الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس دفاعًا عن (حماس) بل عن (الحقيقة)!

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2023 / 11 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


سؤال للتفكير: هل كل من يجاهد الاحتلال هو (إرهابي)؟؟ هل (عمر المختار) كان ارهابيًا لأنه متدين وملتح ويهاجم ويقاوم الايطاليين المحتلين والمستوطنين؟؟؟ هل (حماس) منظمة ارهابية لأنها تقاوم الاحتلال والمستوطنين بالقوة!!؟؟
**********************************
مع تزايد الأنباء التي تقول أن جيش الاحتلال يحقق تقدمًا في غزة على حماس كتب أحد الأصدقاء تعليقًا فقال:
"وبعيد عن كل الاذاعات الناطقة بالعربية ..دروس الماضي والحاضر والمستقبل تقول انه انتهي الدرس ياغبي وياحركات الأسلام السياسي انتهي دورك ولمي قشاشك وغادري بدون رجعة وكفي التجارة بالدين" .
فقلتُ:

"من حيث أن الاسلاميين - كحركة سياسية سلطوية وشمولية - فشلوا، فهذا صحيح، لكن يبقى السؤال (( ومَنْ مِن العرب - الحكام والمعارضين - نجح في اقامة دولة قوية وعادلة وديموقراطية !!؟؟)) ... أتفق معك أن الاسلاميين فشلوا بالفعل لكن - يا دكتور - لابد من قول الحقيقة، فحماس وضعها مختلف عن بقية الفصائل الاسلاماوية، فهي تقاوم الاحتلال ولم توجه بندقيتها لا للعرب ولا للمسلمين ولا حتى للحكام العرب ولا لعباس ولا لمنظمة التحرير ولا حتى للغرب كما فعلت القاعدة والدواعش وأنصار الشريعة!... كونها بخلفية اسلامية، فهذا في حد ذاته لا يمكن اعتباره جريمة أو ارهاب(!!؟؟) فحتى في حركة الجهاد وحركة المقاومة في برقة بليبيا (شرق ليبيا) ضد الاحتلال الايطالي (الاستيطاني) فإن الجانب الاسلامي الديني - متمثلًا في الحركة الصوفية السنوسية - كان حاضرًا بقوة، وشيخ الشهداء وأسد الصحراء (عمر المختار) الذي قاد المقاومة المسلحة في برقة نفسه كان من ((الاخوان السنوسيين)) وكان متدينًا وملتحيًا وادريس السنوسي - كأمير لبرقة ثم كملك لليبيا وكرمز اتحاد واستقلال دولة ليبيا الثانية - كان متدينًا وكان ملتحيًا!!.... إذن يجب أن نميّز بين تنظيم حماس وبين بقية المنظمات الاسلاماوية الارهابية وغير الارهابية ، المسلحة وغير المسلحة، وعلى رأسها جماعة الاخوان المسلمين والتي أثبتت أنها تملك القدرة على الهدم دون أن تعرف أو تقدر أن تبني (البديل) لما تهدمه!!... ثم أخيرًا فإن حماس اعلنت عام 2017 أنها لا تتبع جماعة الاخوان ولا التنظيم الدولي للجماعة وهو كان شرطًا وضعه النظام المصري ومخابراته لعودة التعامل معها، وبعد هذا الاعلان عادت العلاقة بينها وبين المخابرات المصرية والنظام المصري حتى اليوم، ولا أعتقد أن المصريين سذج حتى تضحك عليهم حماس لو كانت اخوانية بالفعل، فقادة حماس بالفعل وصلوا لقناعة إلى ان ارتباطهم بهذه الجماعة الفاشلة (الاخوان) يضرهم أكثر مما ينفعهم وأنهم ينبغي أن يكونوا حركة وطنية محلية فلسطينية ولو بخلفية اسلاماوية! ... لا تنسى أن حماس حتى قبل ظهور الدواعش كانت قد قمعت عام 2009 جماعة (السلفية الجهادية) التي اعلنت من مسجد (ابن تيمية) في (رفح) وفي خطبة الجمعة اقامة (امارة اسلامية في غزة!!) فداهمت قوات حماس المسجد بالقوة وقتلت (الشيخ عبد اللطيف موسى)(أمير مؤمنين) هذه الجماعة!!.

الشاهد أنه يجب من باب الموضوعية العلمية والانصاف العلمي التفريق بين المجموعات الاسلامية ولا يمكن اعتبارهم على نهج وموقف واحد، فهم طرائق شتى! ، فمثلًا الاخوان المسلمين أو ما شابه في المغرب والاردن هم أكثر عقلانية وأكثر نضجًا سياسيًا من الاخوان المصريين والليبيين (شبه المكاليب!!) ، فالاخوان حكموا المغرب 10 سنوات تحت مظلة الملك وكذلك في الاردن ومرت فترة حكمهم بسلام ... لذا فإن موقفي من حيث المبدأ - ومع اعتقادي أن الاسلاميين وكذلك العلمانيين ليس لديهم مشروع صحيح ورشيد ينهض بالعرب - هو أنه لا يصح منع الاسلاميين من المشاركة السياسية السلمية في ظل نظام ديموقراطي ولكن لضمان عدم تحولهم إلى عنصر يهدد الأمن والاستقرار والمصالح الوطنية العليا بل ويهدد التجربة الديموقراطية الناشئة ذاتها، يجب أن تتم هذه المشاركة في ظل (نظام ملكي) كما حدث في المغرب والاردن وسيكتشف الناس بالممارسة - وليس بقمعهم وتحويلهم إلى أبطال وشهداء مظلومين! - أنهم مجرد سياسيين يسعون للسلطة أو سياسيين فاشلين أو فاسدين وربما ملوا منهم ولم ينتخبوهم في الدورة التالية كما حدث في المغرب وغيرها، فهذا أفضل بكثير من الحل القمعي والأمني أن تحرمهم من المشاركة السياسية - في ظل نظام ملكي - فيتحولوا أما إلى مجموعات ارهابية تعمل في الظلام والكهوف وتحت الأرض و تزعزع الاستقرار أو يخرجوا لخارج البلاد وللغرب ويتجنسوا بجنسياته ويصبحوا معارضة سياسية تتكلم من الخارج وتحارب اعلاميًا النظام برمته!!، والناس في العالم العربي - كما تعلم - تسمع لإعلام المعارضين أكثر من اعلام الحاكمين (!!) وعندها قد يعجبون بهم كمعارضين ويعتبرونهم أبطالًا ومناضلين وطنيين و...و ..الخ... لذا وجودهم داخل البلد والسماح لهم بالمشاركة السياسية في ظل التعددية الديموقراطية في ظل الثوابت الوطنية - وتحت مظلة ورقابة العائلة المالكة - هو أفضل وأذكى خيار ومعالجة لظاهرة الاسلام السياسي من وجهة نظري ومن خلال خبرتي الطويلة والعميقة بهذا الأمر .... تحياتي"
**************
(*) كاتب التعليق كتبه في مدونتي على الفيسبوك
(**) يمكنك هنا من خلال الرابط التالي تقرأ عن محاولة السلفية الجهادية اقامة امارة اسلامية عام 2009 وكيف قامت حماس بقمعها وقتل مشروع امارتهم في المهد

https://www.aljazeera.net/news/2009/8/14/%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%AD%D9%88%D9%86-%D9%8A%D8%B9%D9%84%D9%86%D9%88%D9%86-%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A8%D8%BA%D8%B2%D8%A9








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي