الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصائد مقاتلة (8) بالأخضر كفناه

عبد المجيد السخيري

2023 / 11 / 13
القضية الفلسطينية


كانت فلسطين وستظل حُرّة بدماء أبناءها وبناتها، نساء ورجالا، أطفالا وشيوخا ورضعا. وحُرّة أيضا بكلمات أدباءها، أصوات فنانيها وأقلام مفكريها، داخل الوطن المحتل، وفي المخيمات والشتات والمنافي. فالمقاومة، بالسلاح والكلمة والصدر العاري، هي فعل حرّ وفعل حرية. لذلك فلسطين خالدة في ذاكرة الشعوب لأنها رمز الحق، ومُخلّدة في انتاجاتها الرمزية لأنها منبع لأروع صور النضال من أجل الحرية والانتصار للحق.
إلى الشهداء، إلى نساء ورجال المقاومة، وإلى أحرار وشرفاء العالم.

بالأخضر كفناه
للشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة (1946-2021)

يا أُمّي تأخذني عيناكِ ﺇﻟﻰ أين!!!
بالأخضرِ كفنّاهْ
بالأحمرِ كفنّاهْ
بالأبيضِ كفنّاهْ
بالأسودِ كفنّاهْ
بالمُثلثِ والمستطيل ْ
بأسانا الطويلْ.
نزفَ المطرُ على شجرِ الأرزْ المتشابكِ بينَ الأخويْنْ
وازدحمتْ ﻓﻲ الساحاتِ طيورُ البينْ
ﺛﻢَّ حملناهُ على الأكتافْ
بكتِ المُزْنُ البيضاءُ بدمعٍ شفّافْ
دمُهُ أخضرُ (ﺛﻢّ أُغيّرُ قافيتي)،
زغردَ سربُ حمامْ
والبدويةُ تنتظرُ حبيباً،
سيزورُ الشام.
بالأخضرِ كفنّاه
بالأبيضِ كفنّاه
بالأسودِ كفنّاه:
يا أُمّي تأخذني عيناكِ ﺇﻟﻰ أينْ:
كان خليلياً من صيدونْ
حِمصياً من حبرونْ
بصرياً من عمّان.
وصعيدياً من بغدادَ،
جليلياً من حورانْ
كان رباطياً من وهران.
مطرٌ ﻓﻲ العينينِ، وتحتَ القلبِ دفنّاهْ.
عشبٌ ﻓﻲ الرمل، وفوقَ القلبِ رخامْ.
بالأخضرِ كفنّاهْ
بالأحمرِ كفنّاه.
والبدويةُ تنتظرُ حبيباً، سيزورُ الشامَ الأُمويَّة.
– كيف رحلتَ ﻭﻟﻢ تقرأ موتكَ،
ﻓﻲ المدنِ الفضيَّة:
شعراء الوردِ الميتافيزيقي، انتحروا
شعراءُ العشبِ، انتشروا ﻓﻲ الأرضْ.
بالأخضرِ كفنّاه
بالأحمرِ كفنّاه
بالأبيضِ كفنّاه
بالأسودِ كفنّاه.
البدويةُ زارتني، تحملُ منشوراتٍ سريّةْ:
قالوا لي: اخرسْ، فخرستْ
قالوا لي: انطقْ، فنطقتْ
قالوا لي: ثالثة، لم أسمعْ
إنّي أتبعُ أحبابي، حيثُ يكونون.
لا الريحُ تُحاسِبُنا إنْ أخطأنا، لا الرملُ الأصفرْ
لا الموجُ ينادينا،
إنْ خفقَ النومُ بأعيننا،
والوردُ احمرّ.
يا دمهُ النازفُ لا تصفَرّْ.
يا دمه…
يا دمه…
بالأخضرِ كفنّاه
بالأخضرِ كفنّاه
يتركنا، ويودعنا، ويقبّلنا بين العينين.
يا أمي، تأخذني عيناك ﺇﻟﻰ أين؟؟
ما بين النارِ وبين النارِ يموت
ما بينَ الطلقةِ والطلقة
ما بين الهمسةِ والحرفِ يموت
أثناءَ صياحِ الديكِ يموت
بعدَ طلوعِ الفجرِ يموت…
لا تسألْ: هذي بيروت.
حربٌ من رملٍ، فجّرها الطاغوتْ
وأنا ﻓﻲ الفخّ الأسودِ، لا أعرفُ كيفَ أكونْ
لكنْ، لن يفهمني أحدٌ، غيرُ الزيتون.
يا أُمّي تأخذني عيناكِ ﺇﻟﻰ أين:
– شَجَرٌ كضفائرِ أُمّي يحميني
من مطرِ الأيام الصعبةْ
أخضرُ أخضرُ، يغشاني،
مثل مياهِ خليجِ العقبةْ
وجذوري تنغلُ ﻓﻲ قاعِ الكنعانيينْ
كان فتىً من ورقِ النعناعِ وصمتِ العِنّابْ
وله وجهٌ حنطيٌّ أسمرْ
صلباً وجريئاً كالزيتونْ
ويحبُّ أغاني فيروزَ وعبد الوهابْ.
بالأخضرِ كفنّاه
بالأحمرِ كفنّاه
بالأبيضِ كفنّاه
بالأسودِ كفنّاه
بالمثلثِ والمستطيلْ
بأسانا الطويل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مشهد مرعب يظهر ما حدث لشاحنة حاولت عبور نهر جارف في كينيا


.. شبح كورونا.. -أسترازينيكا- تعترف بآثار جانبية للقاحها | #الظ




.. تسبب الحريق في مقتله.. مسن مخمور يشعل النار في قاعة رقص في #


.. شاهد| كاميرا أمنية توثق عملية الطعن التي نفذها السائح التركي




.. الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال بمنى غسيل ال