الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما يمكن قوله عن القضية الفلسطينية 2.. / أذ. احسينات بنعيسى - المغرب

بنعيسى احسينات

2023 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


ما يمكن قوله عن القضية الفلسطينية 2..
(تجميع لنصوصي "الفيسبوكية" القصيرة حول موضوع فلسطين، من دون ترتيب، التي تم نشرها سابقا، أود تقاسمها مع القراء الكرام لموقع الحوار المتمدن الكبير المتميز.)

أذ. بنعيسى احسينات – المغرب



إن مسألة التطبيع مع إسرائيل وغيرها، تدخل في إطار القانون الدولي والعلاقة الدولية، تتحكم فيه المصالح والتحالفات بين الدول، سواء كانت متكافئة أو غير متكافئة حسب ميزان القوى. أما القومية والأخلاق والعواطف والدين، لا يضيف ولا ينقص من التطبيع أي شيء. فهناك فرق واختلاف كبيرين، بين لغة المصالح ولغة العواطف والقيم.

قضية فلسطين قد عمرت طويلا. ولا زلنا نتحدث عن الخيانة. فلو اتفق العرب لتحررت فلسطين منذ سنين. لكن كلما استمرت التفرقة واستفحلت، نجح معها التطبيع، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، فوق الطاولة أو تحتها. تلك حالة مزمنة لدى العرب، لا يستقرون على رأي متفق عليه، بل يعملون مبدئيا على التفرقة والخلاف.

إن العالم الغربي وأمريكا الشمالية والتابعين لهما، يشكلان الحصن المنيع للحركة الصهيونية في الشرق الأوسط، ضد الشعب الفلسطيني المحتل ل 75 سنة، وضد العالم العربي الإسلامي المساند له. لقد نجد عند هؤلاء، أن الإنسان الإسرائيلي، أهم وأشرف من الإنسان الفلسطيني. كأن العرب والمسلمين لا حق لهم في الإنسانية.

إن القضية الفلسطينية قد أفرزت أكثر من شعب: شعب الضفة الغربية، شعب غزة ورفح، شعب القدس، شعب 48 داخل الأراضي المحتلة. كما أفرزت تنظيمين: فتح بالضفة، وحماس بغزة. لقد نجحت إسرائيل والعرب في تفريقهم وتشتيتهم فوق أرضهم. فكيف يمكن توحيد الفريقين أولا، قبل المطالبة بحق تحرير الوطن ككل.

إن الصراع الفلسطيني الفلسطيني، الذي طال أمده، الظاهر منه والخفي، لم يجد بعد طريقه إلى الحل. إلا أن الرئيس عباس وفتح، يبدو أنهما محايدين في الحرب الإسرائيلية الغزاوية. وربما يتواطٍآن مع الكيان الصهيوني، لتصفية الحساب مع حماس، واجتثاثهم من الأرض ليخلوا لهم المكان، لتحقيق أجندة مضمرة، بين عباس وفتح وإسرائيل.

قضية فلسطين عند العرب المسلمين: كلام في كلام، وعندما أرادوا الانتقال إلى الأفعال هُزِموا. قال أحد قادة الصهاينة يوما، للعرب والمسلمين: "تكلموا كما تشاءون، في المنتديات والمحافل والمؤتمرات. إلا أننا نحن، نفعل ما نشاء في الميدان ". فالتحرير يكون بالمقاومة والعمل لا بالكلام الفارغ. فشتان بين الأقوال والأفعال.

إن شعار"مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" في المواقع، مجرد كلام في كلام، لا تُحرر لا الأرض ولا الإنسان. الأفعال وحدها هي التي تحقق المعجزات في الميدان، عندما تكون فعالة وصادقة. لكن الاعتماد على الشعارات إعلاميا وترويجا، والاتجار بالقضية باطنيا من تحت الطاولة، لا تحقق الغرض والمطلوب أبدا.

75 سنة، عمر احتلال إسرائيل لفلسطين، والعالم العربي الإسلامي، لم يحقق أي وحدة فاعلة في الواقع، لكونه في الحقيقة، يتفق فقط على ألا يتفق كقاعدة ثابتة. فحتى الشعب الفلسطيني وقيادته، لم تخرج من هذه القاعدة، حيث عرفت انقساما بين فتح وغزة. فكيف يمكن تحقيق الجلاء من دون الاتحاد والوحدة على أرض الواقع؟

الكيان الصهيوني أنجبه الغرب الاستعماري، على رأسه أبريطانيا. وترعرع في أحضان أمريكا الامبريالية. لقد مَكنوه من وطن على أرض شعب، مغلوب على أمره. سلبوا أرضه بقوة السلاح، وأرغموه على بيع أرضه غصبا في أحسن الأحوال. قتلوه وشردوه، فهجروه خارج البلاد. فمنهم من أُدْمِج كًرها في حظيرتهم، والباقي سًجناء في أرضهم.

دول الغرب وأمريكا الشمالية، يدعمان دولة إسرائيل، بلا شرط أو قيد، في صراعها مع الفلسطينيين والعالم العربي الإسلامي. فكلما ناوشت المقاومة الفلسطينية الكيان الصهيوني، حولتها إلى إرهابية، وشرعوا له "حق الدفاع عن النفس"، دون اعتبار "حق المقاومة" في التشريع الدولي للشعب الفلسطيني، الذي اغْتُصِب وطنه ظلما وعدوانا.

العالم العربي الإسلامي يدعم فلسطين ظالمة أو مظلومة. لكن بالأقوال لا الأفعال، وبالدعوات يوم الجمعة. صحيح نحن مسلمون أبا عن جد، نؤمن بالقول المأثور: "أنصر أخاك ظالما أو مظلوما"، ثم الجهاد من أجل نصرة الإسلام والمسلمين أينما كانوا. لكن للأسف الشديد، إيماننا ضعيف جدا، لا يتجاوز الكلمات والأدعية والعواطف الجياشة.

لقد أصبحت القضية الفلسطينية، مجالا للمزايدات والوقفات الفولكلورية هنا وهناك. في حين المهم هو الانتقال إلى الأفعال المشخصة، والأعمال الجادة في الميدان. 75 سنة ويزد، هو عمر القضية دون تَقَدم يذكر، بل تراجع كبير بادي للعيان. لكن العدو الصهيوني في تقدم مستمر، لأنه لا يعتمد على الأقوال بل يعتمد على الأفعال والعمل.

قال رسول الله (ص): "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". فنُصرة الفلسطينيون بغزة، واجب ديني شرعي. لكن مع الأسف، توقف العرب المسلمون عند المساهمة باللسان والقلب مع ضعاف الإيمان. إلا أن النبي (ص) يقول: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف".

ما ذنب المقاومة بغزة، في ممارسة حقها الشرعي في تحرير وطنها من يد مغتصبيها، لأكثر من سبعين سنة خلت؟ فكيف يقابل المحتل الغاشم حق المقاومة، بإبادة الشعب الفلسطيني بغزة، وإبعاده من بلده وتشريده. أين هو القانون الدولي في هذا الأمر؟ وأين هو الضمير العالمي؟ وكيف يتم السكوت عن جرائم العدو الإسرائيلي المتكرر؟؟

إن تغيير المنكر إذا كان عدوانا، عند العرب المسلمين، لم يعد فعلا وعملا كما هو مطلوب، بالنسبة للمؤمن القوي. بل اقتصر على اللسان في كثير من الأحيان، أو التعاطف القلبي فقط، وكِلاهما إيمانَا الضعفاء. فهكذا يتصرفون مع قضية إخوانهم في غزة، الذين يُقَتلون ويُشَردون ويُبْعدون عن أرضهم على يد مغتصبي وطنهم.

من هو وراء تقسيم الفلسطينيين إلى "فتح و"حماس"؟ هل الجيران وباقي الوطن العربي؟ أم إسرائيل بإيعاز من مدعميها: أمريكا وأوروبا وغيرهما؟ أم الخلاف بين الفلسطينيين أنفسهم؟ أم ترى كل هذا الذي ذكرناه، مجتمع بشكل مباشر أو غير مباشر أساسا؟ في النهاية، من سيستفيد من كل هذا الصراع، الذي طال وسيطول إلى ما لا نهاية؟

كلمة "فلسطين" ننطقها، نرددها باستمرار، نتغنى بها دوما. لقد أصبحت قضية الكل بامتياز، تسكن في أعماقنا ووجداننا، نتمسك بها بكل قوانا، ندافع عنها ولو نظريا لا واقعيا.. فمن تكون يا ترى؟ هل هي حقيقة وجودية وتاريخية؟ أم هي مجرد شعار نستعمله حسب الحاجة؟ أم ترى هي "حلم" قد يأتي ولا يأتي، يتاجر فيه الجميع بما في ذلك أبناؤها.

ظروف الفلسطينيين مع الاحتلال الصهيوني، بمباركة الاستعمار البريطاني والامبريالية العالمية، جعلتهم من خيرة العرب ومسيحي الشرق، تعليما وتكوينا واندماجا وقوة وصلابة. إذ لا يوجد فيهم أمي أو عاطل. فالكل يتعلم ويشتغل، ويبحث عن فرص التكوين في كل بقاع العالم. فهم ينافسون اليهود، في مسارهم عبر التاريخ في العالم.

إن استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، مخطط لها مسبقا من إسرائيل والولايات المتحدة والغرب، وكذا بعض الدول العربية وفتح الفلسطينية، وذلك لإنهاء جماعة حماس والقضاء عليها. هناك دول عربية، لو أرادت لأوقفت هذه الحرب؛ إما بإلغاء الاتفاقيات بينها وبين إسرائيل، أو توقيف تدفق البترول والغاز، على أوروبا وأمريكا الشمالية.

هل يمكن الحديث عن الحرب بين إسرائيل وحماس؟ فكيف تكون الحرب بين محتل ومقاوم؟ فالمحتل لا قضية له، بقدر ما هي مصلحة واحتلال وعدوان. في حين صاحب الأرض الأصلي، يقاوم من أجل تحرير بلاده، وصاحب قضية عادلة، في الشرع والقانون والإنسانية. فما تقوم به إسرائيل، هو هجوم وعدوان وتهجير وتشتيت.

كيف يطلق الاحتلال، على المقاومة تسمية إرهابية؟ ويتبنى العالم الغربي الأمريكي الاستعماري الامبريالي هذا الطرح، ويمنح للمحتل الحق في الدفاع عن النفس. فأي حق هذا، الذي يساوي بين الضحية والجلاد، وبين الاحتلال والمقاومة؟ هذا مع الأسف الشديد، يقع في عالمنا المفترض أن يكون مؤمنا؛ بالعدل والديمقراطية وحقوق الإنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حرب غزة..احتجاجات جامعات أميركية | #غرفة_الأخبار


.. مساعدات بمليار يورو.. هل تدفع أوروبا لتوطين السوريين في لبنا




.. طيران الاحتلال يقصف عددا من المنازل في رفح بقطاع غزة


.. مشاهد لفض الشرطة الأمريكية اعتصاما تضامنيا مع غزة في جامعة و




.. جامعة فوردهام تعلق دراسة طلاب مؤيدين لفلسطين في أمريكا