الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هزيمة إسرائيل من طوفان الأقصى إلى طوفان المقاطعة

أحمد السيد

2023 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية




بدأت معركة “طوفان الأقصى” العسكرية والتي لاتزال اشتباكاتها الضارية جاريةً حتى الآن بعبور المقاومة الفلسطينية الجدار الفاصل بين قطاع غزة والمستوطنات الصهيونية في”غلاف غزة” يوم السابع من أكتوبر. وبالإضافة للمعركة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية في مواجهة جيش الاحتلال الصهيوني فقد ساهمت أيضاً بشكل مباشر في تشكيل جبهة أخرى ضد الاحتلال، جبهة لا تحمل سلاحاً وتُقاطع كل منتج أو شركة تدعم الاحتلال أو تتعامل معه.

فبشكل عفوي شاهدنا انتشار فكرة مقاطعة إسرائيل ومن يتعامل معها، وإذا كان من المستحيل عسكريا أن تحقق إسرائيل أهدافها المعلنة في الحرب البرية التي تخوضها في غزة، فإن إسرائيل خسرت بلا شك في معركة إدماجها في المنطقة، بعد أن عملت على فرض ذلك خلال سنوات بمساعدة الطبقات الحاكمة في الإقليم. وفي حين نتابع المعارك العسكرية لمعركة طوفان الأقصى، وتطوراتها الميدانية، فإن معركة طوفان المقاطعة قد حُسمت بالفعل وخسرتها إسرائيل، وما يُشير إليه حديث قادة العدو أمس حول أهدافهم في القضاء على من يعلمون الأطفال كراهية إسرائيل ومن يوزعون الحلوى ابتهاجا بعمليات المقاومة، لإن العدو لا يمكنه تحقيق أهدافه الكبيرة المفروضة عليه بفعل هزيمته المدوية على كل الجبهات المسلحة وغير المسلحة.

انطلقت عملية طوفان المقاطعة الشعبية كامتداد لتطورات العمليات العسكرية في المعركة، فالعدو، الذي استيقظ صبيحة يوم 7 أكتوبر لا يدري ماذا حدث وكيف فعلت به المقاومة ما فعلته، بدأ عملية عسكرية ضد غزة أطلق عليها اسم “السيوف الحديدية” أستهدفت بالقصف المدنيين الفلسطينيين والبنية التحتية المدنية والمستشفيات والمساجد والكنائس وأماكن تجمع النازحين ومراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 11 الف شهيد نصفهم من الأطفال حتى كتابة هذه السطور.

هذه المشاهد المروعة للمجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني شكلت حالة شعبية من الاحتقان والغضب تم التعبير عنها في حملات المقاطعة، لتشكل طوفان المقاطعة لإسرائيل. فكلما اشتدت المعارك لا يجد العدو أمام بسالة وفدائية المقاومين الفلسطينيين، إلا أن يحاول أن يحافظ على هيبته المزعومة فيقوم بضرب المزيد من الأهداف المدنية والمستشفيات وارتكاب المزيد من المجازر، وفي حين يهدف العدو إلى الردع، تساهم هذه المجازر في احتدام معارك طوفان الأقصى العسكرية، ليصل طوفان المقاطعة إلى قطاعات أوسع من الجماهير.

في عام 2005 تشكلت حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)، كأحد الأصوات الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني ضد نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وامتد نداء الحركة لكثير من دول العالم لمقاطعة إسرائيل وفرض العقوبات عليها وسحب الاستثمارات منها، وامتدت أيضاً إلى المقاطعة الثقافية والأكاديمية للاحتلال الإسرائيلي، وفي يونيو 2016 وصف بنيامين نتنياهو حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) بأنها تمثل خطراً وجودياً على إسرائيل.

يمكننا نحن أيضاً أن نهزم إسرائيل في معركة طوفان المقاطعة، من خلال حملات منظمة ضد الشركات والمؤسسات الأكثر تعاوناً مع الاحتلال واستهداف مقاطعتها، فمنذ أيام نجح طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة، في منع ممثلي شركة التأمين العالمية AXA “أكسا” من التواجد في مؤتمر التوظيف الذي يعقد بالجامعة. وقد وضعت حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل BDS شركة AXA في لائحتها، بسبب استثمارها في 4 بنوك اسرائيلية، هي “هابوليم ولومي ومزراحي تيفاهوت وبنك التخفيض الإسرائيلي”، والتي تقوم بتمويل مشروعات استيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، منذ عام 2019.

يجب تنظيم هذا التفاعل الشعبي الرافض للاحتلال الصهيوني في النقابات والأحياء واستهداف الشركات الأكثر تورطاً مع الاحتلال والدعوة لمقاطعتها، بجانب دعواتنا لطرد السفيرة الإسرائيلية وفتح معبر رفح بشكل دائم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -