الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ما يجري اليوم بالسمارة ، حرب تحرير ام إرهابا ؟

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2023 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


مؤخرا تتعرض مدينة السمارة ، الى ثلاثة هجومات متتابعة ، رمْي المقذوفات من بعيد ، وبالضبط في كل يوم سبت من الأسبوع ، دون ان تخلف حالة فوضى بالمدينة ، وكما أمل الواقفون وراء هذه المقذوفات التي بقيت مقذوفات عبثية ، لإثارة الاعلام الدولي من جهة ، ومن جهة لإعطاء الطابع للإعلام الدولي ، بان حربا تدور بالمنطقة ، ولفسح مجال الحديث عن " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " ، لتفنيد الاحكام التي تقر بغياب الدور العسكري الذي كان للجبهة من سنة 1975 ، الى ابرام اتفاق 1991 ، وهو الاتفاق الذي ظل مشلولا ، خاصة نتائجه كتمكين " المينورسو " من قيامها بالمهام التي اوكلها الاتفاق المذكور ، في حين ان شللا أصابها ، وجعلها عاجزة عن القيام بما جاءت من اجله ، خاصة تعطيل المادة 690 بالكامل . وامام هذه الحقيقية ، أي موت " المينورسو " ، لا تزال اطراف النزاع تعتبرها موجودة ، وتعتبرها وحدها المؤهلة لإنجاح مأموريتها ، التي هي المأمورية العسكرية ، والمأمورية السياسية ، وابرزها الاشراف على تنظيم الاستفتاء ..
ف " المينورسو " ظلت عاجزة ، حتى عن التعاطي مع الجديد الذي كان ارسال المقذوفات ، دون تحديد مكان رمي المقذوفات . هل من أراضي سنة 1975 ، ام من أراضي قبل سنة 1975 .
فإذا كان اتفاق سنة 1991 ، قد فشل الفشل التام ، منذ ثانية توقيعه من قبل اطراف النزاع ، فكيف سيتم التعامل مع الفرع " المينورسو " نتيجة الاتفاق المذكور ، أي رغم موت الأصل ، بقي يتلاعب بالفرع الذي يستعمل غالبا للبوليميك ؟ . والحال ان الحرب عادت منذ 13 نونبر 2020 ، وبشكل خجول لن يرقى ابدا الى ستة عشر سنة من الحرب الضروس من سنة 1975 ، وحتى سنة 1991 . وهذا التراجع والقهقرة ، تمت ملاحظته من خلال المقذوفات التي تم ارسالها ثلاث مرات ، من كل يوم سبت الى مدينة السمارة ، دون ان تخلف خسائر مؤثرة في الوضع العام داخل المغرب ، سواء من حيث الجيش الذي لم يأبه بهذه المقذوفات ، او من حيث النظام العام داخل الدولة الذي ظل كما هو ، وكما كان .. فمن يعتقد ان بمثل ضربات مدينة السمارة ، سيقلب ميزان القوة في الساحة ، وسيحرر الصحراء ، سيكون واهما ، لان المقذوفات خلفت وفاة شخص واحد ، وهي نتيجة لن تهز النظام المخزني ، لأنه سيعتبرها كحادثة سير في الطريق ، وعدد ضحايا حوادث الطرقات في المغرب ، اضحى ومنذ زمان بالمخيف ، الذي لن ترقى له مقذوفات السبت على المدينة .. أي كانت المقذوفات بمثابة لعبة أطفال في عاشوراء .
لكن نحن كمحللين ، من حقنا ، ومن واجبنا ان نذهب بعيدا في تحليلنا ، لما حصل كل يوم سبت ثلاثة مرات . هل المقذوفات التي تم ارسالها الى مدينة السمارة ، هي ميكانيزم تحرير ، ام تعتبر مجرد عمل إرهابي ، الهدف منه نشر الخوف ، وتخويف الناس ، وإعطاء مادة دسمة للإعلام الدولي ، للتعريف اكثر بنزاع الصحراء الغربية ، الذي استمر لما يزيد عن سبعة وأربعين سنة خلت ؟ .
سنعالج المسألة من زاويتين . الزاوية الأولى . هل ارسال مقذوفات عبثية على مدينة السمارة ، هو عملية تحرير ، وتدخل في نطاق الحق الذي يكفله القانون الدولي ، لحركات التحرير التي تناضل سياسيا وعسكريا ، لتحرير أراضيها المحتلة .. ؟ . والزاوية الثانية . هل المقذوفات التي تم ارسالها ثلاثة مرات ، على مدينة السمارة لضرب المدنيين بالأساس ، عمل إرهابي بامتياز ؟
أولا . لم يتم تحديد وضبط الجهة التي منها انطلقت مفرقعات عاشوراء ، وسميناها بمفرقعات عاشوراء ، لأنها لم تخلف ضحايا من جهة ، ومن جهة لم يهتم بها النظام المخزني ، لأنها كانت من دون تأثير . بل فشلت حتى في أثارة الرأي العام الدولي الإعلامي ، ليتحدث عن وجود حرب بالمنطقة ، لأنه كما قلت أعلاه ، فما يسمى بالحرب الجارية منذ 13 نونبر 2020 ، هي ( حرب ) خجولة ، لن ترقى ابدا الى قوة الحرب التي دارت من 1975 الى 1991 ، أي ستة عشر سنة ، اثرت في اصل الحكم في المغرب الذي كان مهددا بالسقوط ..
لكن وفي الجهة المقابلة . ماذا يعني ارسال مقذوفات من مكان معين ، باتجاه وسط المدينة ؟ . اليس المبتغى هو خلق الهلع ونشر التخويف ، ولو بإسقاط مدنيين يجهلون كل شيء عن مشكل الصحراء ، وليصبحوا مادة للتوظيف السياسي والإعلامي ، حتى لا تنطفأ شمعة الجبهة دوليا ، وهو المنتظم الدولي الذي ظل صامتا ، ولم يزحزحه ما حصل ، لأنه اعتبر المقذوفات ، ونتائجها مسخرة وفرية ، فشلت في إثارة الرأي العام الدولي ، سواء في جانب الاعلام ، او في المجال الدبلوماسي الغير محدد الفهم ، والقابل للتفتح على معطيات لن تصل الى شفاء غليل الواقف وراء رمْي المقذوفات بقلب مدينة السمارة ؟ .
1 ) هل ارسال مقذوفات على وسط مدينة السمارة ، لإسقاط مدنيين ، يدخل ضمن حرب التحرير الثانية ، التي تقول الجبهة انها دخلتها منذ 13 نونبر 2020 ؟
وهنا سيصبح السؤال . هل حرب التحرير هي قتل وترهيب المدنيين ، الذين يجهلون أي شيء عن النزاع الدائر بالمنطقة ؟ . فإذا كان ( مثقفون ) متعلمون ، ومن مختلف الفئات الاجتماعية ، محامون ، معلمون ، أساتذة ... الخ ، يجهلون ان الملك محمد السادس اعترف بالجمهورية الصحراوية ،وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، بل واصدر ظهيرا وقعه بخط يديه ، يقر فيه بهذا الاعتراف الذي نشره في الجريدة الرسمية للدولة عدد : 6539 / يناير 2017 ، فكيف سنؤاخذ ، مواطنين اميين ، عن جهلهم لأصل نزاع الصحراء الغربية الذي يجهله ما يسمى بالبرجوازية الصغيرة ؟
ورغم تبني جبهة البولساريو مسؤولية ارسال المقذوفات على مدينة السمارة ، فالملاحظ وكما جرت بذلك اعرافها ، لم تعلن الجبهة عن هذا الهجوم ببلاغ عسكري مرقم ، كالبلاغات التي كانت ترسلها وزارة الدفاع مرقمة . وهنا قد يكون الهدف من عدم نشر بيان مرقم ، الخوف مما قد يرتبه ارسال مقذوفات عبثية لتفجر وسط المدنيين ، وفي نفس الوقت ، تؤمن الجبهة سلامتها من ان تنعت بالإرهاب ، التي يحاول ان يلصقها بها البوليس السياسي للنظام المخزني ، لكنه فشل امميا في التسويق لهذا الاتهام ، الذي فنده واقع الحال الاممي ، خاصة مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربي .. فهل تكون عملية ارسال مقذوفات لتنفجر وسط المدنيين بوسط المدينة ، او حتى بحواشيها ، المدخل الرئيسي لاتهام جبهة البوليساريو بالإرهاب ؟ . وهنا . هل من المنطقي ان تنتحر المنظمة او الجبهة ، لتنتقل من منظمة تحرير وكفاح مسلح ، لتصبح في رمشة عين ، بالمنظمة الإرهابية التي تمارس الإرهاب بقتل المدنيين ، الذي يجهلون كل شيء عن حرب الصحراء ، عدا " المغرب في صحرائه ، والصحراء في مغربها " ، و " المغرب من طنجة الى الگويرة " ؟
العالم حين تعامل مع نزاع الصحراء الغربية ، كان تعامله نابعا من الحرب الباردة ، التي دارت بين معسكرين ، غربي وقد انتصر ، وشرقي وقد فشل وانهزم . في هذه الخضم ، لعبت الجزائر من خلال خطابها الذي كان مسموعا بنبرة ثورية ، خاصة وانها خرجت منتصرة في حرب التحرير الشعبية التي انتزعت استقلال سنة 1962 . فكانت تصول وتجول عالميا ، خاصة بالقارة الافريقية ، وبأمريكا اللاتينية والجنوبية ، وبحركة عدم الانحياز ، وبالأمم المتحدة ، و الجمعية العامة بالضبط التي وصلت الى إصدارها للقرار الاممي 34/37 ، الذي وصف جبهة البولياسريو بالممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي .. لكن وبعد انتهاء الحرب الباردة ، وكان من المفروض ان ينتهي معها مشكل نزاع الصحراء الغربية ، سنجد ان السياسة الدولية ، ونقصد بذلك الدول الكبرى الغنية ، ودول الفيتو في مجلس الامن ، عوض ان يفسروا صراع العالم التفسير الصحيح ، وتحديد الخصم ، والعدو ، والصديق ، انطلاقا من مواقف ، وانطلاقا من مبادرات تخدم السلم العالمي ، سنجد ان العالم سينقلب على اطروحاته الداعية الى السلام ، والحرية ، والديمقراطية ، وحقوق الانسان ، وهي الأسلحة التي كان يجابه بها معسكر الاتحاد السوفياتي المنحل ، وهي الأسلحة التي اججت شعوب هذا العالم ، للثورة على أنظمتها التي انتهت بسقوط قلاع الأنظمة البرجوازية الصغيرة ،التي حكمت الحكم الشمولي باسم الاشتراكية ، وباسم الشيوعية .. وليسقط هذا العالم وفي رمش عين ، في نصرة وهْم حفدة " سايكس بيكو " الجدد Sykes – Picot .
فلأول مرة سيكتشف الغرب نزاع الصحراء الغربية ، بعد ان كانت له موقف مغايرة من النزاع ، اثناء الحرب الباردة مع المعسكر ( الاشتراكي ) ، ولتصل الشوفينية باسم مبادئ وميثاق الأمم المتحدة ، الحد الذي أصبحت فيه القارة الاوربية ضمن الاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية ، يعتبرون " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب " ، بمنظمة تحرير ، ومنظمة كفاح مسلح . فسياسة الدول الكبرى التي تصنع القرار السياسي الدولي ، وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية ، حين تعترف وتقر كتابة الدولة في الخارجية الامريكية ، ويقر البرلمان الأوربي ، ومن خلاله الاتحاد الأوربي ، ومحكمة العدل الأوربي ، في احكامها الصادرة ، ومنها من ينتظر الصدور ، بعدم مغربية الصحراء ، ويدعون وينشدون فقط حل الاستفتاء وتقرير المصير ، فموقفهم هذا ، هو اعتراف بالطرف المقابل في النزاع ، الذي هو جبهة البوليساريو ، التي يعتبرونها حركة تحرير ، وحركة كفاح مسلح . وانّ اعتراف المجتمع الغربي بهذه الوضعية التي تتعارض وتختلف عن مواقف سابقة ، عندما كانت الحرب الباردة تُخاض بطرق مختلفة ، ليس له من معنى ، غير انّ العالم الغربي ، يشجع ، وينصر ، ويدعم كل اطراف الدعوة الى التشتيت ، لتفريق التراب وتفريق الشعوب ، ومن ثم يؤيدون بهكذا مواقف ، أية عملية تقوم بها جبهة البوليساريو ، لتحرير أراضي لا تعترف بجنسيتها المغربية ، واشنطن والدول الغربية ، لأنها تدخل في حق الدفاع والتحرير الشرعي، الذي يعترف به ميثاق الأمم المتحدة ، للشعوب المحتلة والمستعمرة .. وهنا يمكن أنْ نفهم إهمال هذا الغرب وعدم اهتمامه ، بل تجاهله التام لعودة جبهة البوليساريو الى حمل السلاح باسم حرب التحرير الثانية ، التي تخوضها منذ 13 نونبر 2020 ، وسكوته وعدم تعاطيه القانوني مع الصّلْيات التي امطرت مدينة السمارة ثلاثة مرات ، وفي كل يوم سبت من الأسبوع ..
فعند معرفتنا بحقيقة الطرح الغربي ، الذي وصف جبهة البوليساريو بحركة تحرير ، وبحركة كفاح مسلح ، نفهم سهولة الميل الغربي الى جانب الطرح الصحراوي ، ونفهم سبب سكوت الغرب " الأخلاقي " ، اللاّاخلاقي ، إزاء صراع يعود للنظام المخزني البوليسي ، المسؤولية عنه ، لأنه فشل في تدبير الصراع التدبير الحكيم .
فعند ما قسم النظام المخزني ، مع النظام الموريتاني ، الصحراء الغربية ، بمقتضى اتفاقية مدريد الثلاثية ، قسمة غنيمة وقسمة وزيعة ، ثم خروج موريتانية من وادي الذهب في سنة 1979 ، مع احتفاظها ب " الگويرة " ، وعدم انضمام " الگويرة " لأراضي وادي الذهب ، التي دخلها جيش النظام المخزني ، ثم بقاء ثلث الأراضي التي هي جزء من أراضي الساقية الحمراء ووادي الذهب ، وتسمى في القانون الدولي بالمنطقة العازلة ، وتسمى من قبل جبهة البوليساريو بالمناطق المحررة ، وعاصمتها المؤقتة " تيفارتي " .. وحصول لقاءات مفاوضات بين النظام المخزني البوليسي ، وبين جبهة البوليساريو بسويسرة ، وبامريكا ، وتحت رعاية واشراف الأمم المتحدة ... هنا يكون المجتمع الدولي قد اقتنع بانّ قضية استقلال الصحراء هي قضية وقت اخذ يقترب اكثر من الموعد الموعود .. ويكون موقف كل الغرب يعترف بقانونية الجبهة . وبعد ان رفض اتهام البوليس السياسي السلطاني لها بالإرهاب ، فتح لها عواصمه ومدنه ، لتكون لها مكاتب وتمثيليات دبلوماسية ، وسياسية ، ودبلوماسية .. ولو كانت حقا جبهة البوليساريو حركة إرهابية ، هل كان سيكون لها مكتب تمثيلي بواشنطن ، ومكتب بالأمم المتحدة ب New-York ، وفي باريس ، وبسويسرة ، وألمانيا ، ولها مكاتب عدة بإسبانية ..
ان نزلات المقذوفات من أراضي 1975 ، او من أراضي ما قبل 1975 ، لا علاقة له بحرب التحرير ، ولا بالحركة كحركة كفاح مسلح . ان القصد بضرب المدنيين ، وبتلك الطريقة العبثية ، الخاوية المعنى ، لن تحرر ولو متر واحد من الأراضي المتنازع عليها ، ولن تؤثر في بنية النظام الملكي ، كما انها لن تؤثر ابدا في بنية الجيش ، الذي يتعرض للتقريع ، وللسب ، والشتم من اطراف متحايلة ، عميلة ، تستقوي بالنظام الجزائري الذي عندما يقضي منها وثره ، سيرمي بها في مزبلة الجزائر ، وليس في مزبلة التاريخ ، لان التاريخ لا مزبلة له ..
2 ) ما هو الموقف الديمقراطي الذي يجب الجهر به ، من ارسال صلْيات ومقذوفات ، لتنفجر بوسط او بحواشي مدينة السمارة ؟
هل ارسال صلْيات ومقذوفات لقتل المدنيين ، يدخل في عملية تحرير الأرض المتنازع عليها منذ سنة 1975 ، ام هو عمل إرهابي بكل مقاييس ومعايير الاهاب الدولي ، الذي اصبح هو بدوره بخضع للابتزاز ، ويخضع للبيع والشراء ، بحيث وصلنا مرحلة رديئة وخسيسة ، حين يصفون حرب الشعوب لتقرير مصيرها بالإرهاب ، ومرة يصفون الحرب الذي تدور ،وباسم الإرهاب ، بحرب التحرير وبحرب الكفاح المسلح . ؟ .
ان الرشقات والمقذوفات التي تم ارسالها ثلاثة مرات ، وتبناها اعلام جبهة البوليساريو ، لكن من دون ان يصدر وكالمعتاد ، بلاغا مرقما تذيعه وزارة دفاع الجبهة ، لتتجنب ترتيب المسؤولية الجنائية ، والتهرب والافلات من التوصيف بالإرهاب ، لا يدخل في حروب التحرير الفعلية ، لان الهدف منه ليس التحرير ، بل ان المبتغى منه ، علاقة بالإعلام ، وبالتسويق الذي يوظف في خدمة المواقف ولو الخادعة ، فيعطي صورة مغلوطة وفجة ، عن الوضع الحقيقي للتنظيم ، او للمنظمة ، او للجبهة . أي تغطية الضعف ، وفقدان الامل ، والتعرية امام الجميع ، بخلق مستملحات لا علاقة تجمعها مع روح التحرير ، ومع روح الكفاح المسلح .. فالأزمة السيكولوجية هنا ، تلعب الدور الرئيسي في دفع المحطم ، والخاوي الوفاض إعلاميا ، من شغور الساحة هلاميا ، بترتيلات تحيل الى واقع غير موجود ، يجعل صاحبه يتوهم ، ومن يتوهم ، سيبقى كذلك مجرد عن وهْم لا يؤثر في شيء ، على المتمكن المسيطر على الأرض ..
فهل التحرير هو ان تختار يوم السبت لترسل رشقات خاوية ، وتنتظر أربعة أيام عن صدور قرارا مجلس الامن 2703 ، وعندما لم يلبي قرارا المجلس طموحاتك ، تقفز مثل الدجاجة المذبوحة ، لتؤكد مسؤولية الرشقات ، من دون اصدار بيان مرقم في الأمر .. ثم تنتظر السبت الثاني ، لترشق المدينة برشقات انتحارية ، على شاكلة انتحار حماس التي تصرفت من دون رويّة ودراسة متقنة ، وكانت النتيجة صفر للرشقات الثانية ، كما كانت النتيجة لحماس الانتحارية ، الوضعية المزرية التي يتواجد بها قطاع غزة ، خاصة عدد الضحايا التي ترجع المسؤولية عنهم ، لحماقة الاخوان المسلمون باسم منظمة حماس ، التي انشأتها إسرائيل لمواجهة منظمات التحرير الفلسطينية ، خاصة منظمات كانت في زمانها ، تشغل الساحة التي انقرضت منها اليوم ، كالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، والجبهة الشعبية – القيادة العامة - / احمد جبريل / ، ويسار منظمة " فتح " الاخوانية .... الخ .
فما حصدته حماس بإرهابها ، حصدته جبهة البوليساريو التي كانت مقذوفاتها على مدينة سمارة ، مفرقعات خاوية ، لم تترك اثرا يذكر ، والغريب انها لم تحظ باهتمام العواصم الاوربية ، وباهتمام واشنطن ، وكأن في صمت هذا العالم الفاقد للأخلاق ، اصبح يؤيد كل اشكال الإرهاب ، سيما الإرهاب باسم التحرير .
بعد الصّليتين الفارغتين مثل كوابيس ومفرقعات عاشوراء ، ستأتي الصّلية والمقذوفة الثالثة ، ودائما يومه السبت ، لتتبادلها وتخبر بها مواقع الكترونية ، لأشخاص حقودين مرضى نفسانيين ، خاصة عندما يخلطون بين معارضة النظام المخزني ، وبين التنكر لوحدة المغرب ، ووحدة الشعب . وهنا نطرح التساؤل : منذ متى كانت معارضة النظام ، تتم على حساب وحدة الدولة ، والبشر ، والاوطان ؟ . الدولة اذا سقطت ستأتي على أساسها دولة أخرى ، وهكذا الى ان يستقر الحكم ، للصالح لا للطالح . لكن اذا ذهب الوطن وذهبت الأرض فلن يعودا ابدا .. واسألوا اين موريتانية ، وأين الصحراء الشرقية ، وأين لواء الاسكندرون السوري الذي تحتله تركيا العثمالية ؟
ان الصّليات والمقذوفات الثلاثة ، التي تم رشق مدينة السمارة بها ، لا علاقة لها بالتحرير، ولا تقوم بها حركات الكفاح المسلح . ان التعمد في ضرب المدن ، لتخويف وإرهاب الناس المدنيين لمغادرة المدينة ، يبقى في اصله بالعمل الإرهابي ، الذي يتم باسم التحرير ، وبما انه عمل عبثي ، لا ولن يؤثر في شيء في وضع الجيش ، وفي بناء النظام ، وفي الوضع العام داخل وخارج الدولة المخزنية ، فالهدف بالأساس دعائي موجه للإعلام الدولي ، وموجه للدول الكبرى التي تجاهلت ما حصل ، ولم تعطيه اكثر مما يستحق ..
لكن رغم ذلك ، فالبدء بهذا العمل في ضرب المدن ، لضرب الساكنة التي تجهل كل شيء عن نزاع الصحراء الغربية ، لا يعني ان الوضع سيقف عند هذا الحد ، رغم انتحاريته ، بل يجب توقع اشكال أخرى من العنف الذي يحضرون له ، وسينطلق في موعده المناسب ، بزوغ مقاومة مسلحة تستهدف رموز النظام بالأقاليم الصحراوية المتنازع عليها ، مع انتفاضة عارمة للسكان ، لربط الانتفاضة ، مع المقاومة ، ومع الحرب الثانية التي بدئت منذ 13 نونبر 2020 . فاستعمال أسلحة متطورة امر وارد ، والحرب الجارية ستتطور بسرعة تترك الأرضية معرضة للعنف ، وللإرهاب عند تفخيخ الأماكن التي يأمها المدنيون ..
القادم سيكون اسوء .. والسيناريو يُحْبك باسم المشروعية الدولية ، سيما وان الغرب ، الاتحاد الأوربي ، وواشنطن ، ومجلس الامن ، روسيا .. يشتغلون على مشروع فصل الصحراء ، واستقلالها عن سلطة النظام ، تعني سقوطه .. فهل يتعرض نظام محمد السادس المعزول لمؤامرة تنهي نظام حكمه الغير مرغوب فيه ، لصالح نظام آخر على رأسه ملك لن يكون ابدا اميرا للمؤمنين ، ولا إماماً ، ولا راعي كبير يحكم دولة رعوية ، ملك حداثي ، يعشق الأفكار الغربية ، ويقبل بتنظيم الاستفتاء في الصحراء المغربية .. وهنا ما مصير الأمير الحسن ، اذا عرض عليه البرنامج ، وقد يعرض عليه ، إذا احترموا الدستور؟ ورفض ، والرفض وارد ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا وراء تقارب السودان وروسيا؟


.. الاحتجاجات الداعمة لغزة: رئيسة جامعة كولومبيا تهدد بفصل طلاب




.. بلينكن: أمام حماس عرض -سخي- من قبل إسرائيل.. ماذا قال مصدر ل


.. الانتخابات الأميركية.. شعبية بايدن | #الظهيرة




.. ملك بريطانيا تشارلز يستأنف مهامه العامة | #عاجل