الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شارون والمجازر الصهيونية في كتاب -قلب الحمار- عبد الرحيم الشيخ

رائد الحواري

2023 / 11 / 10
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


شارون والمجازر الصهيونية في كتاب
"قلب الحمار"
عبد الرحيم الشيخ
من يتابع سلوك دولة الاحتلال سيجد أنها خارج القانون الدولي، فلم يتم محاسبة أو محاكمة أي مجرم من الصهاينة على مر تاريخ الكيان الإجرامي، وإذا عدنا إلى الأسس قامت عليها دولة الاحتلال سنجدها أسس غير صحيح، حيث أعطى بالفور أرضا ليست له أو لحكومته لليهود، ونجد أن سلوك من شكلوا هذه الكيان كان سلوكا إجراميا، فالعديد من قادة العدو كانوا متهمين ومطلوبين للإنجليز لقيامهم بجرائم إرهابية، منهم رؤساء وزراء مثل "بيغن وشامير" وبعد قيام الدولة التي أسست على تهجير الفلسطينيين من وطنهم بعد ترهيبهم بالمجازر كما حدث في دير ياسين والطنطورة وغيرها، استمر هذا النهج من خلال مجازر السموع ومجزرة قبية التي كان فيها شارون المخط والمنفذ ورأس حربة، ومع هذا لم يتم استدعاء أي مجرم للمحاكمة، وهذا ما يجعل القائمين والمتنفذين في الكيان يتغولوا أكثر في إجرامهم، فهم خارج نطاق القانون الدولي.
الكتاب يعطينا مشهد عن هذا الأمر من خلال مقابلة أجرتها وكالة رويتر مع الكاتب "عبد الرحيم الشيخ" عام 2000: "سألني فيها عن شعور الفلسطيني العام تجاه تدهور حالة شارون الصحية وإمكانية إعلان وفاته في أية لحظة، فقلت: "إن أهل مكة أدرى بشعابها، وضحايا الأرض أدري بعقوبة جلادهم، ولذا لا ينبغي أن يغادر شارون هذه الأرض دون محاكمة تنال من قلبة الدموي قبل أن تنال منه ملائكة العذاب" ص18، هذا الموقف استثار دولة الاحتلال وجعلها تلصق بالكاتب تهمة (معادة السامية)، التهمة التي يمكن لصقها بأي شخص أو جهة أو مؤسسة تطالب بتحقيق العدالة ضد هؤلاء المجرمين.
مجزرة قبية تعد محطة مهمة في النهج الإجرامي الصهيوني وذلك لأنه اعتمد عليها كنموذج في التعامل مع الفلسطينيين وبقية دول المنطقة، وإذا علمنا أن من وضع هذه الأسس هو شارون، أمكننا فهم ومعرفة لماذا جرت مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، يقول الكاتب عن هذه المجزرة وكيف أنها أسست ومهدت لبقية المجازر الصهيونية بعدها: "لم تكن مجزرة قبية إلا أول القتل، ولكن انتصابها كأنموذج معرفي "ريادي" في العسكراتاريا الإسرائيلية قاد إلى الاحتفال بشارون بدل محاكمته، وتكرس نظرية "وجود إسرائيل أهم من صورتها" بدل من ركسها، ولذا عندما استدعى شارون بعد مجزرة قبية للقاء بن غوريون لأول مرة في مكتبه في القدس، حيث دار الحوار الشهير الذي سيستخدم مقولته كل القادة الإسرائيليين في تبرير الجرائم والمجازر التي يقترفها جيش الاحتلال، وهي أن "بقاء إسرائيل أثمن من صورتها لدى العالم" وهذا ما قاله بن غوريون، حرفيا لشارون: "ما سيقال في العالم بشأن قبية قلما يهم، فالمهم هو كيف ستفهم في هذه المنطقة من العالم، منطقتنا، أعتقد أننا بفضلها سنتمكن من الاستمرار في العيش هنا" ص88، أهمية هذا الاقتباس تكمن في تبيان حقيقة دولة الاحتلال التي تعتمد على أسس إجرامية في تعاملها المنطقة العربية، فكل دولة أو جهة أو شخص يحاول أن يؤذيها أو يمسها تقوم بالقضاء عليه وعلى من حوله دون مراعاة لأي قوانين أو مفاهيم قانونية أو أخلاقية، من هنا جاءت مجزرة صبرا وشاتيلا التي لم يكن لها أي مبرر، خاصة بعد خروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت ولم يبق فيها إلا النساء والأطفال.
لكن العقلية الإجرامية والانتقامية هي التي تتحكم وتقود دولة الاحتلال لفعل الجرائم والمجازر: "التحريض على قتل بسطاء البدو على يد العصابي الأسطوري مئير هارتسون، رامبو الوحدة (101) في النقب وتزويده بأدوات الانتقام، إلى إقرار هوس دوان جالوتس، مجنون سلاح الجو ورب الجنود، بإلقاء القنابل "الذكية" زنة طن ونصف على أطفال حي الدرج في انتفاضة الأقصى، وأطفال قانا في الحرب على لبنان في تموز (2006) ص23، إذن عدم محاكمة أو محاسبة المجرمين الصهاينة هو أحد الأسباب وراء استمرارهم في جرائهم، كما أن عقلية "يهوة": "لا تبق فيها نسمة حياة" هي وراء هذا النهج.
من هنا، واهما كل من يفكر أو يرى في الكيان صورة الحمل الوديع، أو صورة الدولة الديمقراطية، فقد قاموا وأسسوا وبنوا دولتهم على القتل والمجازر وما زالوا يقومون بإجرامهم، وما يجري في غزة الآن ما هو ألا صورة عما فعلوه في الماضي.
الكتاب من منشورات بيت الشعر الفلسطيني، رام الله، فلسطين، الطبعة الأولى2007.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس