الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعلاناتكم الانتخابية بأموالنا الوطنية

رياض سعد

2023 / 11 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


لم يكتف بعض الساسة وسماسرة الصفقات التجارية والمشاريع الوهمية بسرقة اموالنا ونهب خيراتنا , ولم يقتنع بعض المسؤولين بالرواتب المجزية والامتيازات الكثيرة والحصانة والحماية السياسية والقانونية ؛ ولم تشبع عوائلهم من السفرات والبعثات , و التعيين في السفارات والقنصليات , و لم يكتفوا بإجراء العمليات لذويهم وارسال عوائلهم الى ارقى المستشفيات العالمية وعلى نفقة الدولة بما ذلك عمليات ( الشفط ) والتجميل و( تضييق المهبل ) والبواسير ... الخ ؛ حتى صاروا يمولون حملاتهم الانتخابية واعلاناتهم الدعائية وبرامجهم الاعلامية بأموالنا والاموال المشبوهة والسحت الحرام والمدفوعة من قبل القوى الدولية والاقليمية المعادية .
كل يوم تتم قرصنة الاموال العراقية والثروات الوطنية ؛ تحت ذرائع شتى : مرة مساعدات وتبرعات خارجية , ومرة قروض و تسهيلات , ومرة استثمارات اجنبية وغير عراقية , ومرة تكاليف الصراعات الوهمية والمعارك الجانبية بالنيابة عن هذا وذاك , ومرة سرقات وصفقات فساد ... ؛ ومرة عقوبات وتسديد ديون صدامية , واخيرها وليس اخرها تمويل الانتخابات بطرق ملتوية ومقننة وخفية ... ؛ وهكذا دواليك .
ان هذه الاموال المنهوبة , وهذا الاستنزاف المقصود لثروات العراق وخيرات واموال ابناء الامة العراقية ولاسيما ابناء الاغلبية الاصيلة ؛ والذي يتخذ مبررات عدة وعناوين مختلفة دينية وسياسية وحزبية واجتماعية ... الخ , يعرض امننا ومستقبلنا واجيالنا للخطر , وكلنا رأينا وعايشنا ايام الحرب مع مجرمي التنظيمات الارهابية وفلول وشراذم داعش الطائفية وازلام ومرتزقة صدام والبعثية ؛ وكيف كانت الاحوال متدهورة والميزانية شبه فارغة واسعار النفط متدنية حتى وصل الامر بالحكومة الى اعطاء الموظف راتبه ؛ في كل شهرين مرة واحدة ... ؛ وقالوا في الامثال الشعبية – في ذم التبذير واستنزاف الاموال - : (( اخذ من التل يختل )) فكثرة الاستنزاف والنهب وصرف الاموال في غير محلها , والاسراف والتبذير وعدم ترشيد الاستهلاك والاقتصاد ؛ يعرض الخزينة العراقية للإفلاس , و الثروات الوطنية للنضوب , واموال الشعب للضياع ؛ ويهدد مستقبل الاجيال العراقية .
ومما جاء في الروايات الاسلامية ؛ انه يجب على العابد قبل ان يتعبد ؛ ان يعرف مصدر رغيف الخبز ؛ هل هو من حلال ام حرام ؛ وكذلك اقول : يجب على الناخب ان يعرف من اين مصادر تمويل الحملات الانتخابية لهذا المرشح او ذاك ؛ فهل هي من الاموال العامة , ام من التجارة الممنوعة والمحرمة , ام الجهات الخارجية والمخابرات الدولية ... .
ومن العجيب ان يقوم بعض المرشحين بمحاربة عراقنا وامتنا واستغفال شعبنا واهلنا الاصلاء بأموالنا ؛ فكل مرة يأتون ويعاودون الكرة , وترجع ( ريمه لعادتها القديمة ) ؛ اذ يقوموا بتمويل حملاتهم الانتخابية من خلال اموال المواطنين ( المكاريد ) والاموال الحكومية , والاموال المشبوهة الخارجية , وواردات الصفقات والمشاريع و (كومنشات) الفساد والاختلاس , بالإضافة الى اموال المخدرات والدعارة والتجارة بالممنوعات والمحرمات ... الخ ؛ وتكرر علينا ( نفس الأسطوانة المخرومة ) ويتم تكرير وتدوير نفس الشعارات والعبارات والمشاريع والبرامج السمجة والمملة والتي تعرف كذبها من خلال تفاصيلها وادعاءاتها الخيالية .
ان اغلب ما تراه وتشاهده من اعلانات وبرامج وحملات انتخابية والمنتشرة في الشوارع والاماكن والمدن والقرى النائية وبرامج الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي ... ؛ ممولة بأموالنا ... ؛ و ان هذه الاموال الطائلة والتي تصرف على شتى الانشطة والفعاليات السياسية والانتخابية والتي هي مأخوذة من الخزينة الوطنية والموازنات العراقية ؛ و من تعب وكد البعض من ابناء الامة العراقية والاغلبية الاصيلة ؛ تعد استنزافا مستمرا وعملا مقصودا يهدف الى افلاس العراق والعراقيين كما اسلفنا ؛ فأموال هذه الحملات والدعايات الانتخابية ؛ ابناء الامام الحسين ( المكاريد ) وابناء الامام الكاظم المساكين , وفقراء الامة والاغلبية العراقية ومدن وقرى ومناطق الوسط والجنوب العراقي المحروم ... ؛ أولى بها .
يبدو ان هذه الجهات والكتل والجماعات السياسية المنكوسة ؛ كريمة بأموالنا ونفطنا وخيراتنا اذ تعلق الصرف بالأمور والقضايا الخارجية والدعايات الانتخابية ؛ واما اذا تعلق الامر بإنصاف الفقراء والمساكين او ايجاد فرص عمل للشباب والمواطنين البائسين ؛ فهم ابخل من البخل نفسه وافشل من الفشل عينه ... ؛ وفي احدى المرات وانا استمع لتبرير احدى نائبات البرلمان وهي تعلل سبب تقديم الدعم المالي العراقي لدولة جزر القمر؛ قائلة : بان شعبها فقير ومسكين ويجب علينا مساعدتهم ...!! ؛ وكم وددت ان أسالها : ما دمت بهذا السخاء البرمكي , ولدينا حكومة كريمة ( ك كرم حاتم الطائي ) وبكل هذه الانسانية ... ؛ فلماذا لا تزيد حكومتنا من مفردات البطاقة التموينية او تعطي الشعب شيئا ولو بسيطا من واردات تصدير النفط , او تعالج الانقطاع المستمر للكهرباء او مشكلة الجفاف والماء , او تزوج الشباب الاعزب من الفقراء والمساكين , او تجد حلول لمشكلة البطالة , او تبني وحدات سكنية لأبناء الشعب من الذين لا يملكون أية امكانيات مادية ... الخ؛ انها مصيبة المصائب ان تكون غيورا على الغريب , وجلفا وبخيلا وانانيا وحقيرا عندما يصل الدور لبني جلدتك وابناء شعبك ؛ وصدق اهلنا في الجنوب عندما قالوا في امثال هؤلاء الامعات : (( عايف امه وابوه ولاحك مرة ابوه ... ؛ شفجه على الغير غمه على اهلها ... )) وهؤلاء المنكوسون يذكروننا بما كان يفعله المجرم صدام والبعثية السفلة عندما كانوا يتبرعوا بأموال العراق لكل من هب ودب ؛ الا انهم لا يفكرون ابدا بالكادح العراقي والمسكين الجنوبي و( المكرود الشيعي ) ؛ نعم هؤلاء يفكرون بمن ينسف امننا الاقتصادي وبمن يستهلك اموالنا وينهب خيراتنا ؛ لانهم مجرد بيادق في لعبة المستعمر البريطاني والامريكي وباقي القوى الدولية الحاقدة ... ؛ ولقد تساءل المواطن نعيم هاشم ؛ قائلا : ” لو تمنحني الحكومة القليل من المال كقرض لأفتتح محلاً لبيع المواد الغذائية وأعيل أسرتي لتغيرت حياتي من السماء إلى الأرض , ولكن قدرنا أن نسمع بأن لدينا خيرات ؛ بينما تتوزع المكارم والإغاثات لبعض الشعوب الاجنبية وشعبنا منكوب وجائع ...!! ؛ انهم يظنون كما ظن البعثية والقومجية من قبلهم ؛ انهم لن يبقوا في الحكم طويلا ما لم ينهبوا خيراتنا ويكرموا غيرنا بأموالنا ويتنازلوا عن حقوقنا واراضينا ومياهنا وسماءنا لدول الجوار , ويحرموا ابناء شعبهم وبني قومهم ... ؛ ولو تأملوا قليلا في مصير من كان قبلهم , وبمقدار تضحيات الامة والاغلبية العراقية والتي لولاها لما استلموا الحكم في العراق , واصوات الفقراء والعراقيين الاصلاء التي وصلوا من خلالها الى كراسي الحكم والمسؤولية ؛ لغيروا فكرهم المنكوس واعادوا بوصلة تفكيرهم نحو الوطن والمواطن , واداروا ضهورهم للأجانب والغرباء والدخلاء وقوى الاستعمار والاستكبار , ولخلدهم التاريخ , واحبهم الشعب .
يجب علينا الإسراع في إيقاف هذا العبث بمقدرات الوطن والاستهتار بمصير العراق والتمادي في اهمال شؤون المواطن ؛ وإعلان مقاطعة الاحزاب والكيانات والشخصيات الطائفية والارهابية والفاسدة والعميلة والمرتبطة بالخارج ... ؛ حتى تستقيم الأوضاع، فكل يوم يمر يكبر الورم السرطان الذي نغذيه بأموالنا وجهدنا ولن نستطيع علاجه فيما بعد ...؛ إنهم يقتلوننا بأموالنا...؛ أفلا نقاطعهم ..؟!
فالمفروض بالمرشح والناخب المؤمن به ؛ ان يقوما بالدعاية الانتخابية من دون ارتباطات مشبوهة او حملات انتخابية ممولة بالمال المشبوه والسحت الحرام ؛ بل رغبة منهما في القيام بواجبهما السياسي الهادف تجاه الوطن ... ؛ ولايمانهما التام بما يقومان به من انشطة وفعاليات حقيقية وصادقة .
أن الوضعية المزرية التي نعيشها اليوم ليست قدرا محتوما على العراق ، بل هي واقع فرضته هذه المنظومة الفاسدة من الحكومات المتعاقبة , وقوى الاستعمار والاستكبار والاعداء على هذه الامة والاغلبية الكريمة ، ونحن من سيغير هذا الواقع بتضامننا والتفافنا حول الخيار الأفضل و المرشح الوطني الأمثل لمحافظاتنا المنكوبة والمغبونة .
وقديما قيل : (( لو خليت قلبت )) فالعراق لا يخلو من الشرفاء والاصلاء , وعليه انتخبوا اخوتكم من ابناء الوسط والجنوب واحرار الامة والاغلبية العراقية , و طالما اثبت هؤلاء الاصلاء انهم اهلا للمسؤولية الوطنية , و لولا مخافتي من الاتهام بالطائفية او الفئوية او الحزبية او الترويج الانتخابي لهذا او ذاك ؛ لذكرت بعض النماذج الجنوبية الاصيلة والشخصيات الوطنية النزيهة من الذين طالبوا بحماية الحدود العراقية من الاطماع الكويتية , و زيادة مفردات البطاقة التموينية , وانصاف شرائح الشهداء والسجناء والمعتقلين , وشمول العوائل العراقية الفقيرة برواتب الرعاية الاجتماعية , وزيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين , ومتابعة الفاسدين واسترجاع الاموال المسروقة ... الخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أكثر من 50.000 لاجئ قاصر في عداد المفقودين في أوروبا | الأخب


.. مدينة أسترالية يعيش سكانها تحت الأرض!! • فرانس 24 / FRANCE 2




.. نتنياهو يهدد باجتياح رفح حتى لو جرى اتفاق بشأن الرهائن والهد


.. رفعوا لافتة باسم الشهيدة هند.. الطلاب المعتصمون يقتحمون القا




.. لماذا علقت بوركينا فاسو عمل عدة وسائل أجنبية في البلاد؟