الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بطاقة..غزة جدل الجغرافيا والإنسان

سليم يونس الزريعي

2023 / 11 / 12
القضية الفلسطينية


إنه قدرها وقدر أهلها أن يحملوا الرسالة والوعي والذاكرة والمقاومة وشغف الحياة، والاستعداد للشهادة من أجل فلسطين التي تليق بهم.
إنها غزة الإمام الشافعي التي تمتد في ذلك الشريط الضيق المساحة بطول 41 كم، وعرض من 6 إلى 12 كم، بمساحة 365 كم. وأهلها الذي يبلغ عددهم 2.200.000 مواطن أغلبهم من اللاجئين.
هي غزة التي حافظت على الهوية والقضية لأنها الإقليم الجغرافي الفلسطيني الوحيد الذي بقي فلسطينيا خالصا ثقافة وذاكرة ووعيا وحاضنة للوعي الفلسطيني الفردي والجمعي، إنها غزة التي بقيت حرة بعد ضم الضفة للأردن للملكة الأردنية.
ولذلك حافظ قطاع غزة على وجهة البوصلة ، من أن فلسطين أولا.. فلسطين أبدا، ليس من منطلق شوفيني ، ولكنه دفاع عن النفس في مواجهة الطمس والتذويب . وضمن هذا الوعي والدور وأدت الحركة الوطنية من قوى قومية ويسارية وفي وقت مبكر مؤامرة التوطين في في مارس 1955؛ وهي تهتف "لا إسكان ولا توطين". سقط فيها عدد من الشهداء، وهي المؤامرة التي ظهرت مؤخرا بعد 68 عاما، واستهدفت مثل الأولى ترحيل أهل غزة إلى سيناء المصرية.. ولكن هيهات فأهل غزة باقون فيها ما بقي الزمان.
وضمن هذه الروح تشكل الوعي على مفهوم المقاومة، واسترجاع الوطن عبر ظاهرة الفدائي التي تأسست وحداته عام 1955 للعمل داخل فلسطين المحتلة.
فكان ذلك المناخ بيئة مثالية لبلورة وعي وطني قومي بأبعاد إنسانية وثقافة مثلت حارسا للمشروع الوطني الفلسطيني في مواجهة الطمس والإلغاء من خلال خلق أجيال بوصلتها فلسطين
وعلى ذلك الطريق تشكلت نواة جيش التحرير الفلسطيني وإقرار التجنيد الإجباري في قطاع عزة بعد إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964، لذلك لم يكن مفاجئا أن تكون غزة هي عاصمة الثورة والمقاومة بعد هزيمة يونيو 1967 التي كانت فيها القوى الوطنية والقومية وقوات التحرير الشعبية المنبثقة عن جيش التحرير هي التي تحكم قطاع غزة ليلا ولا يجرؤ الصهاينة على دخوله.
واستمرت حالة الاشتباك مع الاحتلال بوتائر مختلفة ـ لتتراكم التجربة والوعي على طريق نضج الحالة الثورية التي فجرت الانتفاضة الأولي من معسكر جباليا في غزة في 8 ديسمبر 1987، مدشنة مرحلة جديدة في النضال الفلسطيني ضد الغزوة الصهيونية على طريق التحرير والعودة.
ومع أنه جرى عقد اتفاق أوسلو إلا أن غزة بقيت وفية لعهدها واتجاه بوصلتها، فاستمرت حاضنة للثورة والمقاومة نحو كل فلسطين، وهكذا كان حالها في الانتفاضة الثانية.
ولأنها غزة العزة والمقاومة والتحرير والعودة فقد تعرضت لأكثر من عدوان لكسر إرادتها، كان أولها عدوان "الرصاص المصبوب" عام 2008
ثم عدوان "عمود السحاب" نوفمبر 2012 ثم "الجرف الصامد" في يوليو ثم"حارس الأسوار"في مايو 2021، وعدوان"الفجر الصادق"في أغسطس2022.
ولأن الشهادة طقس من طقوس الفلسطيني في غزة ، فإن كل التضحيات لم تمنع المقاومة من تفجير مناعة الكيان الصهيوني يوم 7 أكتوبر، ليسارع الغرب لنجدته وشن حرب غير مسبوقة عبر استهداف كل مظاهر الحياة بهدف النيل من غزة الفكرة والخيار والنموذج، ومع ذلك ما تزال غزة العزة صامدة تقاتل، في وقت ألقي عليها العدو ما يعادل قنبلتين ذريتين راح ضحيتها أكثر من 13 ألف شهيد ومفقود و27 ألف مصاب .. فيما هي ترسم بدمها وأشلاء أطفالها ونسائها مجدا لهذه الأمة وكل أحرار العالم.
وأخيرا ونحن نحيي غزة وأهلها ونترحم على شهدائها ونتمنى الشفاء لجرحاها، نقول إن غزة ستبقى عصية قد تنحني لكنها أبدا لا تنكسر ..إنها غزة هاشم غزة المقاومة والصمود والنصر بعون الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي