الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هجمة صهيونية مضادة على وعي الرأي العام الأوربي

عبدالله عطية شناوة
كاتب صحفي وإذاعي

2023 / 11 / 13
القضية الفلسطينية


يشن الصهاينة في أوربا حاليا هجمة مضادة على بوادر التحول في وعي الرأي العام الأوربي تجاه القضية الفلسطينية، واكتشاف أوساط أوسع وأوسع من الأوربيين حقيقة أن إسرائيل دولة قامت على إغتصاب أرض شعب أخر، وأخضعته لنظام فصل عنصري سلبه سيادته وكل حقوقه وأمتهن كرامته.

وكالعادة ترتكز الهجمة الصهيونية المضادة على التباكي، وإظهار اليهودي في أوربا بمظهر الخائف مما يوصف بانتعاش ((معاداة السامية)). ويقصد الصهاينة من ذلك تزايد السخط بين الأوربيين على جرائم التطهير العرقي عبر الإبادة الجماعية التي تقترفها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وقد هال الصهاينة نزول أكثر من مليون متضامن مع الشعب الفلسطيني في تظاهرة السبت الماضي في لندن.

وسرعان ما تلقفت النخب الأوربية الحاكمة المتواطئة مع إسرائيل في جرائمها عملية التباكي هذه لتنسج عليها، وتحول الأهتمام عن مجازر الأطفال في غزة وتدمير المستشفيات والمنازل والمدارس والكنائس والجوامع، إلى الأهتمام باليهودي المسكين المهدد والمرعوب في أوربا. وكان أول المستفيدين من هذه الهجمة الصهيونية المضادة على وعي الشعوب الأوربية هو الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي تخلى، أو دفع إلى الخلف، دعوته الى وقف إطلاق النار، وعاد بتغريدة يعلن فيها: (( إن فرنسا التي يخاف فيها مواطنونا اليهود ليست فرنسا. فرنسا التي يخاف فيها الفرنسيون بسبب دينهم أو أصلهم ليست فرنسا)). ليصل الى الهتاف (( لا تسامح مع ما لا يطاق)). دون أن يتأكد من وحود أساس حقيقي لمزاعم الخوف، أو أن يورد حادثا واحدا على الأقل قد حدث في فرنسا وتعرض فيه يهودي واحد إلى إعتداء. ناهيك عن أنه تجاوز على حقيقة أن أعدادا كبيرة من الفرنسيين اليهود قد شاركو مواطنيهم الفرنسيين الآخرين، في مظاهرات السخط على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل صد الفلسطينيين والأنسانية، بدعم من ماكرون وباقي النخب الحاكمة في أوربا.

وبتنسيق أوركسترالي أنتشرت نغمة الخوف اليهودي المزعوم لتعزف على ألسن أفراد باقي النخب المتنفذة والحاكمة في أوربا، وجميع وسائلها الدعائية للتأثير في وعي الرأي العام الأوربي، بهدف إعادته الى حالة العمى التي أبقوه فيها عقودا مديدة، وتسهيل حجب أنباء المفرمة البشرية المتواصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أكثر من خمسة أسابيع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشيوعيين في الغرب لهم دور في توعية و تحريك الرأي
دلير زنگنة ( 2023 / 11 / 13 - 05:39 )
تحية استاذ عبدالله

مع وجود نشاط واسع للاحزاب الشيوعية و اليسارية في الغرب و جهودها من اجل دعم القضية الفلسطينية ، و لكن شخصيات بعينها في العالم المتكلم بالانجليزية لها دور في توعية الرأي العام و نشر الحقائق و الحجج دعمًا للقضية الفلسطينية ، مثل المفكر اليساري الاميركي نورمن فنكلستين و هو البارز في هذا المجال، و لكن مع هذا اعتقد ان المشكلة الاكبر هي في ردة فعل العالم العربي و الشرق اوسطي، و تحديدًا قطاعات الطبقة العاملة و التي تقدر على فرض ضغوط هائلة على الاقتصادات الغربيةو بالتالي الرأي العام و الحكومات ، لو كانت تتحرك في هذا الاتجاه و تهدد و تعلن اضرابات في الموانئ و قطاعات النفط و الغاز، مما سيرفع اسعار النفط و الغاز بشكل جنوني و سيدفع الاقتصاد الغربي الهش الى الفوضى و الانهيار… و لكن و مع الاسف فانه حتى الاحزاب الشيوعية و اليسارية لا تفكر في هكذا دعوات


2 - حركاتنا العمالية والنقابية بالغة الضعف
عبدالله عطية شناوة ( 2023 / 11 / 18 - 19:38 )
الأستاذ الفاضل دلير زنگنة

أظن أنه يتعين علينا الأقرار بأن الحركة العمالية في البلدان العربية وعموم الشرق الوسط حركة جنينة، لم يسبق لها الإنخراط في أي تحرك سياسي، وذلك لضعف الحركة الشيوعية في هذه البلدان وضعف الحركة النقابية. ويصعب انتظار تحرك عمالي مماثل للتحركات المحدودة التي أقدمت عليها حركات عمالية في بعض بلدين أوثلاثة من بلدان الإتحاد الأوربي, فالنقابات في أوربا تمتك إرثا نضاليا كبيرا وتنظيما قويا، وبعضها يرثر تأثيرا لا يستهان به في رسم السياسات. ربما تونس والمغرب تنشط فيهما تنظيمات نقابية قوية نسبيا، ولا يتعدى دورها المشاركة في المظاهرات الاحتجاجية، كون البلدين لاي يمدان الجهد الحربي الصهيوني الحربي بما يغذيه من سلاح أو وقود، كما هو الحال مع صادرات السلاح والذخيرة الأوربية، أو الأمريكية عبر أوربا، إلى إسرائيل,
مع صادق اعتزازي وتقديري.


3 - تصحيح لابد منه لأخطاء طباعية في التعليق الأول
عبدالله عطية شناوة ( 2023 / 11 / 18 - 22:47 )
الأستاذ الفاضل دلير زنگنة

أظن أنه يتعين علينا الأقرار بأن الحركة العمالية في البلدان العربية وعموم الشرق الوسط حركة جنينية، لم يسبق لها الإنخراط في أي تحرك سياسي، وذلك لضعف الحركة الشيوعية في هذه البلدان وضعف الحركة النقابية. ويصعب انتظار تحرك عمالي مماثل للتحركات المحدودة التي أقدمت عليها حركات عمالية في بلدين أوثلاثة من بلدان الإتحاد الأوربي, فالنقابات في أوربا تمتك إرثا نضاليا كبيرا وتنظيما قويا، وبعضها يؤثر تأثيرا لا يستهان به في رسم السياسات. ربما تونس والمغرب تنشط فيهما تنظيمات نقابية قوية نسبيا، ولكن دورها لا يتعدى المشاركة في المظاهرات الاحتجاجية، كون البلدين لا يمدان الجهد الحربي الصهيوني الحربي بما يغذيه من سلاح أو وقود، كما هو الحال مع صادرات السلاح والذخيرة الأوربية، أو الأمريكية عبر أوربا، إلى إسرائيل,
مع صادق اعتزازي وتقديري

اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح