الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورد ليسوا ضيوفا في العراق بل شركاء في الوطن

ناجي عقراوي

2003 / 6 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


                                                     

يتذكر العراقيون ظهور المجرم صدام في التلفزيون في زيارة إلى إحدى  التجمعات للغجر أبان الحرب العراقية الإيرانية ، و في لحظة نشوة منحهم الجنسية العراقية من خلال التلفزيون ، في حين كان أبناء الشعب العراقي الحقيقيين ،  يتعرضون إلى النفي و الهجرة والى الاضطهاد ، و تصادر أموالهم و ممتلكاتهم و تمنح للغرباء و للدجالين و للطارئين ، و نتيجة إفرازات تصرفات الطاغية المجرم  ، اصبح هؤلاء الراقصين و المرتزقة و الطارئين على وطننا العراقي ، من الكيولية و النورة و الحليو ومن مدعي العروبة زورا ،  أصحاب أرض و أصحاب شأن يتطاولون على أسيادهم .
و بأمر من أجهزة الأمنية للنظام ، هاجر أحد هؤلاء أثناء الانتفاضة الشعبانية الباسلة إلى مجمع الرفحاء في السعودية ، لغرض التجسس على المنتفضين ، و هناك اخذ يتملق إلى الجنود الأمريكيين و الحراس السعوديين ، و لا نقول ماذا كان يفعل لأننا نتعفف عن ذكر ذلك ، مما جعل المنتفضين أن يقوموا بتهديده و محاولة قتله ، و نتيجة وضعه جرى الموافقة على  هجرته إلى أمريكا جزاء خدماته ، في حين  أن آلاف من المناضلين و المنتفضين رفضت طلباتهم ، هذا الدعي و نتيجة لماضيه المعروف ، اخذ يتكلم في السياسة و في الوطنية ،  يوما يصبح عميلا للأمريكان و في يوم آخر يطالب برحيلهم ، و من ثم يفضل بقاء الاحتلال ، وبعدها يتكلم عن أعمار العراق ، وفي فترة أخرى يتطاول على أسياده  من الوطنيين في لجنة أعمار العراق بعد طرده منها نتيجة تصرفاته ، و بعدها يقول بأنه شاعر و أديب ، و يأتي ببيت شعر لإحدى أغاني المرحومة أم كلثوم على وزن مفاعلن ، لا ندري من علمه إياه ، و في مقالة أخرى يوزع النصائح مع التهديدات و الشتائم ، و في مكان آخر يبرر الأنفال و قصف حلبة من قبل سيده الطاغية صدام ،  و في مقالة أخرى يتكلم عن عائلته المالكة و يقارنها مع المرحوم عبد الكريم قاسم  ، و في إحدى المرات يصبح رجل دين و يهاجم بعض رجال الدين الشيعة ، و لكنه لا يفتي حول قتل أخوتنا العراقيين المسيحيين في البصرة و بغداد ، وبعدها يصبح مؤلفا للكتب و يدعي انه درسها في أرقى الجامعات الأمريكية ، و هو بالكاد يتكلم الإنكليزية ، و الذي يقرأ شتائمه المليئة بالأخطاء اللغوية يعرف من أي طينة هو هذا الشخص ، ( صاحب سبع صنائع و البخت ضائع ) ، انه حقا لا يعرف كيف يشبع غريزته ، و كل إنسان يفتش عن ما ينقصه ، وهذا الدعي يتصور بان الضجيج والسب و ذكر الأسماء وشتم الموتى تجعله يتجاوز ماضيه ، ولأنه ناكر للجميل وليس لديه وفاء ،و نحن هنا نضطر لكشف سر كنا لا نرغب بكشفها ، ليطلع القارئ على أسباب حقده على الكورد شعبا و تاريخا ورموزا ، فحينما كانت عائلته تتردد على كوردستان بحجة الاتصال مع زوجها بالهاتف لأنه لا يرسل لهم أية مساعدة ، عثر البيشمه ركة في إحدى المرات معها على هوية صادرة من وزارة الداخلية بتوقيع المجرم وطبان ، و مع هذا لكونها امرأة أبقوها في كوردستان و هي معززة مكرمة دون اتخاذ أي إجراء قانوني ضدها ، و كان الكورد يقدمون لها الخدمات و المساعدات ، و عندما كانت عائلته مستقرة في كوردستان ،  كان هو يكتب باسم مزور وبلقب دكتور زائف ، و بتحريض من البعض و لقاء ثمن يهاجم و يسب الكورد، جزاء إحسانهم مع عائلته ، و عند مجيئه إلى كوردستان لأخذ عائلته كان معروفا لدى الأجهزة الأمنية الكوردية و لم يسائله أحد ، و لأن الجميع الذين يهاجمهم يعلمون قيمته ، لذا لم يهتم به أحد وإلا كان بإشارة منهم يتم إسكات عويله إلى الأبد ، لذا نقول له و لأمثاله ، بأن شتم الشعوب وإلغائها  ليس بالأمر الهين ، و لأنه جاهل لا يعرف معنى تصرفاته . 
أن وجود الكورد في تاريخ المنطقة أعمق  جذورا من الشعوب الذين أتوا للمنطقة لاحقا ، و الذي يريد أن يطلع على التاريخ نحيله إلى بعض المصادر ، منها كتاب فيضانات بغداد في التاريخ – للدكتور احمد سوسة ، و إلى  الجزء 1 و 2 من كتاب مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة للأستاذ طه باقر ، و إلى كتاب العرب و اليهود في التاريخ للدكتور احمد سوسة ،  و إلى كتاب قصص الأنبياء للإمام أبى الفداء إسماعيل بن الكثير الكردي  ، و إلى كتاب دراسات في التاريخ و الآثار عدد 7 لجمعية المؤرخين العراقيين ، و إلى كتاب نرام سين ملك الجهات الأربع  ( الإمبراطور الكلدواشوري ) لمؤلفه الدكتور فوزي رشيد ، والى كتاب الفيلسوف فردريك نيتشة – هكذا تكلم زرا دشت – و أخيرا و ليس آخرا إلى كتاب أصول أسماء المدن و المواقع العراقية لمؤلفه المحامي جمال بابان .
الكوتيون أسلاف الكورد حاربوا الدولة الأكدية سنة 2212 ق م و حكموا المنطقة من 2121 – 2120 ق م ، أما الكاشيون اللور الكورد أخلاف الكوتيين تحاربوا مع الدولة البابلية القديمة ، و أسسوا سلالة كاشية بقيادة زعيمهم ( كنداش ) 1595 – 1162 ق م و حكم منهم 26 ملكا و اشتهر من بين ملوكهم ( كوري كالزو ) 1345 – 1945 ق م ، فأسس هذا الملك عاصمة ثانية في موضع عقرقوف غربي بغداد ( 25 كم ) ، و أسفرت التنقيبات الأثرية التي أجريت في هذا الموضع سنة 1943 – 1945 م عن كشف ثلاثة معابد و قصر و الكشف عن صرح مدينة الزقورة الشاهقة و القائمة إلى يومنا هذا ، ووجدت لهم آثار فنية مهمة و قطع دقيقة النحت و الصياغة ، و اشتهر الكاشيون بتربية الخيول و يعزى إليهم إدخال الحصان إلى العراق لأول مرة و منها الجزيرة العربية ، أما أجدادنا الكورد الميديين فكانت بلادهم تتكون من عدة إمارات هاجمها ملوك الآشوريين على التوالي في عهد شلمنصر الثالث و من جاء بعده ، ثم ظهر أحد أمرائهم الأشداء المدعو ( كي خسرو ) 625 – 593 ق م فوحد الإمارات الكوردية و تحالف مع البابليين و استرد أقاليم شرق دجلة ثم استولى على مدينة نينوى سنة 612 ق م ، و منها ذهب إلى شرباتو ( الشرقاط الحالية ) ، و كان حكمه يمتد إلى أرمينيا و إيران الشرقية .
نظرا لموقع الجغرافي للعراق و خصوبة أرضه و وفرة مياهه ، فسادت فيه حضارات و أمم و شعوب ، لذا لم يقل أحدنا  بان كي خسرو أو نبوخذنصر أو حمورابي أو بوغز أوغلوا أو حجاج بن يوسف الثقفي قد توفوا قبل شهر .
لماذا يتصور الوافد من هنغاريا و رومانيا ( موطن الأصلي للكيولية  ) بأن من حقه  بأن يقرر ما يفعله العراقيون .
 الكورد متواجدون على ارض  وطنهم و هم ليسوا زوار أو وافدين إلى ارض الرافدين يوم أمس  ، والذي لا يعجبه ليتفضل ليخرجنا من أرضنا ، أو يشرب من ماء البحر لضعفه ، كي يموت  بغيضه و حقده لأنه لا يستطيع فعل شئ ، سوى العويل إلى حين أن ينفجر ، و اللبيب بالإشارة يفهم .

 
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مجلة المراسل 01-06-2024 • فرانس 24 / FRANCE 24


.. حزب الله يعلن قصف بلدتين في شمال إسرائيل وسط تصعيد متواصل




.. تصعيد بجنوب لبنان.. مسيّرات وصواريخ حزب الله تشعل حرائق في ا


.. الانقسام الداخلي في إسرائيل يتفاقم.. ماذا تعني تهديدات بن غف




.. تصاعد المعركة المالية بين الحكومة اليمنية والحوثيين يهدد بان