الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لسنا أسرى لرُهاب 7 أكتوبر ، وإسرائيل دولة مارقة

محمد بن زكري

2023 / 11 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


تقديم لابد منه :
هذه المادة ليست مقالا ، بل مجرد أفكار سجلتها – دون ترتيب – للنشر على الموقع الفرعي للمفكر الكبير الأستاذ سامي لبيب ، كمداخلة على مقاله (ينظر الرابط) ..
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=810064
وذلك ردا على رده ؛ غير أنه بالنظر لطول مادة المداخلة ، ومراعاةً لحق قراء الأستاذ سامي لبيب في الاعتراض ، رأيت نشرها منفصلة هنا .. وقد أضمِّن بعضا من هذه المادة المبعثرة ، في مقال قادم .
أولا ) رد الأستاذ سامي لبيب :
هلا أستاذ محمد بن زكري
مداخلتك 7 مشبعة بالحسرة والألم علي واقع العرب والفلسطينيين وواقع إسرائيل
جال في خاطري عدة أسئلة :
هل التراث اليهودي ونظرته السياسية أنتج الحضورالإسلامي بمعني أن يهودية الدولة أنتجت تطرف وإسلامية الدولة فالمعروف ان الحل الإسلامي توارى مع بدايات القرن العشرين وسقوط الخلافة الإسلامية فهل نجاح اليهود في إقامة دولتهم أيقظ الحلم الإسلامي القديم وهل هذه الوضعية مرتبة ومخطط لها ام جاءت بعفوية وصدفة.
نعم ظهور الدولة الصهيونية قد اعاق التطور الحضاري والإنساني والإجتماعي للدول العربية بعد ان خطت خطوات بسيطة في العلمانية والحداثة كما في مصر والشام.
التاريخ يجب تأمله ودراسته بعمق .
ثانيا) ردٌّ على ردّ :
1) مداخلتي المشار إليها ، هي قراءة للواقع كما هو عليه في صيرورته التاريخية . ومَن يسمونهم ويسمون أنفسهم عربا ، هم من صنعوا واقعهم التعيس . والقوميون العروبيون مدانون تاريخيا بالمسؤولية عن نكبة وضياع الشعب الفلسطيني .
2) الحسرة هي فقط لواقع الفلسطينيين ، ونحن نرى عشرات آلاف المرحلين قسرا من ديارهم ، يهربون من الموت تحت القصف ، سيرا على الأقدام .. إلى موت من نوع آخر ، بلا ماء .. وبلا طعام ، يعانون الجوع والعطش والإعياء ، نازحين إلى المجهول ، لا يحملون غير ما فوق ظهورهم المثقلة بالأرزاء .
3) قلتُ في مكان آخر وأكرر القول هنا : لست كما الآخرين أسرى رُهاب 7 أكتوبر ، وما أكثر المهزوزين أسرى عقدة ذنب 7 أكتوبر . وإني لأعي العطب البنيوي لمغامرة عمليةٍ عسكرية ملبدة بشعار ديني جهادي هو (طوفان الأقصى) . لكني أيضا أعي وأعلم يقينا أن البداية لم تكن يوم 7 أكتوبر . وأتفق بالمطلق مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ، في شهادته المنصفة بقوله : «هجوم حماس لم يأتِ من فراغ . ولا يبرر لإسرائيل القتل الجماعي في غزة» .
وأنا شخصيا كإنسان .. لا أتبنى هجوم 7 أكتوبر ، رغم تَفهُّمي لدوافعه . [وأبرأ إلى الإنسانية والضمير الأخلاقي من الاعتداء الإرهابي ، الذي استهدف الفرح بالرصاص في حفل موسيقي] .
4) حركة حماس (الإسلامية) هي المعادل الديني لدولة إسرائيل (اليهودية) ، فكلا الطرفين يستمد مشروعه ومشروعيته من الدين - الإسلام واليهودية - كأيديولوجيا ماورائية تمييزية ونافية للآخر .
5) عملية طوفان الأقصى العسكرية (ذات البعد الديني) ، ألحقت صدعا عميقا بمشروع دولة إسرائيل ، وأطاحت بفكرة الجيش القوي الذي لا يقهر ، وخلخلت ثقة (فسيفساء الشعب اليهودي) بالمستقبل . والعملية أظهرت إسرائيل كيانا عسكريا وأمنيا هشا عاجزا عن حماية وجوده .
6) عملية 7 أكتوبر (بصرف النظر عن هويتها الشعاراتية) ، أعادت قضية حق الشعب الفلسطيني - غير القابل للتصرف - إلى الواجهة ، بعد أن تآمر عليه ما يسمى بالمجتمع الدولي (أي أميركا وبريطانيا والغرب الصهيوأوليغارشي) ، وبعد أن سمسر فيه فلسطينيو سلطة أوسلو الفاسدة وباعته دكتاتوريات عربان التطبيع بأبخس الأثمان .
7) يكفي أن أرى أقوى قوة عسكرية على سطح الكوكب ، تصطف بالمطلق إلى جانب دولة الاحتلال الإسرائيلي ، ولا تكتفي بالوعيد والتلويح بحاملات الطائرات والغواصات النووية ، بل تشارك فعليا ومباشرة في الحرب ؛ كي أعطي كل المشروعية للمقاومة الفلسطينية المسلحة - أيّاً كانت هويتها - ضد الاحتلال الإسرائيلي المدجج بلغة العهد القديم الدينية العنصرية الفاشيّة .
8) حرب إسرائيل الانتقامية على غزة ، لن تحقق لها الأمن ، فحتى لو أبادت إسرائيل 1000000 مليون مواطن فلسطيني في غزة ، فإنه من المليون المتبقين ستظهر أجيال فلسطينية جديدة أشد إيمانا بالقضية ، ومن يتبقى من أطفال غزة الخارجين من تحت الأنقاض ، والمحمّلين بذكريات الرعب .. سيكبرون .
9) حركة حماس الإسلامية = حركة كاخ اليهودية = يهود هاتوراة = حزب الصهيونية الدينية . وحركة الجهاد الإسلامي = المفدال = شاس = حزب القوة اليهودية الديني المتطرف .
وإذا كانت حماس (حركة) إسلامية إرهابية ، فإسرائيل (دولة) يهودية إرهابية . والتفكير الموضوعي ، يميز بين إرهاب جماعات الإسلام السياسي في فلسطين (تحت الاحتلال) ، وبين إرهاب الدولة ، الذي ترتكبه دولة الاحتلال الإسرائيلي (اليهودية) . وفي القانون الدولي والإنساني ، لا شيء يبرر إرهاب الدولة .
10) التيار الديني العنصري اليهودي ، ممثَّل في حكومة إسرائيل بوزيرين لوزارتين سياديتين هما : ايتمار بن غفير (رئيس حزب عوتسما يهوديت / العظمة اليهودية) وزيرا للأمن القومي ، وبسلئيل سموتريتش (زعيم ائتلاف الصهيونية الدينية) وزيرا للمالية ، زائدا وزير التراث اليهودي عميخاي إلياهو ، الذي دعا إلى محو غزة من على وجه الأرض بقنبلة نووية . وجميعهم يسكنون في المستوطنات اليهودية المقامة على أرض الضفة الغربية .
11) كما السلفية الإسلامية (الوهابية وأخواتها) ، فكذلك السلفية اليهودية (الحريديم وأخواتها) .. عنصرية وانغلاق وكراهية للآخر . فلا منطق في إدانة هذا دون إدانة ذاك .
12) دولة إسرائيل (المستقوية بأميركا) ترفض كل قرارات المتحدة لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي . وترفض مبادرة قمة بيروت للسلام وحل الدولتين ، وترفض حل الدولة الواحدة الديمقراطية لكل سكانها : العبريون والفلسطينيون والعرب (الفلسطينيون يصرون على انتحال العروبة !) وغيرهم من الأعراق والإثنيات .
13) القانون الدولي العام ، والقانون الدولي الإنساني ، والقانون الدولي العرفي ؛ تعطي للشعب الفلسطيني حق مقاومة الاحتلال بكل الوسائل ، بما فيها الكفاح المسلح .
14) القرار الأممي رقم 3236 بتاريخ 1974 أعطى للشعب الفلسطيني الحق في تقرير المصير ، وفقا لميثاق الأمم المتحدة . أي أن للشعب الفلسطيني حق استخدام كل الوسائل المتاحة ، بما فيها الكفاح المسلح ، لنيل الحرية . واتفاقية جنيف الرابعة - الخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب - تعطي لفلسطينيي قطاع غزة حق الدفاع عن النفس بكل الوسائل المتاحة .
15) القضية الفلسطينية ، لا زالت معروضة أمام اللجنة الرابعة للأمم المتحدة ، الخاصة بتصفية الاستعمار . كما أنها لا زالت معروضة أمام اللجنة الأممية الثالثة ، الخاصة بالحقوق الاجتماعية والإنسانية والثقافية .
16) لا شيء يبرر جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية ، التي ترتكبها دولة إسرائيل (اليهودية) في عدوانها الهمجي على قطاع غزة . خرقا للبروتوكول الثالث - لاتفاقية 1980 - بشأن استخدام الأسلحة الحارقة (إسرائيل تستخدم قنابل الفوسفور الابيض ، في حربها على غزة) .
17) ينص البروتوكول الثالث في مادة 2 على :
1- يُحظر في جميع الظروف جعل السكان المدنيين بصفتهم هذه ، أو المدنيين فرادى ، أو الأعيان المدنية ، محل هجوم بالأسلحة المُحرِقة .
2- يُحظر في جميع الظروف جعل أي هدف عسكري يقع داخل تجمع مدنيين هدفاً لهجوم أسلحة مُحرِقة تُطلق من الجو .
18) حرب إسرائيل الانتقامية على غزة ، ستغذي حقدا تاريخيا لدى الأجيال الفلسطينية القادمة ، وفتحت جرحا نازفا يستصرخ الثأر جيلا بعد جيل . وكما أسلفت ، فحتى لو أبادت إسرائيل 1000000 مليون فلسطيني في غزة ، فإنه من المليون المتبقين ستنبت وتنمو أجيال فلسطينية جديدة أشد إيمانا بالقضية ، وذات يوم سيكون الانتقام المضاد رهيبا وأشد هولا أضعافا مضاعفة ، ليستمر حوار الدم .. حروبَ وجودٍ أو عدم ؛ ما لم ينتصر العقل على الجنون .
19) المستقبل ليس في صالح دولة إسرائيل . ورغم تفوقها العسكري ، فإسرائيل لا تقوى على الصمود في حرب طويلة تستنزف مواردها الاقتصادية والبشرية ، ولولا الحماية الأميركية لما كان لإسرائيل أن تعيش وسط بيئة معادية . والأحرى بحُماة إسرائيل أن يحموها من نفسها المتغطرسة .. بإرساء سلام عادل ، لا أن يحموها من جيرانها .. بتغذية حروب ظالمة .
20) في منطقة الشرق الأوسط ، قطبا قوة صراع المصالح ، المتسربل بمسوح الكهنوت ، هما إيران وإسرائيل . وبامتلاك جمهورية إيران (الإسلامية) أول سلاح نووي ، ستفقد الترسانة النووية لدولة إسرائيل (اليهودية) قدرتها الردعية ، بمتغير توازن الرعب النووي ، أخذا في الاعتبار جغرافيا إسرائيل الرخوة .

وكلمة ختامية : إنه ليس حرا ، من لا يحب الحرية للآخرين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال