الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دفاعا عن العقل والإختلاف دفاعا عن الوطن

لوالي سلامة

2006 / 11 / 17
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


قرأت "مقالا" تحت عنوان "بابا السيد وخط الشهيد". وحاولت إنطلاقا من إمكاناتي المعرفية المتواضعة أن أستشف، أبعاده وتجلياته، آلياته التحليلية ،ومنطقه السياسي والنقدي .إلا أني لم لم أجد إلا لغة إنشائية ،عاجزة ومتواطئة مع أللآغقل وأللآحرية ... مفرداتها بلادة مع سبق الإصرار والترصد. لغة مستبدة ، متعالية،روحها ونصها لايحتمل الا منطق واحد وحقيقية واحدة، يملكها فقط "ألأنبياء" الجدد للسياسية في أفقها الصحراوي.
تيمات هذه اللغة ليست للمسائلة النظرية والمعرفية للقضية الوطنية باسئلتها الملحة المرحلية والإستراتيجية .بل فقط للتجريح والشتم والقدف المجاني والغير مسؤول.
لغة مغرقة في الخطابية وعائها غير أخلاقي، لآأعتقد بأنها لحركة سياسية تدعي بأنها إصلاحية ، بقدر ماهي خطاب بلطجي، يصلح لقطاع الطرق، وليس للسياسة، خصوصا إذا كانت هذه ألأخيرة ،مؤسسة على ثقافة صحراوية، تحتمل التعدد وإلإختلاف في ظل الإحترام المتبادل ,والسماحة والعقل.
عوض هذه اللغة المستبدة ، والبليدة والرعناء، كان يتعين على صاحب المقال مسائلة الخلفيات السياسية الموضوعية والملابسات ،التي جعلت ألأخ" بابا السيد " يخلص الى المطالبة بالحل الذاتي ل"خط الشهيد". خصوصا أن التنطيم أصبح في حكم المنتهي سياسيا ،بعد التصريحات المخجلة للمدعو السالك المحجوب، والتي اجهدت على ماتبقي لهذا التنظبم من مصداقية من خلال إدعاءه المقرف بأن "ملك المغرب غير عدو" و"التغني بإرادته الحسنة" ودعوته إلى "فتح ابواب القصر الملكي لمناقشة أي شيء". فهل من الحكمة والوطنية السكوت عن هذه الإنزلاقات الخطيرة؟
كان يتعين مقاربة مقال الأخ" بابا السيد" من خلال الوقوف على ألأهداف المرحلية للسياسية المخزنية المغربية، الهادفة الى الإجهاز على تمثيلية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواذي الذهب للشعب الصحراوي وعلاقة هذه السياسية بالتصريحات الأمريكية الأخيرة - المطالبة بفتح حوار مع كافة" ممثلي" الشعب الصحراوي، بمن فيهم الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب-عوض التمترس وراء خطابية إنشائية قد تصلح لتدبير معارك"الغزي" إلآ أنها تبقى عاجزة في السياسية عن الإقناع والتحليل.
هل نبخس على الأخ" بابا السيد" الخوف على الوطن؟ وهل من حقنا أن نفعل ذلك؟ كلنا خوف على هذا الوطن ،إن البعد الوطني والقراءة السياسية المتانية لمتستجدات المرحلة وتداخلات المؤامرات ، هي التي دفعت بالأخ" بابا السيد" الى الإستنتاج بضرورة حل ذاتي وإرادي لتنظيم "خط الشهيد" من طرف كل الشرفاء بداخله، لقطع الطريق على المخزن المغربي وعلى بعض المتهافتين على أبواب قصوره.هو قرار إرادي وذاتي. وإذا تم سينم عن إحساس كبير بالمسؤولية الوطنية .مع العلم أنه اصبح في حكم المؤكد أن "خط الشهيد" استنفذ سياسيا بعد التصريحات السالفة الذكر التي أفرغته من محتواه النقدي. وجعتله إمتدادا مخزنيا ينتظر ألإشارات السياسية من ملك المغرب عدو الشعب الصحراوي وصديق المدعو المحجوب السالك. .كما ان بابا السيد طالب في مقاله بضرورة إقالة المسؤولين عن تدبير ملف القضية الوطنية أمام الأمم المتحدة. الأمر الذي يؤكد انه كان متوازنا في نقده، وبأن قرائته السياسية يحكمها تصور سياسي يقف عند مكامن الضعف في العمل الوطني .ولايستهدف لا المحاباة ولاالتملق

هذه هي الإشكاليات التي كان يتعين على صاحب المقال التعاطي معها بكثير من الهدوء والحنكة السياسية، عوض لغة الويل والثبور وعظائم ألأمور، والتهديدات الجوفاء المشرعة في كل إتجاه.، كما كان عليه ان يتخلى عن الخطابية اليقينية، التي تجعل الرغبات الفردية يقينيات إطلاقية من قبيل ألإدعاء بأنه كان متيقنا، قبل ميلاد"خط الشهيد" بأن هذا ألأخيرسيرعب قيادة جبهة البوليساريو، وبأن ألأخ" بابا السيد" سينضم لهدا التيار،إن النهج اليقيني نفي للعقل. والمنطق ألإستدلالي وحده الكفيل بخلق الإقناع.
وبما أن السياسية في" منطق" صاحب المقال،إختزالية وذات بعد واحد، ولاتحتمل التعدد وألإختلاف،فإن التعاطي مع مكوناتها ، والفاعلين فيها، يصبح في غاية البساطة ،ولاتحتاج إلا الى خطاب كهنوتي مشبع بلغة المقدس والمدنس والخير والشر والنور والظلام والمؤمن والكافر والردة والتوبة حتى يكتمل التحليل والبناء "العلمي". وإنطلاقا من ذلك يصبح صاحب المقال من "الأنبياء " الجدد للسياسية المعصومين من الخطأ، والمناضلين ألأوفياء،الزاهدين، والوطنيين الغيورين، ويصبح ألأخر إما تائبا أو مرتدا أو إنتهازيا أو متملقا للقيادة.إن هذا الخطاب القائم على الواحد والأحد والمشبع بتيمات القداسة، هو خطاب أزمة ويؤكد بالملموس فقرا نظريا وضحالة فكرية عاجزة عن مقاربة السياسة في تعقيداتها وتمفصلاتها.
أعتقد أن كل هذه الخطاطة التي أتحفنا بها صاحب المقال، كانت مجرد مقدمة لمغزى أساسي ظل مختبئا، ولم يفصح عنه إلآ في السطور الأخيرة،أي ضرورة وحتمية التفاوض مع النظام المغربي ،مما يحيلنا أليا الى تصريح المدعو المحجوب السالك المخجل والدي يطالب بفتح ابواب القصر الملكي لمناقشة أي شيء ،أعتقد أن هذه "المصادفة" تدعو الى أكثر من تساؤل، هل التفاوض المجاني يعد مطلبا مخزنيا فقط أم أن هناك أشباح صحراوية تشاركه هذ المطلب؟وكيف يمكن تفسير تقاطع هذا المطلب في هذا الظرف بالذات؟.
تفاوض الشعب الصحراوي ممثلا في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب مع النظام المغربي من منطلق الند للند ، وبكرامة متناهية، ولم تتباك قيادة جبهة البوليساريو
على أبواب القصر الملكي ولم تستجديه بفتح أبوابه، كما يفعل بعض المتخادلين اليوم
التفاوض مع النظام المغربي حتمي، لكن هناك فرق كبير بين التفاوض المذل، المنبطح، المتستجدي،المتباكي والتفاوض الكريم والمؤسس على حقيقية واحدة لآرجعة فيها هي إستقلال الشعب الصحراوي بناءا على الشرعية الدولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القصف الإسرائيلي يجبر سكان أحياء شرق رفح على النزوح نحو وسط


.. عرض عسكري في العاصمة الروسية موسكو بمناسبة يوم النصر على ألم




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر التطورات بعد عودة وفد التفاوض الإسرائ


.. مستوطنون يغلقون طريقا بالحجارة لمنع مرور شاحنات المساعدات إل




.. مراسل الجزيرة: جيش الاحتلال يواصل السيطرة على معبر رفح لليوم