الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما بعد السابع من أكتوبر ومشروع اعادة الهيكلة للقطاع

فؤاد الصلاحي
استاذ علم الاجتماع السياسي

(Fuad Alsalahi)

2023 / 11 / 11
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


رغم مرور اكثر من شهر على عملية حماس وبالتالي العدوان الاسرائلي الذي لايتوقف ليلا ونهارا على قطاع غزة وما خلفة من اعداد كبيرة في القتلى والجرحي والدمار وهذا الأخير تجاوز مساحة 40% من القطاع .. الا ان الموقف السياسي لم يتبلور بعد لا عند الاسرائليين الذين لم يفيقوا من هول الصدمة لماحدث في السابع من اكتوبر فقد كانوا معتادين على الحصار والممارسات التقليدية وفق نزق سياسي لكن ماحدث كشف فشل اجهزتهم الاستخباراتية وبالتالي حتى هذا اليوم فلايزال قادة المقاومة دون الامساك باحدهم او النيل منهم واطلاق الصواريخ مستمر من ذات المكان الذي تقول اسرائيل انها دخلته واحتلته بالياتها العسكرية وربما تكون هناك مفاجآت في الأيام القادمة ..
ووفق المشهد السياسي فان هذه العملية ستؤجل كثيرا من مشاريع التطبيع ومعها مشاريع اقتصادية كبيرة كان قد تم التخطيط لها من قبل أمريكا واسرائل ودول أخرى اوربية وإقليمية ضمن مسار مضاد للمشروع الصيني الموسوم بالحزام والطريق ..لكن المؤكد ان قطاع غزة لن يعود لسابق عهده وان حماس لن تكون في قيادة القطاع وربما مشروعيتها ستكون محل إعادة نظر دوليا وإقليميا ،وان مشاريع ربط القطاع بمصر او الاردن لن تنجح لانه لابد وان ترفض الاطراف العربية ذاتها هذا الامر ويجب ان يكون محل رفض كل القوى الفلسطينية ..لكن المؤكد ان هناك اطراف أخرى في المنطقة قد لاتهتم لحماس وقادتها ومشروعها وربما أيضا لا تهتم للقطاع برمته ..
المشهد السياسي يتم التخطيط له امريكيا واسرائيليا ومعهما حلفاء من المنطقة وخارجها وسيتم اعادة هيكلة القطاع مع تواجد اسرائيل في شماله لوقت غير محدد ، لكن الضغوط العربية لن تنجح لانها ليست من الجدية بمكان ، بل سيتبى الموقف الرسمي العربي مشروع امريكي للحل ..ومع الضغوط الشعبية داخل اوربا وامريكا ذاتها ايضا لن يهتم السياسيون لها كثيرا فقط سيتم الاهتمام بالجانب الانساني وربما الاتفاق على هدن قصيرة لساعات او أيام. ومع ذلك سيتم ممارسة الضغوط على السلطة الفلسطينية لتقبل حلا سياسيا قد يؤجج الصراع بينها وبعض الفصائل منها حماس لكنها لاتستطيع رفض أي مشروع يقدم لها بل ستضع بعض الملاحظات عليه ان امكنها ذلك وهو امر مشكوك فيه .
أمريكا واسرائل يرغبان بالافراج عن الاسراء مقابل ادخال المواد الغذائية والدوائية وهدن قصيرة وهذا خطاء كبير ليس في صالح الفلسطينيين وخصوصا في غزة .. فالاسراء يجب ان يكون مقابلهم اسراء اخرين وان تتوقف الحرب ليدخل الجميع في مفاوضات متعددة الأطراف .. هنا لا نعول على الموقف الرسمي العربي ولا على مايسمى بالممانعة لان الطرف الأكبر في هذه الممانعة له رؤيته السياسية الخاصة ويريد ان يكسب من هذه الازمة ما يفيده هو أولا وأخيرا وهذا الامر اصبح معروفا للعامة والخاصة .
لن تتمكن القمة العربية غدا السبت 11نوفمبر من صناعة موقف قوى سياسيا ، وكل ما تستطيع الحصول عليه .. هدن قصيرة وإدخال بعض المساعدات الإنسانية .. الجدير بالذكر ان المشهد السياسي يتطلب نقلة أخرى في الموقف الميداني من حماس وحلفائها داخل القطاع او خارجه من اطراف عدة باتت معلومة حتى لاتستكين إسرائيل بظنها في تدمير القطاع وتعطيل فاعلية المقاومة .. وللعلم ايضا من مصلحة رئيس الوزراء الاسرائيلي ان يشعل حرب واسعة تشمل اطراف عربية عدة على الحدود مع اسرائيل وقد تطال بعض حدود الأردن أيضا وبذلك ينجح في مزيد من تعويم المشهد السياسي لانه مطلوب للمحاكمة داخليا وشعبيته تناقصت كثيرا وهو محل مسائلة عما حدث ولايزال ولتعويم المشهد سيركز بضربتهم الفساد وباحداث انشقاقات داخل الجيش وفق سياساته الداخلية وهو سيكون محل مسائلة من الكنيست والدولة لانه تسبب في كل ماحصل يوم 7اكتوبر وخاصة وجود عدد كبير من الاسراء الذين تضغط عائلاتهم واصدقائهم واخرون للمطالبة بعودتهم ..
ايران لن تكون جادة في صناعة أي موقف عملي سواء بيانات موجهة للاعلام وتركيا كذلك بل الغريب في الامر ان كل الطبعين لا احد فيهم طالب بسحب سفيره حتى بشكل مؤقت .. وهنا يمكن القول ان اللعبة أصبحت في خطوطها العامة محل اهتمام دولي واقليمي وهؤلاء يمنحون اسرائيل الاهتمام الاوفر .. لكن إطالة الحرب وتزايد خسائر اسرائيل قد يدفع الى مفاوضات واتساع فرص الهدن المطلوبة ..مع ان الجميع يعرف ان كل هدنة ستمنح جميع الأطراف بإعادة الانتشار وترتيب الحضور الميداني مع الاستفادة للمدنيين من مساعدات إنسانية وساعات من الهدوء والتقاط الانفاس قبل تجدد العدوان عليهم .
المشهد في غزة كشف بكل وضوع ازدواجية الغرب وامريكا وفضح مواقفهم ضد الإنسانية بالمقارنة بين مواقفهم من المواطن الاوكراني وتعدد مجالات الدعم عسكريا وانسانيا واعلاميا وبين تجاهل الواقع الإنساني في غزة وتأييد العدوان ودعمه بكل أنواع الأسلحة الامريكية أصلا بل والدفاع عن ذلك .. وقد قلت في مقال سابق ان هذا الموقف لايتطلب الاندهاش لأننا نعرف الغرب جيدا بنزعته الكولونيالية التي تضخمت في العقل السياسي الأمريكي أيضا .
مرة أخرى مابعد 7 أكتوبر لن يكون سهلا على الفلسطينين في القطاع ولن تكون الصورة واضحة في كيفة ادارته وممن ستكون تلك الإدارة فالحسابات السياسية لكل الأطراف تداخلت مع بعضها واصبح كل طرف يريد ان يحقق أرباحا بمفرده بدءا من الرئيس الأمريكي بايدن وهمومه تجاه أصوات الناخبين وهو على عتبة الدخول في حملته الانتخابية للتجديد بولاية ثانية ،والموقف الأوربي يعيش تناقضات كبيرة خاصة مع تزايد المظاهرات في الشارع تدعوا الى وقف اطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية وتدعوا أيضا الى فك الارتباط بين القرار والموقف والاوربي ونبعيته الكاملة للبيت الأبيض ، ورئيس الحكومة الإسرائيلية الذي تتزايد الضغوط عليه من كل جانب وهو مدرك لمساءلته في التقصير نحو حماية مجتمعه واخفاقه في معرفة ماحدث يوم سبعة أكتوبر ، والموقف العربي المنقسم الى مواقف تعلي من صوت الدعم الإنساني مع جهود محدودة سياسيا لايقاف اطلاق النار وتمكين سكان القطاع من هدنة لعدة أيام او الموقف من ابراز رؤية للحل الشامل قد تكون الاحداث الجارية دفعت بالمشهد نحو مفاوضات دولية بشأنه،، والامر ذاته فلسطينيا لابد من توحيد الموقف الفلسطيني وان تتحمل السلطة الفلسطينية مسؤلياتها كاملة تجاه القطاع وإعادة بناء سلطة ممثلة لكل الأطراف مع انتخابات جديدة للمجلس التشريعي .. صحيح ان الأولوية للدعم الإنساني ووقف اطلاق النار بهدن قصيرة او طويلة ولكن التفكير في الحل السياسي يجب ان يكون محور الاهتمام الفلسطيني كما العربي واعتماد مقاربات إيجابية وممكنة في هذا المسار وفق محددات تم التوافق عليها سابقا منها قرارات مجلس الامن المتعددة في هذا الشأن ، فقد ان آوان الحل الشامل للقضية الفلسطينية وهي الحالة الوحيدة في الاحتلال المستمر منذ ماقبل منتصف القرن الماضي حتى العشرية الثالثة من القرن الحادي والعشرون ..!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تهاجم أردوغان.. أنقرة توقف التبادلات التجارية مع تل


.. ما دلالات استمرار فصائل المقاومة باستهداف محور نتساريم في غز




.. مواجهات بين مقاومين وجيش الاحتلال عقب محاصرة قوات إسرائيلية


.. قوات الأمن الأمريكية تمنع تغطية مؤتمر صحفي لطلاب معتصمين ضد




.. شاهد| قوات الاحتلال تستهدف منزلا بصاروخ في قرية دير الغصون ش