الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تم الترويج لأفكار من قبيل إقامة الدولة الصحراوية بثلث الأراضي المسماة عازلة .

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


" طيلة اشتغالي على هذه الدراسة ، واصل البوليس السياسي المجرم ، إطفاء صفحة Word ليحول دون نشرها ، لان المثقفين يرعبونه ويخيفونه ، بسبب اميته وجهله الذي لا نظير له "
مؤخرا روجت بعض المواقع الالكترونية ، خبرا مفاده ، استعداد النظام المخزني ، الموافقة على انشاء دولة صحراوية بثلث الأراضي التي يعتبرها النظام المخزني البوليسي بالمنطقة العازلة ، وتعتبرها الجبهة بالمنطقة المحررة . وان مجرد القول بالمنطقة العازلة ، يعني ان وضعها القانوني من المفروض ان يكون تابعا للأمم المتحدة ، لكن هذه التبعية هي مجرد تبعية على الورق ، وليس على الأرض ، لان الأمم المتحدة لا تتحكم في تلك الأراضي منفصلة عن الأراضي التي تحت سلطة النظام المخزني البوليسي ، كما انها لا تتحكم في صياغة الوضع القانوني " للگويرة " ، التي توجد تحت سلطة النظام الموريتاني ، دون ان توضح وتحدد سلطات نواكشوط ، الوضع القانوني " للگويرة " التي احتفظت بها ، بعد انسحابها من أراضي " تيريس الغربية " ، المسماة ب " وادي الذهب في سنة 1979 ، وبقاءها محتفظة ب " الگويرة " ، رغم وصفها لأسباب التخلي ، واخلاء أراضي وادي الذهب ، بوضع المحتل المستعمر .
لكن رغم شفعة النظام المخزني البوليسي للأراضي التي انسحبت منها موريتانية ، ظلت " الگويرة " ولا تزال ، بيد سلطات نواكشوط . لكن دون ان تحدد بالوضوح ، الوضع القانوني الذي يحكم " الگويرة " . خاصة وان النظام الموريتاني وصف وضعه بمنطقة وادي الذهب ، بالوضع المحتل ووضع المستعمر .. لكن رغم هذا الوصف الذي يحيل الى اتفاقية مدريد الثلاثية La convention tripartite de Madrid ، فالنظام الموريتاني لم يحدد وضعه القانوني ، بالنسبة للوضع القانوني "للگويرة " . هل يعتبرها حقا أراضي موريتانية لن يعتريها الشك ولا التشكيك . وهذا الوضع الذي لم يفصح عنه علانية ، هو وضع غير سوي وغير ناضج ، لان السؤال . كيف لنواكشوط ان تصف التواجد الموريتاني بوادي الذهب بالاحتلال وبالاستعمار الذي يضاهي الاستعمار الاسباني ، لكن رغم ذلك ظلت تسيطر على " الگويرة " ، دون ان تحدد الاطار القانوني الذي من المفروض ان يحكم تواجدها بالمنطقة . فهل لا يزال النظام الموريتاني يعتبر " الگويرة " بالأراضي المستعمرة ، والمحتلة التي تنتظر الحل الذي سيلجأ اليه مجلس الامن ، عندما يستنفذ كل شروط التفاوض ، وهي المفاوضات العاقرة التي تشتغل على الوقت لا على جوهر النزاع .. ام ان احتفاظ النظام الموريتاني " بالگويرة " بعد انسحابه من وادي الذهب ، هو بسبب اعتبارها موريتانية خالصة ، وليست بالأراضي المحتلة ، كما وصفت أسباب خروجها من وادي الذهب في سنة 1979 .. أم ان ما يجري من تحت الستار ، هو ابعد من ذلك ، بسبب ان يكون هناك اتفاق بين موريتانية ، وبين جبهة البوليساريو، وبتشجيع جزائري ، من استعادت الجمهورية الصحراوية " الگويرة " ، عند مفاوضات الجولة الأخيرة والحل النهائي . وبما ان محاولة النظام الموريتاني بتسليم الأراضي التي قرر الانسحاب منها ، الى جبهة البوليساريو فشلت بخلق الامر الواقع ، عندما دخل جيش النظام المخزني بالقوة ، واستعاد منطقة وادي الذهب ، فان احتفاظ نواكشوط ب " الگويرة " ، هو واجب وطني لنصرة الشعب الصحراوي ، الذي كان ضحية مؤامرة استعمارية جديدة ، أكثر بشاعة عن الاستعمار الاسباني ( النابالم ) ، بمقتضى اتفاقية مدريد الثلاثية التي كرست حقيقة الاحتلال ، عندما تم تقسيم الأراضي الصحراوية المتنازع عليها ، قسمة غنيمة بين موريتانية التي سيطرة على وادي الذهب ، والنظام المخزني الذي سيطر على منطقة الساقية الحمراء .. وظل الوضع هكذا حتى انسحاب موريتانية من وادي الذهب الذي شفعه النظام المغربي بسرعة قصوى ، لتفادي إشكالية قيام دولة صحراوية ، تم التخطيط لها بين نواكشوط ، وبين الجزائر ، وبين " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " . فالوضع القانوني لل " الگويرة " ، انها جزء من أراضي الجمهورية الصحراوية ، وان التواجد الموريتاني بها ، هو وقتي وليس ابدي ، ويهدف في المقام الأول الاحتفاظ بها ، لتسليمها الى الجبهة الشعبية ، عند اجراء الاستفتاء الذي تخطط له الأمم المتحدة ..
اذا كانت لعبة " الگويرة " قد توضحت عند الجانب الموريتاني ، فإنها خلقت عقدة نفسية ، لذا النظام المخزني ، لأنها كرست تواجده بالصحراء ، خاصة بعد استعماله حق الشفعة عند الدخول الى وادي الذهب ، الذي انسحب منه النظام الموريتاني . فتقسيم الصحراء الغربية بمقتضى اتفاقية مدريد الثلاثية ، بين الرباط وبين نواكشوط ، واسبانية التي تم تحديد حقها في جزء من ثروات المنطقة ، اعطى المجتمع الدولي طابع التشكيك في جنسية الساقية الحمراء ووادي الذهب ، وزاد من هذا التشكيك ، بقاء " الگويرة " تحت سيطرة الجيش الموريتاني ، وسكوت النظام المخزني البوليسي عن سيطرة النظام الموريتاني على " الگويرة " ، دون ان يطالب باستردادها كجزء من أراضي 1975 ، التي أصبحت مغربية بعد ان كانت موريتانية ، واصبح سكانها مغاربة ، بعد ان كانوا موريتانيين .
فبقاء " الگويرة " تحت سلطة الحكم الموريتاني ، وهي جزء من إقليم وادي الذهب الذي انسحبت منه الجمهورية الموريتانية في سنة 1979 ، يشكل عقدة نفسية ، وأزمة ضمير للنظام المخزني السلطاني ، إزاء المنتظم الدولي ، سيما مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، والاتحادات القارية ، كالاتحاد الأوربي ، وحتى الاتحاد الافريقي الذي تعتبر الجمهورية الصحراوية عضوا به .. فبقاء النظام الموريتاني محتفظا ب " الگويرة " ، ليس بريئا . لكنه كان ولا يزال خدمة مقدمة لتأكيد احتلال الصحراء من جهة ، أي التشهير بالنظام المخزني ، ولخدمة مشروع استقلال الصحراء دوليا ، من جهة ثانية ..
ان التعقيدات القانونية التي خلقها بقاء " الگويرة " ، وهي تعقيدات قانونية للنظام المخزني ، هي نفسها التعقيدات ، بل اكثر منها التي يخلقها اليوم ثلث الأراضي الخارجة عن سيطرة النظام المخزني على الصحراء . فبقاء ثلث الأراضي خارجة عن سيطرة النظام المخزني البوليسي ، قد خلق له ازمة سيكولوجية ، إزاء الوضع المنفلت من بين ايديه ، وخلق له ازمة قانونية لتبرير الوضع القانوني لكل الصحراء ، وليس فقط لوادي الذهب الذي شفعه في سنة 1979 ، مع بقاء " الگويرة " تحت سيطرة الجيش الموريتاني ، لأنها وضعية فندت الشعار المغلوط ، الذي يروجه النظام بين الرعايا " المغرب من طنجة الى الگويرة " ، مع العلم ان الگويرة " تسيطر عليها موريتانية ..
ان الوضع القانوني لثلث الأراضي التي تسميها جبهة البوليساريو بالأراضي المحررة ، وعاصمتها المؤقتة " تيفارتي " ، وتسيطر عليها عسكريا ولوجيستيكيا ، وتسمى من وجهة نظر القانون الدولي بالأراضي العازلة ، حيث من المفروض ان تكون تحت سيطرة الأمم المتحدة ، وتخضع للقانون الدولي ، جعلت النظام المخزني يسقط في تعارض مع الأمم المتحدة ، ومع القانون الدولي . فكيف سيفسر النظام المخزني ، وكيف سيشرح للعالم ، أولا الامر بتقسيم الصحراء كغنيمة مع نواكشوط ، التي آل اليها وادي الذهب ، وآل للنظام الساقية الحمراء . ثانيا انسحاب موريتانية من وادي الذهب في سنة 1979 ، واحتفاظها ب" الگويرة " ، ودخول جيش النظام الى وادي الذهب بعد ان وصفت موريتانية تواجدها به بالاحتلال ، وبالاستعمار الأكثر بشاعة من الاحتلال الاسباني ( النابالم ) . وثالثا استرجاع النظام المخزني وادي الذهب ، دون "الگويرة " التي ظلت موريتانية . ورابعا . بقاء ثلث الأراضي خارجة عن سيطرة جيش النظام المخزني البوليسي ، فمرة تسمى بالأراضي المحررة من قبل جبهة البوليساريو ، ومرة تسمى بالمنطقة العازلة ..
فالمشكل من الانطلاقة التي لم تكن بسبب جنسية الصحراء ، موريتانية ام مغربية . بل كان الدافع الأساسي ،ثروات وخيرات المناطق الصحراوية ، من دون الالتفاتة الى الصحراويين الذين اعترف بهم محمد السادس كشعب ، واعترف بجبهة البوليساريو كحركة تحرير ، عندما اعترف امام العالم بالجمهورية العربية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، واصدر ظهيرا وقع فيه بخط يده ، هذا الاعتراف الذي نشره بالجريدة الرسمية عدد 6539 / يناير 2017 .
في خضم هذا التشابك ، والحصلة الكبيرة للنظام ، لان النظام الموريتاني ورطه من حيث لا يدري في ازمة الصحراء الغربية ، التي تهدد عرشه ، عندما اعترف بالطابع الاستعماري الذي كرسته اتفاقية مدريد الاستعمارية ، بتقسيم الصحراء كوزيعة وكغنيمة ، مع احتفاظها " بالگويرة " التي تستعمرها .. تم ارسال بالونات للاختبار ، ولاستطلاع مواقف الأطراف المتنازعة ، بإمكانية تكريس نفس التقسيم ، تقسيم الوزيعة والغنيمة التي كرسته اتفاقية مدريد ، بالشروع في مفاوضات إقرار الحالة والوضعية الحالية ، دون المساس بالجوهر، وهي حصول اعتراف متبادل بين النظام المخزني البوليسي الذي سبق وان قسم الصحراء ، وبين " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " . بان يحتفظ النظام المخزني بالأراضي التي تحت سلطته ، وبما فيها الأراضي التي انسحبت منهما موريتانية في سنة 1979 ، مقابل الاعتراف بثلث الأراضي الخارجة عن سيادة النظام المغربي ، وتُعرف بالمنطقة العازلة في القانون الدولي الذي لا يُحترم ، وبالأراضي المحررة كما تصفها " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " . فما دام ان النظام المخزني تنازل عن وادي الذهب لموريتانية في قسمة الغنيمة والوزيعة ، فلا شيء يحول دون تكريس قسمة جديدة للصحراء ، فيكون ثلث الأراضي المسماة بالأراضي العازلة ، من نصيب الجبهة لتؤسس عليها دولتها التي ناضلت من اجلها لما يفوق عن 47 سنة .
فهل هذا السيناريو ممكن التحقيق، ويكون وحده قد نجح في وضع حد للحرب التي تدور اليوم بالمنطقة ؟ ..
لكن قبل التحليل ، نرى من الضروري البحث عنْ منْ يقف وراء هذه الخرجة ، والاقتراح المرفوض أصلا من قبل جبهة البوليساريو ..
فمن يقف وراءه ؟ . نحن لا نتهم أحدا . لكن بما انه تم الترويج للاقتراح ، من ردود فعل ، قد نعتبره نوعا من البالونات التي يتم اطلاقها للاختبار ولجس النبض ، ولإمكانية خلق جديد يرضي كل اطراف النزاع . فمن له مصلحة هو من يكون وراء رمي بالفكرة في الساحة ، حتى اذا نضجت ولقيت قبولا ، آنذاك تتحول الى مشروع . فهل " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " ، ستسقط في فخ اتفاق 1991 ، خاصة المادة 690 منه المتعلقة " بالمينورسو " ؟ ، وهي ربحت الحرب عندما اصبح العالم يعترف بها كحركة تحرير ، وحركة كفاح مسلح . ويكفي الرجوع الى تقرير الخارجية الامريكية ، وتقرير البرلمان الأوروبي ، وموقف الاتحاد الأوربي ، وموقف مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ..
فهل نضجت الفكرة بما يلزم ، حتى طرحها للاختبار في الساحة الجغرافية بالمنطقة المغاربية ، وبالساحة الدولية ..
وهل ستجيز الأمم المتحدة التصرف في غيبتها ، وهي التي تتكفل بكل مجريات القضية الصحراوية ، ولا تزال ، بتقسيم اخر مبني على الوزيعة ومبني على الغنيمة ؟
المغرب مقبل على تغيير شامل في القريب ، وسيكون مدخله نزاع الصحراء الغربية ، الذي يجمع المنتظم الدولي ، بل العالم على التقيد بالمشروعية الدولية ، التي تعني فقط الاستفتاء وتقرير المصير. ولا تعني الحكم الذاتي الذي تجاهله العالم ، ولا تعني أيضا حتى اعتراف الملك محمد السادس بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار . لان في انشاء دولة ومصيرها بيد الامم المتحدة ، يكون الانشاء او التأسيس ، خارجا عن المشروعية الدولية التي تعني تقرير المصير ، سيما وان اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة ، تبحثها كل سنة كأراضي غير مستقلة ، تنتظر الى جانب ستة عشر اقليما (16) ، استفتاء لتقرير مصير شعوبها الغير قابل للتنازل وللتصرف ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و