الصراع القائم، الآن، بين النظام الرأسمالي العالمي، وبين روسيا، الذي يدعي فيه الإعلام الأمبريالي العالمي، أن الصراع بين روسيا من جهة، وبين أوكرانيا من جهة أخرى.

وإذا كانت روسيا، لا تتلقى الدعم من أية جهة، كيفما كانت هذه الجهة، إلا أن أكرانيا، تتلقى الدعم، الذي يقدر بعشرات الملايير، إن لم نقل مئات الملايير، من الدولاارات، أو من اليورو، من الولايات المتحدة الأمريكية، ومن دول الناتو، التي تراهن على انتصارها، في هجومها، أو في هجومها المضاد، ضد روسيا، التي تملك سلاحا متقدما، ومتطورا، على ما تتلقاه أوكرانيا من النظام الرأسمالي العالمي، المتمثلة في دول الناتو.

ونحن بالنسبة إلينا، عندما نتعامل مع طرفي الصراع، نتساءل:

من، من الطرفين يمثل الطموح؟

ومن، من الطرفين يمثل التطلع؟

لأننا، إذا استطعنا تحديد طرفي الصراع، فإن تحديد طبيعة التعامل، مع كل منهما، يصبح أمرا سهلا. وإذا لم نقم بعملية تحديد طبيعة كل منهما، فإن التعامل، مع كل منهما، يكون في غير محله.

وانطلاقا مما سبق، فإن ما تسعى إليه الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعودت على نشر الفساد في الأرض: في أمريكا الشمالية، وفي أمريكا الجنوبية، وفي أوروبا، وفي إفريقيا، وفي آسيا، وفي أستراليا؛ لأنها لا تعتمد إلا على القوة، في إخضاع الشعوب، التي لا تطلب إلا السلام، الذي يمكنها من بناء حضارتها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، حتى تفتخر بما حققته من حضارة، في زمن ما، وفي مكان ما، مساهمة منها، في بناء الحضارة الإنسانية، التي تعتبر أساسا للتقدم، والتطور، الذي حققته البشرية على وجه الأرض، في كل مكان من العالم.

وإذا كانت الرأسمالية العالمية، وحليفها الناتو، تسعى إلى خراب العالم، ولا تترك للشعوب إمكانية التطور، والتقدم، فإن هذه الممارسة، لا يمكن أن تشكل إلا مقدمة للخراب، الذي تعودت الرأسمالية العالمية، بقيادة الناتو، وبقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، على فعله: في الواقع الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، حتى يصير هذا الواقع خرابا، لتصير الرأسمالية، والرأسماليون: البورجوازيون، والإقطاعيون، وغيرهم، من الشركات العابرة للقارات، وخاصة، تلك التي تنتج الأسلحة المختلفة، التي تسوق مباشرة، بعد الانتهاء من صنعها، إلى أوكرانيا، حيث يتم إبادة البشر، وإبادة الأسلحة المختلفة، مهما كانت متقدمة، ومتطورة، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية؛ لأنها لا تستطيع الصمود، أمام أسلحة روسيا: المتقدمة، والمتطورة، فعلا.

والدول الرأسمالية، المتمثلة في دول الناتو، التي تقودها: الولايات المتحدة الأمريكية، لا يمكنها أن تحتضن إلا التطلع؛ لأن كل فرد من شعوب الدول الرأسمالية، يصير، كنتيجة للأنظمة التربوية، المعتمدة في دول الناتو، لا يمكن أن تنتج إلا المرضى بالتطلع الطبقي، الذي ينتج النهب، ولارتشاء، واستثمار ما تم نهبه وما تم جمعه من الارتشاء، في الصناعة، حتى يتم تبييض تلك الأموال، والحصول على امتيازات الريع، والاتجار في الممنوعات، وخاصة، في السلاح، وفي المخدرات، والتهريب، وغير ذلكن من الأمور التي تساهم، بشكل كبير، في تحقيق التطلعات الطبقية، ليصير المتطلع من كبار الأثرياء، سواء تعلق الأمر بدول الناتو، أو بأي دولة، تسبح في فلك النظام الرأسمالي العالمي.

وعلى العكس من دول الرأسمالية العالمية، فإن روسيا تستفيد كثيرا، من نهج الاتحاد السوفياتي السابق، ومن مبدإ الدفاع عن النفس: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا. كما أن الدفاع عن النفس، هو دفاع عن المكتسبات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والعسكرية، والمعرفية، والعلمية، والتكنولوجية، التي حاولت الوصول إليها، انطلاقا مما تحقق في عهد الاتحاد السوفياتي السابق: فكريا، وعلميا، وأيكولوجيا، وأدبيا، ومعرفيا، أملا في تحقيق المزيد من العطاء، للشعب السوفياتي السابق، ولشعب روسيا الحالي، ولكل شعوب العالم، مهما كانت، وكيفما كانت، أملا في التحرير، وفي الديمقراطية، وفي العدالة الاجتماعية، بمضمون التوزيع العادل للثروة المادية، والمعنوية.

والتحرير، الذي تسعى روسيا إلى تحقيقه، كطموح، هو تحرير الدول، وتحرير الشعوب، وتحرير الاقتصاد، وتحرير الاجتماع، وتحرير الثقافة، وتحرير السياسة، من الرأسمالية الأمريكية / الأوروبية، وفرض تحقيق تعدد الأقطاب، وفرض إلغاء عقوبات النظام الرأسمالي العالمي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، التي لا ترد لها كلمة، لا في الشرق، ولا في الغرب، عندما يتعلق الأمر بفرض هيمنتها: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والعسكرية، على العالم.

والحرب القائمة الآن، بين روسيا، وبين الرأسمال العالمي، هي حرب بين الطموح، وبين التطلع، فروسيا تطمح إلى فرض عالم متعدد الأقطاب، نظرا لتوفر روسيا على اقتصاد قوي، وعلى معرفة علمية، وأدبية، وتكنولوجية متقدمة، ومتطورة، وعلى اقتصاد قوي، وعلى مدخرات باطنية، من بترول، وغاز، ومعادن أخرى هائلة، وعلى إنتاج زراعي، وحيواني هائل، مما يجعلها قادرة على إمداد العالم، بكل ما يحتاج إليه من المحروقات، ومن مواد غذائية، وغيرها، ولكن بعد فرض عالم متعدد الأقطاب، وبعد رفع العقوبات المفروضة عليها، والتي ليست من مصلحة العالم، وخاصة الدولة الفقيرة، التي أصبحت تفتقد إمكانية الحصول على الغذاء، الذي يجب أن لا تشمله العقوبات المذكورة، التي تستهدف قيام روسيا، بتصدير المواد الغذائية، وخاصة الاستبداد، والقمع، إلى كل مكان، من الكرة الأرضية.

وبالنسبة للنظام الرأسمالي العالمي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ودول حلف الناتو، التي تمول الحرب ضد روسيا، التي تقوم بها أوكرانيا، بالوكالة؛ لأنها تمثل التطلع، الهادف إلى القبض على العالم، بما في ذلك روسيا، التي تقدم الكثير، من أجل المحافظة على كرامتها، وتحقيق طموحها، المتمثل في عالم متعدد الأقطاب، بعد تحقيق الانتصار، الوارد، على الرأسمال العالمي، بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، ودول الناتو، التي تتطلع إلى إزالة روسيا من الوجود، حتى يخلو الجو، والمجال، على المستوى العالمي، للنظام الرأسمالي العالمي، ليزداد استبدادا، في هذا العالم.

فلمن تكون الغلبة؟

وكيف يصير العالم، إن كانت الغلبة لروسيا؟

وكيف يصير العالم، إن كانت الغلبة للولايات المتحدة الأمريكية، ودول الناتو؟

إن ما يجري، لحد الآن، في الحرب الرأسمالية، التي تخوضها أوكرانيا، بالوكالة، على روسيا، يبين أن الانتصارات، لحد الآن، تكون لروسيا، وأكرانيا، التي تحارب روسيا، بالوكالة، تعاني من الهزائم المتتالية، على جميع المستويات. والشركات الغربية، تفقد الملايير، التي بلغت خسارتها، بسبب هذه الحرب، ما يفوق مائة مليار دولار، والأمر الذي يترتب عنه: أن النظام الرأسمالي، أصبح منخورا من الداخل: اقتصاديا، واجتماعيا، وثقافيا، وسياسيا، مما ينبئ، بأنه من المستبعد: أن يكون الانتصار لصالح النظام الرأسمالي.

وفي المقابل، فإن روسيا التي تعمل على الدفاع عن كرامتها، وعن كرامة المتكلمين باللغة الروسية، تطمح إلى تحقيق الانتصار، على الرأسمال الغربي، بفرض قيام عالم متعدد الأقطاب، وبفرض رفع العقوبات المفروضة على روسيا، ليصبح في إمكان روسيا، الوصول إلى أي مكان من العالم، ولتصل بضائعها، إلى أي نقطة منه، ليتحقق بذلك طموح روسيا.

وانطلاقا مما سبق، فإن الصراع القائم، الآن، بين الطموح، والتطلع، وانطلاقا، كذلك، من الشروط القائمة، والتي لا تخدم إلا مصلحة روسيا، على المدى القريب، والمتوسط، والبعيد، يمكننا القول: بأن الانتصار، يكون لصالح الطموح: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، بعد أن تتراجع أمريكا، وباقي دول الناتو، عن عنجهيتهما، في هذا العالم، نظرا لما تتعرض له البشرية، من استغلال همجي، بسبب الاستغلال، الذي تمارسه الشركات العابرة للقارات، المنتمية إلى الدول الرأسمالية، التي تستنزف خيرات الشعوب: المادية، والمعنوية، سواء تعلق الأمر بالعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، أو تعلق بالجماهير الشعبية الكادحة، أو تعلق بأي شعب كادح، مقابل الخدمات الرديئة، التي تقدمها الشركات المذكورة، إلى سكان المدن المختلفة، التي لا تسلم، ولا يسلم سكانها، من استغلال الشركات العابرة للقارات.

فالطموح، يبقى طموحا، يحرص على إنسانية الإنسان، وضرورة تمتيعه بكافة حقوقه الإنسانية، والشغلية. والتطلع يبقى تطلعا، يركب جميع المراكب المشروعة، وغير المشروعة، من أجل تحقق التطلعات الطبقية، أو من أجل الاستمرار، في تحقيق تلك التطلعات الطبقية، التي تجعل البورجوازيين، والإقطاعيين، المؤلفين جميعا، من البورجوازية الصغرى، التي لا تيأس من التطلع، إلى ما عند الجماهير الشعبية الكادحة، من أجل الاستيلاء عليه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين في تل


.. مراسلة الجزيرة: مواجهات وقعت بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهري




.. الاتحاد السوفييتي وتأسيس الدولة السعودية


.. غزة اليوم (26 إبريل 2024): 80% من مشافي غزة خارج الخدمة وتأج




.. اعتقال عشرات الطلاب المتظاهرين المطالبين بوقف حرب غزة في جام