الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل سيحكم النساء العالم بعد أن فشل الرجال؟ سيكولين رويال تفوز بأصوات ‏الاشتراكين بفرنسا لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة. ‏

عبداللطيف هسوف

2006 / 11 / 18
مواضيع وابحاث سياسية



نعلم جميعا أن النساء تبوأن منصب رئاسة الدولة في عدد من دول العالم الثالث مثل الهند ‏وبنغلادش وباكستان وسري لانكا وأندونيسيا وتركيا. كما تولت مارغريت تاتشر، المرأة الحديدية، ‏منصب الرئاسة في بريطانيا ووصفت بعد حرب جزر الفوكلاند مع الأرجنتين بأنها الرجل الوحيد ‏في الحكومة البريطانية! وتتوجه اليوم الدول التي تقود العالم، في شبه اتفاق مضمر، نحو ‏استخلاف المرأة لأول مرة في التاريخ. إذ بعد تولى زعيمة الاتحاد الديمقراطي المسيحي أنغيلا ‏ميركل منصب المستشار بعد صراع قوي مع المستشار السابق غيرارد شرودر، يتداول ‏الديمقراطيون بأمريكا اسم السيناتور هيلاري كلينتون زوجة الرئيس السابق بيل كلينتون لترشيحها ‏لانتخابات الرئاسة الأمريكية سنة 2008. وبفرنسا أيضا، ها هي سيكولين رويال (وزيرة البيئة ‏سابقا، رئيسة مقاطعة بواتو حاليا وزوجة أمين عام الحزب الإشتراكي فرانسوا هولاند) تفوز ‏بتزكية الاشتراكيين لخوض الانتخابات الرئاسية المرتقبة في أبريل 2007. والسيدة رويال ‏متزوجة ولها أربعة أولاد، ما جعلها خلال هذه الحملة تتعرض للتهكم والسخرية من قبل الرجال ‏السياسيين، فرئيس الحكومة السابق لوران فابيوس تساءل متهكماً: "من سيسهر على تربية الأولاد ‏إذن؟". وفي تعليق آخر لا يقل قسوة، قال وزير الثقافة والتعليم السابق جاك لانغ: "إن انتخابات ‏رئاسة الجمهورية ليست انتخابات لملكات الجمال!". ‏
وقد ظلت الرئاسة منذ قيام الثورة الفرنسية (قبل أكثر قرنين) وقفاً على الرجال فقط، إذ لم يسبق ‏لامرأة أن حكمت الجمهورية كرئيسة للدولة. هذا ما يجعل المحللين السياسيين، بعد تزكية ‏الاشتراكيين لرويال بخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، ما جعلهم يتنبؤون بإمكانية فتح صفحة ‏جديدة في سجل العمل السياسي الفرنسي. وقد فازت سيكولين رويال بنسبة ساحقة تفوق 60 في ‏المائة من أصوات الاشتراكيين الفرنسيين لتطيح بأسماء بارزة كوزير الاقتصاد السابق في عهد ‏الوزير الأول ليونيل جوسبان شتراوس كاهن (أقل من 21 في المائة)، ولوران فابويس‎ ‎رئيس ‏الوزراء الأسبق في عهد الرئيس فرانسوا ميتران (أقل من 19 في المائة). وإثر فوزها بأصوات ‏مناضلي حزبها، قالت سيكولين رويال: إنني أقدر هذا الاختيار الذي ساند ترشيحي بقوة... لذا ‏فإنني أعيش هذه اللحظات بسعادة عارمة... لكن لا يفوتني أن أقول للاشتراكيين الفرنسيين أن ‏الوقت الآن للتكتل والتلاحم...‏
لكن ما ينتظر سيكولين رويال في الانتخابات الرئاسية الفرنسية قد لا يكون بالأمر الهين، إذ عليها ‏أن تواجه واحدا من مرشحي الجمهوريين: إما وزير الداخلية الحالي‎ ‎نيكولا ساركوزي (وهذا هو ‏الراجح) أو منافسه رئيس الوزراء الشاعر دومينيك دوفيلبان الذي استهوى قلوب الفرنسيين‎ ‎بسمو ‏لباقته‎.‎‏ وقد أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة (ليبيراسيون)‏‎ ‎‏ يوم الاثنين الماضي أن نصف ‏الفرنسيين تقريبا (49%) يعتبرون أن وزير الداخلية الحالي نيكولا ساركوزي المرتقب ترشيحه ‏من قبل الحزب الجمهوري سيكون رئيسا أفضل من الاشتراكية سيكولين رويال. ورأى 76% من ‏المستطلعين أن‎ ‎رويال محببة، و62% أنها ذات كفاءة عالية، و53% أنها قادرة على تمثيل فرنسا ‏في الخارج، و51% أنها‎ ‎قريبة من مشاكل الجماهير.‏
ما نستخلصه من مثل هذه الأحداث السياسية هو أن العالم أجمع يتوجه نحو التغيير بانتخاب وجوه ‏جديدة، لكن الأمر يختلف في بلداننا العربية التي تستكين لنفس الوجوه وإن حفرتها التجاعيد، ولا ‏تغيرها إلا حين يخطفها الموت، وذلك إمعانا في عدم قطع حبل الوصال بين الحاكم والرعية، ‏وتمسكا بالألفة التي ربتها السنين الطويلة، واعترافا بالجميل، وأي جميل‎!‎‏ وإن كان أغلبية الحكام ‏العرب طغاة، ديكتاتوريون وفاسدون مفسدون‏‎!!!!!!‎‏ ‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السباق إلى البيت الأبيض: حظوظ ترامب | #الظهيرة


.. ماهو التوسع الذي تتطلع إليه إسرائيل حالياً؟ وهل يتخطى حدود ا




.. ترامب: لم يتعرض أي مرشح للرئاسة لما أواجهه الآن | #الظهيرة


.. -كهرباء أوكرانيا- في مرمى روسيا.. هجوم ضخم بالصواريخ | #الظه




.. ما وقع رسائل الناطق العسكري باسم سرايا القدس أبو حمرة على ال