الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من المسافة صفر!!

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2023 / 11 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


عظمة الاقصى اولى القبلتين، وأحد المساجد التي يشد اليها الرحال، وعظمة المقاومة في يوم النصر او في الجمع بينهما في العملية التي اطلق عليها طوفان الاقصى كانت الرسالة الواضحة لكل الاشراف بالعالم لنصرة الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة. السابع من تشرين الاول كان الحلم الذي تحقق بقهر الجيش الذي كان يتغنى بأنه لا يقهر. ما كان اجمل تلك السيدة التي تسكن في احد مخيمات الشتات وهي تجيب على سؤال اعلامية بسؤال اخر: انت مصدقة اللي صار؟ نعم ان ذلك اليوم كان حقيقيا تابعنا مجرياته برا وبحرا وجوا بالصوت والصورة. تابعنا نصر المقاومة المنتظر منذ احتلال فلسطين، تابعنا سيطرتهم على اقوى نقاط التماس في غلاف غزة والذي اسفر عن تحقيق العديد من الاهداف بالسيطرة على الجيش الذي لا يقهر!! في عملية باسلة لا مثيل لها في التاريخ. عادت قضية فلسطين الى اهتمام العالم، واصبح الناس بشوق لسماع ابو عبيدة المغوار رجل المواقف وكشف الاسرار، قبلة الاحرار ومحطة الكرامة، الذي ينتظره الملايين من شتى انحاء العالم ليبث لهم رسائل النصر واخبار المقاومة بقصد الدعاء لهم. ابو عبيدة وجميع المقاومين في غزة يعلمون ان اهل الفزعة والنصر ما يزالوا في مرحلة الحياد والعناية المركزة، بيدا اننا نثق في ما يقوله ابو عبيدة بأننا على طريق النصر. استذكر هنا رواية الاديب يوسف السباعي "ارض النفاق" والتي قرر فيها ان يكون شجاعا بتناوله حبوب الشجاعة بعد ان كان رائجا استخدام حبوب النفاق التي شحت لكثرة استخدامها في صفوف الشعب. ولم يجد افضل من فلسطين في توجيه شجاعته اليها لكنه استدرك ان المقاومة الفلسطينية غير مسلحة وبأن شعبها يقاتلون بالإرادة الصلبة فخاف من الموت، لانه يعرف ان امة الجهل والتعاسة والهزل لن تستجيب لصوت استغاثة الشاة، وان امة الخطب! ما تزال على موقفها، تضمد بالكلمات جراح فلسطين وان وجود الجيوش المسلحة القوية من اجل نصرة فلسطين ما تزال حلما وحديث الحرب فيما بينهم صامت واخرس. اقول للاستاذ يوسف السباعي ان امة الجهل ما تزال على حالها، لكن فلسطين الجريحة بحسب تعبيره انتصرت وصنعت مجدها بقوة المقاومة، وان طوفان الاقصى كان الفرحة المنتظرة والعنفوان الذي ترسخ في صورة حية في اذهان الامة التي لطالما بحثت عن النصر ولم تجده.. ونقول ما يمكن ان يصدق ان ما بعد هذا النصر التاريخي للمقاومة الفلسطينية لن يكون هناك نصر لجيش العدو رغم حرب الابادة، ورغم ارتكاب المذبحة تلو المذبحة لكل ما يقع تحت سماء غزة. النصر آت، ما دام هناك شعبا لا يخشى الموت، وما دام هناك مقاوما يخرج من الركام ويضرب من المسافة صفر محققا النصر تلو النصر.
امام حيرة جيش الاحتلال حول ما يمكن فعله بإصراره البحث عن نصر ينسف النصر الذي تحقق للمقاومة بعملية طوفان الاقصى، يجعلنا نثق بأن ما قامت به المقاومة لم يكن جنون، ولا هو النكش في عش الدبابير، وانما هو خلق لمحور مقاومة حقيقي رغم عدم التوازن بالعتاد. اعود الى رواية الاستاذ يوسف السباعي ارض النفاق واقول علينا جميعا تناول عقاقير الشجاعة لعلنا نصل الى عنفوان المقاومة من المسافة صفر حتى لا نتحول جميعنا الى عبيد بانتظار قيامة اخرى لن تكون الا ما قبل يوم القيامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: هل تستطيع أوروبا تجهيز نفسها بدرع مضاد للصواريخ؟ • فر


.. قتيلان برصاص الجيش الإسرائيلي قرب جنين في الضفة الغربية




.. روسيا.. السلطات تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة| #ا


.. محمد هلسة: نتنياهو يطيل الحرب لمحاولة التملص من الأطواق التي




.. وصول 3 مصابين لمستشفى غزة الأوروبي إثر انفجار ذخائر من مخلفا