الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب الأبادة في فلسطين: -الصدمة الأمنية- التي تسبق -الصدمة الأقتصادية-!

سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)

2023 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


أن أي تحليل سياسي لا يرى الهدف السياسي الأستراتيجي من بين غبار المعارك، وأصوات المدافع، وآنين ودماء الضحايا، هو تحليل أخرج نفسه من باب التحليل السياسي المقدر.

لقد أدركنا، أو يجب ان نكون كذلك، أنه منذ بداية النصف الثاني للقرن الماضي، بأن قيادة الرأسمالية العالمية الخارجة منتصرة من الحرب الأمبريالية الثانية، خرجت لتقود العالم الرأسمالي نحو مزيد من الهيمنة التي تستدعت حلول مبتكرة للأزمات الدورية للنظام الرأسمالي العالمي. وعلى هذا الطريق أصبح شعار المرحلة الأولى من العولمة "الأستقرار"، غير ملائم، ليخرج من الواقع الجديد شعار "ألأحتكار"، ليحل محل الشعار الأول، ليتلائم مع تراكم رأس المال الذي تم خلال المرحلة الأولى، ومن ثم، بروز القائد الجديد "رأس المال المالي" كقائد أعلى لا ينافسه على مكانته أي رأسمال أخر، صناعي او تجاري.

ومع تغير الشعار من "الاستقرار" الى "الاحتكار"، كان لابد ان يواكبه تغير في بنية السوق الأقتصادية، لتتحول هذه البنية من "حرية السوق" الى "حرية الأحتكار"، وكانت هذه الضرورة التي استدعت نظرية "النيوليبرالية" الأقتصادية، التي تعيد بناء سوق الدولة الأقتصادي على شاكلتها، بعد هدمه الى درجة الصفر، وهو ما أطلق عليه "أعادة هيكلة الأقتصاد".

ما علاقة كل ذلك بحرب الأبادة الجارية الأن في فلسطين؟!.
من خلال كل المحاولات التي جرت منذ أوائل منتصف القرن الماضي، لهدم نسق الأسواق الأقتصادي القائم، الى الصفر، لأعادة بناء نسق أقتصادي جديد، والذي أطلق على هذه العملية، الهدم وأعادة البناء، أسم "الصدمة الأقتصادية"، ألا ان جميع هذه المحاولات قد باءت بالفشل الذريع، حتى في بلد المنشأ للنظرية "النيوليبرالية" الأقتصادية، الولايات المتحدة، وفي الدولة التي خلفتها المملكة المتحدة، وكان السبب الأساسي لكل هذا الفشل، انه جرى محاولة العلاج بـ"الصدمة الأقتصادية" في دول تتمتع شعوبها بقدر من الديمقراطية التي سمحت لها بمقاومة العلاج بـ"الصدمة الأقتصادية" على أعتبار أنها تنفذ سياسات تعمل لصالح الفئات القادرة أقتصادياً، على حساب الفئات الغير قادرة أقتصادية، وذلك بأن تفرض قسراً أخراج دور الدولة الأجتماعي من السوق، بحجة ترك السوق حراً لقانون "العرض والطلب"، الذي في حقيقته ليس سوى ترك السوق حراً للفئات القادرة أقتصادياً.

أخيراً نجحت عندما وجدوا الحل عام 1983، في تشيلي، حيث الدكتاتور الجنرال بينوشية يحكم البلد بقبضة من حديد، فأصبحت المعادلة واضحة، يجب ان تسبق "الصدمة الأقتصادية"، أوضاع أمنية تجعل السكان في حالة لا يستطيعون فيها مقاومة "الصدمة الأقتصادية"، أي يكون خارج من "صدمة أمنية"، وهو ما يمثل معادلة: ان "الصدمة الأقتصادية" يجب ان تسبقها "صدمة أمنية". (ويعتبر نموذجي السادات والسيسي في مصر، نموذجاً بارازاً على هذه المعادلة، فألأول، حاول تطبيق "الصدمة الأقتصادية" في يناير عام 1976، وفشل، لأنه لم يسبقها بـ"صدمة أمنية"، في حين نجح الثاني، عندما طبقها بعد أن سبقتها "صدمة أمنية" أستمرت من بعد 25 يناير 2011، الى ما بعد أغسطس 2013.).

أن حرب الأبادة الجارية الأن في فلسطين، بدءاً بغزة، هى "الصدمة الأمنية" السابقة والممهدة والضرورية للـ"الصدمة الأقتصادية"، التي جرى تأخر تطبيقها في الشرق الأوسط بشكل مزعج للتحالف الرأسمالي المالي اليميني الحاكم، بقيادة رأس المال المالي اليميني الأمريكي، هذا التحالف الذي نجح في تطبيق "النيوليبرالية" الأقتصادية/ الثقافية، في أرجاء العالم، شماله وجنوبه، غربه وشرقه، حتى روسيا والصين اللتان أصبحتا أكبر مستعمرتان رأسماليتان في العالم، وجاء الدور الأن على الشرق الأوسط الذي تأخر كثيراً.

لماذا لا تتحول الأزمة الى فرصة؟!
ومن القواعد الشهيرة لرأس المال لمالي اليميني الحاكم، أنه "يجب البدء في جني الأرباح، قبل أن تجف الدماء على الأسفلت"، لذا كانت دماء الأسرائيليين في العملية الأسطورية في 7 أكتوبر، كان يجب على الرأسمالية أن تشرع في جني "الأرباح" منها، قبل ان تجف على الاسفلت، أي تحويل النقمة الى نعمة، أي تحويل الأزمة الى فرصة، لا تستغرب ولا تندهش، أليس هم من يرسلون الشباب من أبناء شعوبهم ليقتلوا على بعد الاف الكيلومترات، لا لشيء سوا من أجل الأرباح. (عندما واجه أبن بوش الابن أبيه قائلاً له: أنتم ذهبتوا الى العراق من أجل البترول، رد عليه أبيه: يبدو انك يجب ان تعود للمدرسة مرة أخرى. "طبعاً هو يعلم ماذا ستحاول المدرسة ان تعلمه").

هكذ يحاول رأس المال الحاكم ان يحول "الهزيمة" الفاضحة في 7 أكتوبر الى "فرصة"، انها كما كتبنا بعد أيام قليلة من زلزال 7 أكتوبر، في يوم 14 من نفس الشهر:
" الحرب الفاصلة على "قلب العالم"، الشرق الأوسط!
بدءاً بفلسطين .. بدأت لتبقى".
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=808103

نقد النقد التجريدي
الى حزب "انه فشل، وسوء ادارة، وخلل في الاوليات"!:
ليس فشل او سوء ادارة، او خلل في الاولويات،
انه مستهدف ومخطط له،
انه صراع المصالح الطبقية المتناقضة،
المحلية والاجنبية.
هذه هى السياسة.

هام جداً
الاصدقاء الاعزاء
نود ان نبلغ جميع الاصدقاء، ان التفاعل على الفيسبوك، انتقل من صفحة saeid allam "سعيد علام"، واصبح حصراً عبر جروب "حوار بدون رقابة"، الرجاء الانتقال الى الجروب، تفاعلكم يهمنا جداً، برجاء التكرم بالتفاعل عبر جروب "حوار بدون رقابه"، حيث ان الحوار على صفحة saeid allam "سعيد علام"، قد توقف وانتقل الى الجروب، تحياتى.
لينك جروب "حوار بدون رقابه"
https://www.facebook.com/groups/1253804171445824








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يهدد.. سنجتاح رفح بغض النظر عن اتفاق التهدئة | #رادا


.. دلالات استهداف القسام لجرافة عسكرية إسرائيلية في بيت حانون ف




.. من هو -ساكلانان- الذي نفذ عملية طعن بالقدس؟


.. أخبار الساعة | غياب الضمانات يعرقل -هدنة غزة-.. والجوع يخيم




.. مستوطنون إسرائيليون يعترضون شاحنات المساعدات القادمة من الأر