الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حديث البيدق/ طوفان الأقصى.. حتى لا ننسى (3)

نورالدين علاك الاسفي

2023 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


"إسرائيل ارتكبت جرائما؛ و لم تمارس حربا.. هي قتلت و لم تقاتل. العميد أمين حطيط.

" سنصنع التاريخ" تحت هذا العنوان؛ جاءت مادة إعلامية غربية.
تؤكد إقرارا متحققا بالفعل؛ و إن بدا مسوفا إلى حين؛ لكنه محمول على نتيجة متوقعة بالقوة يربكها ظرف عاثر.
جندي إسرائيلي من الاحتياط على أهبة الحرب في غزة. يعاكس حالا على وضع قائم؛ لا لينفيه. بل ليوقظ تحريضا سافرا. ايفياتار يودع والدته سارة في منزلهما بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل. وأمه تتوعد بقتل جميع الفلسطينيين فور استعادة الرهائن.
الكلام للمادة؛ بروح المهنية الكاشفة؛ و إن بطنت رقابة مراوغة.
"هذه هي اللحظة الحاسمة؛ في خدمتي في الجيش الإسرائيلي. فنحن اليوم سنصنع التاريخ و سوف نغير ما تبدو عليه الأمور سوف نقوم بذلك بشكل صحيح".
قال الجندي كلمته أمام أمه ؛ فانحنت عليه مشجعة و ربتت على كتفه مدلعة.ثم قالت و هي تناور مسحة حزن عمت محياها؛ و قد انطلت عليها كذبة مناورة:
" من نهر الأردن إلى الشرق الأوسط؛ هذا كله لنا و هو ما وعدنا به. لا توجد أمة فلسطينية. فلماذا نريدهم نحن؟ هل لأننا أخيار؟ لقد توقفنا عن كوننا أخيارا".
صرحت بكلمتها و غابت عن المشهد؛ و كأنا بالمادة الإعلامية ترعى لها وقتا حتى تسجل فاصلا؛ يزكي ما يعمل عليه آخرون.
تنقلنا لمادة الإعلامية إلى حيث يحتشد جنود احتياط؛ قال واحد منهم:
"اعتقد أن القصف جيد؛ و علينا القيام بالمزيد من القصف. أعتقد أنه يمكننا القيام بالكثير داخل غزة. إنها معركة بين الخير و الشر و بين الجيد و السيئ".
سرد كلماته برأس لا يساكن وجهة قارة؛ غير قانع نفسه بما نبس؛ و بجسده مال؛ يبغي تفادي ذعر يأخذ بتوازنه المهزوز.
يعود المشهد إلى الأم ليلتقطها؛ صرخت بخيلاء يعاند انكسارا؛ لم تضبط له وجهة على ما تفكر فيه حقيقة:
"الأبرياء الوحيدون في غزة الآن هم الرهائن .. الذين تم احتجازهم. و بمجرد عودتهم إلى إسرائيل سنقصف مستشفى الشفاء و جميع المستشفيات و جميع الأنفاق. سوف نقتلهم جميعا لقد حان الوقت. و العالم يدرك هذا؛ لا جدال؛ نحن مركز العالم اليوم".
كان لها ما أرادت و تم القصف بكل متفجرات العالم و المستشفيات تناثرت فيها الأشلاء. معها إسرائيل باتت خارج المظلومية التي رعتها ردحا.
الأم؛ ولا ريب ؛ سترى تلك الصور المسربة لأعضاء الكنيست الإسرائيلي و هم يبكون بعد خروجهم من جلسة سرية مغلقة؛ اطلعوا فيها على الأعداد الحقيقية للقتلى والجرحى من جنود جيش الاحتلال وحجم الخسائر التي يتكبدونها.
فالصور ستكون كافية لكشف حجم الكارثة والهزيمة التي يعيش فيها الاحتلال. مما يفسر جنون القصف والتدمير العشوائي لكل شيء في غزة العزة.
و ها إيدي كوهين يستجدي وزير الدفاع الإسرائيلي"أرجوكم لا تتحدثوا عن خسائرنا الفادحة وقتلانا"
و القضية الفلسطينية اليوم هي التي غدت مركز العالم، و المقاوم الجسور؛ المدافع عن تراب وطنه فلسطين بات نبراس الصمود.

على منصة؛ اعتلى ضابط إسرائيلي؛ و راح يخطب في حشد.
"أجلس و أتخيل أنه في هذه الأيام لا يوجد قتلى و لا جرحى و لا أسرى، لو لم يتواجدوا في المشهد ربما يكون هذا أسعد شهر في حياتي".
لكنك خبت؛ وما اعتقدته محصلة أطاحت بالمشاريع العراض للكيان المغتصب.
و ها هو يضيف وسط هتاف مستهجن:
".. سأفسر لكم لماذا سيكون أسعد شهر في حياتي، منذ أن ولدت أي قبل؛ اكرر من 40 عاما؛ لقد وصلنا إلى مرحلة و نقطة قد ارتقى فيها الشعب الإسرائيلي. لقد أدركنا أخيرا من نحن. لقد ولدنا مرة أخرى؛ قبل 75 عاما لقد أثبتنا أنفسنا و عملنا على بنيتنا و كبرنا و كبرنا.
أبيب شلومو أستاذ التاريخ في جامعة تل ساند، ابن جلدته؛ ينفي ما صادره الضابط كحقيقة لا ترتفع. فقد أكد " أنه تم اختراع فكرة الشعب اليهودي في نهاية القرن الـ19، ولولا الكارثة التي سببتها النازية لم يكن ليتم إنشاء دولة إسرائيل عام1948 ".
"و بعدها جاء السؤال حول هويتنا. من نحن؟ ماذا نحن؟ و ماذا نريد أن نفعل بأنفسنا؟ ما الجيد؟ ما السيئ؟ ما القبيح؟ شيء واحد نحتفل به هذه الأيام و هو شيء مهم؛ بلادنا كل البلاد بما في ذلك غزة و لبنان الأرض بأكملها لنا..سوف ندمر الشر سوف ندمر المقاومة و سوف ندمر الأعداء.و سوف ندمر الجميع.
من وقع رجة طوفان الأقصى بات الصهاينة يجرون وراء وعي مهزوز لعلهم يقرونه على ثبات غير مسوغ؛ و يبقونه على وتيرة ما أنسوا به و بات من ذواتهم جبلة.
و الحق. ما أكده جون روز المفكر اليهودي البريطاني البارز، إسرائيل على أبواب نهاية الحلم الصهيوني. كاشفا عن مدى ارتباطه بالمشروع الصهيوني منذ صغره، وحياته على خلفية الهولوكست، واعتقاده بحق إسرائيل في امتلاك وطن، إلا أن وجهة نظرة تغيرت، بعد أن تكشفت له الأساطير الصهيونية.
روز يرى أن الدين اليهودي مختطف من قِبل الصهيونية لأسباب سياسية، مؤكداً أن إسرائيل لا يمكن أن تبقى حال تآكل المشروع الصهيوني الداعم لها.
و بات جليا أن أمريكا والغرب والكيان الاسرائيلي راحت عليهم جميع مخططاتهم، بدءا من تهويد القدس وهدم المسجد الأقصى ؛ مرورا بتوجيه ضربة موجعة لسياسة التطبيع التي كان هدفها الرئيس إنهاء وتصفية القضية الفلسطينية. وانتهاء بخلق أزمات اجتمعت طرا داخل الكيان المحتل. ليأتي الرد الفيصل ملخصا ليجيب بواضح الكلام على تلك العنجهيات المحشوة بروباغندا؛ فهو صادر عن قلب منفطر شع منه اليقين بعد طول أمد؛ تجرع فيه يقينيات الصهيونية الماتحة من الأساطير المؤسسة.
فتحت شعار " راحلون من البلاد" جاهروا:
"كثير من الناس حولنا يرحلون، ضاعت الثقة و الأمن. لم يعد لهما وجود. و من يظن أنه من السهل إعادتهما فهو مخطئ. لا ثقة بالحكومة و لا بالجيش و لا بالشرطة. أين المستقبل هنا؟ لذا قررت الهجرة و عدم العودة إلى إسرائيل نهائيا".
و على وسم " نغادر البلد معا" صدعوا:
"من الصدمة أدركنا أنه يتعين علينا الرحيل من هنا. دهني مشغول دائما بالأحداث الأمنية و الخوف موجود في كل مكان.. لن أشعر بالأمان على ما يبدو إلى أن أهبط خارج حدود إسرائيل".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صفقة الاتحاد الأوروبي مع لبنان..ما خلفياتها؟| المسائية


.. بايدن يشدد على إرساء -النظام- في مواجهة الاحتجاجات الجامعية




.. أمريكا.. طلاب يجتمعون أمام منزل رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شف


.. الجيش الإسرائيلي: 12 عسكريا أصيبوا في قطاع غزة خلال الساعات




.. الخارجية الأمريكية: هناك مقترح على الطاولة وعلى حماس قبوله ل