الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسطين وقمة القاهرة للسلام وغياب الفعل وكثرة الكلام!

منذر علي

2023 / 11 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


كان الموقف الإنساني المطلوب في قمة القاهرة للسلام، المنعقد اليوم، السبت، 21 أكتوبر 2023، يقتضي، دون مساومة، أن تطالب الدول المشاركة دولة إسرائيل العنصرية والعدوانية، بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على غزة، وفك الحصار على الشعب الفلسطيني. كما كان يجب على تلك الدول، المشاركة في القمة، أن تعمل على تقديم العون الدُّوَليّ العاجل للمنكوبين في غزة جراء العدوان الإسرائيلي، وتحث المجتمع الدُّوَليّ على العمل من أجل البحث الجدي عن حلول عقلانية للصراع القائم في فلسطين، بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يفضي لانسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، وتحقيق السلام العادل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس.
غير أنَّ ما جرى، مع الأسف، هو أنَّ قمة القاهرة للسلام أكثرت من الكلام وأسفرت عن تبلور ثلاث اتجاهات متداخلة، اتجاهات اختلط فيها العربي بالصهيوني، والغربي بالشرقي، والأفريقي بالأسيوي، والإقليمي بالدولي والحابل بالنابل، على النحو التالي:
الاتجاه الأول كان متحيزًا وملغومًا. لقد تظاهر بالسلام ودعا إلى الحرب. هذا الاتجاه أدان حماس، التي قتلت 1400 إسرائيليا في 7 أكتوبر 2023، وأكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. ولكن هذه المجموعة التي عبرت عن هذا الاتجاه لم تطالب بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ولم تدن إسرائيل، التي قتلت الآلاف خلال 75 عامًا، وقتلت مئات الفلسطينيين في الضفة الغربية قبيل 7 أكتوبر 2023، وتجاهلت ما اقترفته إسرائيل، بعد 7 أكتوبر 2023، في غزة، حيث قتلت 4137 فلسطينيًا، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين المسالمين، وجرحت 13 ألفًا، ودمرت آلاف المنازل والمستشفيات والكنائس والمساجد، وشردت مئات الآلاف، وحاصرت، بأسلوب خانق، 2.3 مليون فلسطيني في غزة، ومنعت عنهم الماء والغذاء والكهرباء والمستلزمات الطبية. ولقد عبر هذا الاتجاه المعادي للإنسانية، بشكل صارخ، سواء من قبل المشاركين أو الغائبين، كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا.
الاتجاه الثاني، كان جبانًا ومراوغًا وماكرًا وتابعًا في معظمه للاتجاه الأول. لقد أدان هذا الاتجاه حماس، التي قتلت 1400 إسرائيليا في 7 أكتوبر 2023، ولكنه لم يدن ما قامت به إسرائيل قبل 7 أكتوبر 2023 وبعده، وأكد على ضرورة الإفراج عن الأسرى، وعلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وحثها، باستحياء، على الالتزام بالقانون الدُّوَليّ. وطالبت المجموعة التي تمثل هذا الاتجاه بضرورة تقديم المعونات للفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة والعمل من أجل حل الدولتين: الفلسطينية والإسرائيلية. لقد عبرت عن هذا الاتجاه مجموعة من الدول منها: المغرب وكندا والإمارات والبحرين، والسعودية وبعض الدول الأوربية، والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة .
الاتجاه الثالث: كان متحمسًا ومناصرًا للسلام، ولكنه في جزء كبير منه، أتجاه منكوب وضعيف، بسبب أوضاعه الداخلية المضطربة، وواقع تحت الهيمنة الأمريكية والغربية. وهذا الاتجاه أشار بغضب إلى المجازر والحصار والعقاب الجماعي، الذي تقوم به إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وأدانه، ورفض تهجير سكان فلسطين إلى دول الجوار، وطالب بوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وفك الحصار، وتقديم العون للشعب الفلسطيني المحاصر، والسعي لبذل جهود حثيثة من أجل تحقيق السلام العادل وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. ولقد عبرت عن هذا الاتجاه مجموعة دول، سواء الغائبة أو المشاركة، منها مصر وليبيَا، والعراق، والكويت، والأردن.
وعليه فأن الواجب الإنساني يقتضي في هذه الظروف المأساوية التي تعصف بالشعب الفلسطيني، ولا سيما في ظل قلة الشجعان وكثرة العنصرين والانتهازيين في زمن الزَّيف و البهتان، أن تعمل الشعوب على تعزيز التضامن على الصعيدين العربي والدولي مع الشعب الفلسطيني، وأنْ ترفع وتيرة الاحتجاج الشعبي ضد الإبادة الجماعية التي تمارسها دولة إسرائيل العنصرية ضد الشعب العربي الفلسطيني، وتطالب بالوقف الفوري للحرب العدوانية، وفك الحصار القاتل عنه، وتقديم العون السريع له، وصولًا لتحقيق العدالة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. إنّ، الضغط الشعبي، بمئات الملايين في جميع أنحاء العالم، من شأنه أن يعيد لنا للبشر إنسانيهم المهدرة التي قتلتها الإمبريالية، وينقذ الفلسطينيين والمعذبين في الأرض. قمة القاهرة فشلت لأنها بررت العدوان الإسرائيلي، أكثرت من الكلام ولم تسع للسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل تعرف لماذأ ايها الاخ؟؟؟
سهيل منصور السائح ( 2023 / 11 / 12 - 14:15 )
اذا عرف السبب بطل العجب.السبب هو ان من قام بهذا الفعل هي حماس وهي منظمة اسلامية اخوانية وفي نظرهم لا تمثل الشعب الفلسطيني لان الممثل الشرعي الوحيد هي منظمة التحرير. كما ان بعض الدول العربية ذاقوا الويلات من تلك المنظمات وقاموا ضدها كما حدث في مصر. اخي الكريم التحرير لا يقوم على ايديولوجيات دينية بل على حقوق ولك في تصريح ابو عبيدة الذي عزى اليهود الى القردة والخنازير خير دليل وهذا يعزز طغيان الصهاينة ويمنحهم الشرعية لادعاء الدفاع عن ابادتهم. اخي الكريم الامة العربية امة فاشلة وهم اقوياء على بعضهم البعض فقط كما ان المنظمات الاسلامية غير جديرة بالاعمال السياسية. نتمنى وحدة الصف الفلسطيني بين حماس وفتح واتخاذ قرار موحد في كل شئون السياسة.

اخر الافلام

.. بعد الجامعات الأميركية.. عدوى التظاهرات تنتقل إلى باريس |#غر


.. لبنان وإسرائيل.. ورقة فرنسية للتهدئة |#غرفة_الأخبار




.. الجامعات التركية تنضم ا?لى الحراك الطلابي العالمي تضامنا مع


.. إسرائيل تستهدف منزلا سكنيا بمخيم البريج وسط قطاع غزة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | جماعة أنصار الله تعلن أنها ستستهدف كل السف