الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جبهة غزة تخطف الاضواء و الاسلحة من اوكرانيا

الجندي وضاح

2023 / 11 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


غير هجوم 7 اكتوبر/تشرين اول كثيرا من المعادلات، و خطف الاضواء عن الأزمة الأوكرانية التي كانت القضية رقم واحد المستأثرة بالاهتمام الإعلامي و الرعاية الغربية.
فابعد الرئيس الأوكراني بزيه شبه العسكري عن الشاشات و قلت زياراته الى العواصم الغربية طلبا للمال و السلاح و العقوبات على روسيا.
و تراجعت زيارات القادة الغربيين إلى كييف، دعما للدمقراطية و حقوق الانسان الاوكراني و لاستقلال وسيادة اوكرانيا حتى اخر جندي اوكراني.
و بعد أن اعلنت واشنطن بوضوح ان الاولية اليوم لامن اسرائيل و دعمها إعلاميا و ماديا و عسكريا،
و على الفور تحولت جوقة القادة الغربيين إلى تل أبيب، تشد على يد نتنياهو واعدة بالدعم.
لكن الغرب اصطدم بحجم للمال و السلاح المطلوب على جبهتين،
و خاصة مع ارتفاع المصاريف و الاحتياجات الإسرائيلية و التي فاقت لشهر واحد ما حصلت عليه و استخدمته أوكرانيا لعدة اشهر،
و اذا اجمع الديمقراطيون و الجمهوريون على ١دعم إسرائيل، يقف القادة الغربيون امام موقف أصعب، فانعكاسات الحرب الأوكرانية تتضرر منها اوروبا بالدرجة الأولى اقتصاديا و عسكريا، و توجيه مساعدات اضافية "بدون مقابل" إلى إسرائيل ستكون مهمة غير سهلة.
ناهيك عن التململ المتصاعد مع كل خبر عن الفساد في أوكرانيا و تحولها إلى سوق اسود لتجارة السلاح، بعد أن اصبحت ثالث أكبر مستورد أسلحة في العالم.
و بالرغم من أن تهريب الأسلحة الغربية من أوكرانيا إلى طرف ثالث بدأت مع بداية الحرب، الا ان اشد ما اثار الغربيين و بخاصة الساسة الامريكيين هو وصول نماذج من الأسلحة الأمريكية المرسلة الى اوكرانيا الى مقاتلي حماس، "فهذه مأساة فظيعة ان يقتل الجنود الإسرائيليون بأسلحة امريكية"!.
و على الفور اعلنت عضو مجلس النواب الأمريكي مارجري تايلور غرين، بأن هناك احتمالا كبيرا في أن "حماس" استلمت أسلحة أمريكية، تستخدمها ضد إسرائيل، من أوكرانيا وأفغانستان.
و لا شك سكون ملف الفساد مرافقا لتصاعد الأصوات و خاصة من الجمهوريين لاولية دعم إسرائيل.
و ربما ستعود إلى الظهور ملفات الفساد و تهريب الاسلحة من اوكرانيا التي كانت تطوى بعد وعود من السلطة الأوكرانية باتخاذ التدابير التي لم تؤدي الى تغيرات جذرية.

فمع دخول الأزمة في أوكرانيا شهرها الخامس، ظهرت تقارير أمنية غربية تحذر من مخاطر وصول كميات من الأسلحة إلى يد تنظيمات إرهابية وعصابات للجريمة المنظمة، داخل أوروبا وخارجها.
ووصف الخبراء، هذا السيناريو بـالكارثي، لا سيما في ظل مؤشرات تفيد بأن تنظيمات ارهابية ك «داعش» و«القاعدة»، تسعى لإعادة بناء ترساناتها من الأسلحة، بعد الانتكاسات التي تعرضت لها.
و وسط مخاوف سلطات كييف من أن تقلل "فضيحة الفساد" دعم حلفائها لها في مواجهة روسيا. جرى افتتاح تحقيقات بشأن سرقة مخازن أسلحة وذخيرة في مقاطعة خاركيف و بيعها لجهات اجنبية، وتسجيلها على أنها "مفقودة" في مناطق القتال.

وقد أقر مسؤولون عسكريون أوكرانيون مؤخراً، بأنه قد فقدت حوالي 50 % من إمدادات الأسلحة، التي حصلت عليها كييف منذ نشوب الأزمة في 24شباط/ فبراير، فاما دُمِرَت أو هُرِبَت أو فُقِدَت السيطرة عليها، وهذا ما يفتح الباب أمام بيعها لأطراف ثالثة مجهولة.
و اعربت مديرة وكالة الشرطة الأوروبية "كاثرين دي بولي" عن قلقها من إمكانية أن تقع الأسلحة التي يرسلها الغرب إلى أوكرانيا، في «الأيادي الخطأ»، قائلة "إن مثل هذا الاحتمال يهدد بتكرار السيناريو الذي شهدته أوروبا قبل ثلاثة عقود، عندما حصلت عصابات إجرامية على كميات كبيرة من السلاح الذي اسْتُخْدِمَ في الحرب في البوسنة والهرسك خلال تسعينيات القرن الماضي".
لكن الأمر قد يكون أكثر خطورة هذه المرة، في ضوء استخدام الإرهابيين والمجرمين، لما يُعرف بمواقع «الإنترنت المظلم»، من أجل شراء منظومات عسكرية أميركية وبريطانية متطورة، أُرْسِلَت إلى أوكرانيا.
و نشرت مجلة «ذا بليتز» الأميركية إن تلك المواقع تفسح المجال لشراء المنظومة الواحدة من منظومة «جافلين» الأميركية المحمولة المضادة للدبابات مقابل 30 ألف دولار لا أكثر، كما يمكن الحصول على معدات بريطانية مماثلة، بنصف سعرها.

ويشير متابعون ان أوكرانيا كانت قبل الحرب ممرا للتدريب الاسلحة و المخدرات و سوقا لصفقات مثيرة للجدل، فقد اعتقلت السلطات الأوكرانية في عام 2019، "البراء الشيشاني"، القيادي البارز في «داعش»، بعد عملية مشتركة مع وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي آيه»، وقوات الشرطة الجورجية.

وسبق أن حذر "يورجن ستوك" الأمين العام لوكالة الشرطة الدولية «الإنتربول»، من أن تتحول البلقان وأفريقيا، إلى وجهة للأسلحة الغربية التي قد يتم تهريبها من أوكرانيا، كما يُخشى من وجود اتصالات بين ميليشيات يمينية متطرفة في أوكرانيا وتنظيمات مسلحة متطرفة بالخارج، مشدداً على أن توافر كميات كبيرة من السلاح والعتاد في غمار الحرب الحالية، يُنذر بانتشار مثل هذه المعدات على نحو غير مشروع، في مرحلة ما بعد انتهاء الصراع
البلد.
و امام الفضائح و الضغوطات الغربية يحاول النظام الاوكراني طمأنة الغربيين لضمان المزيد من الدعم و التظاهر بالحسم في قضايا الفساد و إجراء تغييرات للمسؤولين في الحكومة و القيادات العسكرية وصلت اخيرا إلى تغيير وزير الدفاع أليكس ريزنكوف،
لكن "رويترز" شككت ان تمنع هذه التغييرات استمرار عمل منظومة الفساد المستشري.
و يبدو ان الادارة الامريكية مطلعة و مسلمة بموضوع الفساد و خاصة أن ابن بالرئيس بايدن كان أحد اهم المتهمين بعمليات فساد في أوكرانيا.
و يؤكد ذلك تعليق "جون سوبكو"، المفتش العام لهيئة إعادة إعمار أفغانستان في الولايات المتحدة، الذي قضى نحو عقد في رصد ملايين الدولارات الأميركية التي أسيء صرفها في أفغانستان: "بعد سنوات سينكشف للناس تعرض أموال في أوكرانيا للاحتيال والهدر والتبذير.فحتى عندما يتعلق الأمر بقضية "نبيلة"، لا بد أن تحدث السرقات، وسوء التصرف إلى جانب المحسوبية والقرارات الغبية، وهذا الأمر من صميم الطبيعة البشرية".
لكن ما اثار الموضوع اليوم التنافس على الدعم بين الحليف الأوكراني و الحليف المدلل إسرائيل.
فبالرغم من تطمينات بايدن المتعالية عن عظمة وقوة الولايات المتحدة و قدرتها على دعم أوكرانيا و إسرائيل و تايوان في وقت واحد، فأن الواقع يشير إلى غير ذلك و ان التحالف الغربي عموما مضطر لاعادة حساباته.
فقد نشر موقع "أكسيوس" الأميركي، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم ان وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) سترسل عشرات الآلاف من قذائف المدفعية عيار 155 ملم إلى إسرائيل، كانت متجهة إلى أوكرانيا.
و علق مسؤولون أميركيون بحسب الموقع ، أن تحويل هذه الأسلحة من أوكرانيا إلى إسرائيل لن يكون له تأثير فوري على قدرة كييف على القتال ضد القوات الروسية، لكنه مؤشر على أولويات واشنطن.

وأبلغت وزارة الدفاع الإسرائيلية نظيرتها الأميركية أنها بحاجة ماسة إلى قذائف مدفعية للتحضير للهجوم البري على غزة، وفي ظل تصعيد محتمل للحرب من قبل حزب الله على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

وبحسب الوقع، فإنه "ابتداء من أوائل عام 2023 بدأت الولايات المتحدة بسحب قذائف مدفعية عيار 155 مليمترا من مخزونها الكبير من الذخيرة في إسرائيل لإرسالها إلى أوكرانيا".

وفي ذلك الوقت، أخبر الجيش الإسرائيلي رئيس الوزراء آنذاك يائير لابيد ووزير الدفاع بيني غانتس، أنه لا يوجد سيناريو فوري تحتاج فيه إسرائيل إلى إمدادات طارئة من القذائف.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن كل ذلك تغير في السابع من أكتوبر، عندما شنت حماس هجومها المفاجئ على إسرائيل
وبعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، أجرى جيش الدفاع الإسرائيلي تقييما أوليا لاحتياجاته العاجلة من الأسلحة وسلمه إلى البنتاغون، و إن أحد الطلبات كان إعادة عشرات الآلاف من قذائف المدفعية عيار 155 ملم لملء مخزون الطوارئ الأميركي المستنزف في إسرائيل، في حالة اضطرار الجيش الإسرائيلي إلى استخدامها
فلا شك ان الاولية الامريكية دعم إسرائيل "غير المقيد"، فالطائرات الامريكية تنقل الأسلحة الى إسرائيل بدون رقابة و دون اعطاء تصريحات عن النوع و الكمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكافآت خيالية للمنتخب العراقي بعد التأهل للأولمبياد... | هاش


.. تحدي القوة والتحمل: مصعب الكيومي Vs. عيسى المعلمي - نقطة الن




.. ألعاب باريس 2024: وصول الشعلة الأولمبية إلى ميناء مرسيليا قا


.. تحقيق استقصائي من موريتانيا يكشف كيف يتم حرمان أطفال نساء ضح




.. كيف يشق رواد الأعمال طريقهم نحو النجاح؟ #بزنس_مع_لبنى