الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غزه .. غاب القط .. العب يا فار

محمد رضا عباس

2023 / 11 / 8
القضية الفلسطينية


ان يتوحد العالم الغربي ضد المقاومة في غزة , فهو امرا غير مستغرب , الغرب يحتاج الى حماية حدوده فاستعانت بتركيا من الشمال الشرقي وإسرائيل من الجنوب الشرقي من القارة الأوروبية .
تركيا منذ انضمامها الى حلف شمال الأطلسي أصبحت حدا فاصلا بين الاتحاد السوفيتي ولاحقا مع روسيا و أوروبا من الشمال الشرقي , ولهذا السبب وفر الغرب لتركيا كل ملتزمات التقدم والازدهار , حتى اصبحوا لا يعبئهم تصريحات السيد رجب طيب اردوغان النارية ضدهم او ضد الدولة الصهيونية . تركيا للغرب اهم من تصريحات اردوغان.
ومنذ نكبة حزيران 1967 واستيلاء إسرائيل على مساحات واسعة من الدول العربية المحيطة بها , لبنان , سوريا , الأردن, ومصر , أصبحت إسرائيل السد المنيع لجنوب شرق أوروبا , وان الغرب سوف لن يضحي بهذه الدولة , لان التضحية بها يعني التضحية بأمنهم القومي والنظم الفاشلة في الشرق الأوسط الحليفة لها , ونهوض اقتصادي وسياسي للعرب قد يشكل خطرا عليهم .
ومن المعلوم أيضا , ان اغلب قادة الدول العربية لا يريدون انتصار فلسطين في غزه وعلى يد حماس , لان انتصارها سوف يحرك الداخل في هذه الدول ويسقط التطبيع او الامل بالتطبيع لبعض الدول غير المطبعة لحد الان . انهم يريدون القضاء على حماس ليعطوا مبررا للتطبيع والقضاء على القضية الفلسطينية .
العالم يتجه بسرعة الى شرق وغرب , وان انتصار حماس في غزه يعني خسارة إسرائيل هيمنتها على المنطقة و فتح الطريق لروسيا والصين دخول المنطقة وهذا ما لا ترضاه الإدارة الامريكية وحلفاءها في المنطقة.
هذا يفسر سبب تراخي حكام المنطقة عن قضية فلسطين , الامر الذي سمح ببعض المتصهينين من أبناء المنطقة بالظهور علنا على وسائل التواصل الاجتماعي وهم يثرثرون ضد فلسطين وشعب فلسطين ويتضرعون الى الله بانتصار إسرائيل على حماس في غزه هذه الأيام . نقول لهؤلاء المتضرعون الى الله بنصرة إسرائيل ان تضرعهم يعد قمة الخسة والنذالة وأطفال ونساء غزة يقتلون . ونقول لهم ان انتصار إسرائيل على حماس سوف لن يجلب السلام في الشرق الأوسط . واذا كانت الحرب الحالية بين حماس وإسرائيل , فان الحرب القادمة ستكون حرب إسرائيل – الشعب العربي. ولدينا اكثر من سبب لذلك , ومنها ان العالم الحر بدء يتفهم القضية الفلسطينية, إسرائيل سوف لن تبقى ضمن حدودها المرسوم لها الان , وانما سوف تستمر في قضم الأراضي العربية الواحدة تلوا الاخرى. تذكر ان خريطة إسرائيل الكبرى , من النيل الى الفرات, لم تمت لحد الان ومازال قادة إسرائيل يحلمون بتحقيقها . حرب غزة كشفت أيضا ان إسرائيل لن تتردد من الاستفراد بالدول العربية الواحدة تلو الأخرى , خاصة بعد تهديدها غزة باستخدام القنابل الذرية وطرد الغزاووين من ارضهم وبناء مستوطنات إسرائيلية على ارضها , ولم ترد الدول الغربية على هذه التصريحات بالرفض والاستهجان . نقول , اذا انهارت غزة , سيكون الدور على سوريا , مصر , لبنان , وربما حتى العراق . تذكر, ان لليهود انبياء في الجنوب العراقي .
نرجع الى نماذج تصريحات بعض العرب المخزية والأخرى مستهترة بتاريخ وجغرافية فلسطين . سوف لا اذكر أسماءهم , ولكن من يريد معرفتهم الرجوع الى يوتيوب , حيث اصبح هذا الموقع الزريبة الخاصة بهم . واحد يخرج بنظرية ان مسجد الأقصى الذي ذكر في القران الكريم ليس موجود في فلسطين وانما في السعودية , في يثرب . هذا المنظر يريد الغاء حقيقة فلسطين بانها ارض مقدسة للمسلمين . اخر اطلق قنبلة اكبر من قبلة المنظر الأول , بالقول ان فلسطين هي الأرض التي وعد الله بها لبني إسرائيل , وان هذه الحروب المتكررة والدماء التي تسيل من اجلها ما هي الا نتيجة بعد المسلمين عن " فهم القران". وبكل استهزاء والضحكة الخبيثة على وجهه , يصرح لولا ان تقوم حماس بالهجوم على ارض إسرائيل لما سقط هذا العدد الكبير من الأطفال , حماس وليس إسرائيل مسؤولة عن دماء الاطفال . اما الفيلسوف الاخر , فقد الغى عروبة الفلسطينيون بالكامل , معتبرهم لملوم من الشركس والكرد وبقايا الفينيقيين و الترك , وان نتنياهو جبان لم يقتلهم جميعا ويخلص الشرق الأوسط منهم , حيث ان الشرق الأوسط مخصص لأبناء النبي إبراهيم إسماعيل (العرب) ويعقوب ( اليهود) و الفلسطينيين لا من هؤلاء ولا من هؤلاء ويجب القضاء عليهم بالكامل . يجب ان اذكر للقارئ أيضا , ان هذا " الفيلسوف " المملوء قلبه ب " الإنسانية" كان لابسا العقال والكوفية الخليجية .
أقول , ان مثل هذه التصريحات لم تكن موجودة بين أبناء الشعب العربي ولا بين المثقفين حتى عام 2000 . ولكن انحدار الثقافة الوطنية , تدمير الالة العسكرية لبعض الدول العربية على يد القاعدة وداعش , وتقاعس بعض حكام العرب عن القضية الفلسطينية هو الذي سمح لهؤلاء الشواذ من أبناء الامة العربية بالظهور على وسائل الاعلام والطعن بفلسطين ارضا وشعبا, ورحم الله من قال " غاب القط العب يا فار".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي