الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هندسة الحياة والحب

عماد الطيب
كاتب

2023 / 11 / 10
الادب والفن


كنت اسأل نفسي مرارا وتكرارا .. لماذا اتى بك القدر لي ولم يكمل مهمته وتكوني لي ؟ .. بعيدا عن القسمة والنصيب .. اليس من حقي انا من نلت الفاكهة اولا علي ان آخذها لنفسي اولا .. لماذا يلعب القدر هذه اللعبة مع بعض الاشخاص في الحياة .. فهل القدر محترف خداع .. ؟ .. كانت يدها تضغط يدي حين تشابكت الايادي ونحن نسير معا في احد شوارع العاصمة وكأننا نريد نعلن للعالم اننا ملك بعضنا ولن يفرقنا القدر .. ولكن القدر كان يضحك بسخرية من احلامنا .. بعدها توقف زمننا .. وذهبت احلامنا ادراج الرياح .. كسراب ظمآن يحسبه ماءا .. يقول ديستويفسكي " لاتوجد لقاءات عبثية في الحياة ..كل انسان تصادفه اما اختبار او عقوبة او هدية من السماء " .. لو اختار بينهم فأختار ان لقاءنا كان عقوبة .. كنت احبها بصدق لعفويتها وبراءتها التي لم اشهد لها مثيل بين بنات الكلية .. كانت ( معدن خام ) في العلاقات الاجتماعية . وهذا النوع ان احب يحب بعمق وان يكره فيكره بعمق .. تطرف في المشاعر .. لاتوجد منطقة رمادية في حياتها .. ولكن بعد ذلك كانت صدمات الحياة منحتها نفسا قاسية وروح سوداوية لم تعد تثق بالاخرين .. تطلق احكامها المتسرعة دون تفكير .. كانت الحساسات والمجسات تعمل بدقة عالية اضافة الى الهورمونات التي تعمل عملها .. مما شكل عبئا على حياتها .. وعلى طبيعة علاقتها بالبشر .. حين التقينا مرة ثانية بعد سنوات .. كنت احسبها هي نفسها تلك الفتاة التي تحمل تلك البراءة .. ولكن بعد محادثات اكتشفت ان الفتاة التي كنت احبها لصفاتها لم تكن هي .. فقد تغير كل شيء فيها . حتى مزاجيتها المتقلبة طاغية على سلوكها .. لاتوجد منطقة واضحة وثابتة فيها يشعر الشخص معها بالامان .. فهي تجيد اطلاق نار الكلمات .. من اين اتت بهذه المهارة الاحترافية في بعثرت كيان كل انسان يخالفها الرأي ؟ .. اهو الزمان ؟!! ام تغير الحال .. ام امور تتعلق بالشهادات والالقاب والصعود المادي والصدمة الحضارية .. هي لم ترحل لانك اخطأت في حقها .. هي فقط تنتظر منك ان تخطأ لكي ترحل .. هكذا هو الحال .. فهي في وضعية وجدت ماتريده .. فلن تراع الود والحب فهي كسرتك ودهست قلبك .. قلبك الذي بنيت لها وطنا لها فيه .. لم يخذلني وداعها لقد خذلني ظرف الوداع نفسه كان اقل من حجم محبتي .. كان باهتا لا استحقه .. هكذا قالها نجيب محفوظ .. اصعب مافي الحياة ان تترك الكل من اجله .. والقسوة ان يتركك وتتذكر انك تركت الكل من اجله .. حياة الانسان عبارة عن الوان تنظر وفق نظرته واحتياجه .. قد ظهر لك اللون الابيض والوردي في مرحلة من حياتها ..ويظهر الاسود في مرحلة معينة وفق تقنية نفسيته ومكانتها ووضعها . ونظرتها للحياة .. فهي تبدو تركت كل الالوان وظلت متعلقة بالاسود .. فهو لون يناسب ماهي فيه .. هكذا تتغير هندسة الانسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب