الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة سريعة في مقررات مؤتمري قمّة الرياض

محمود جديد

2023 / 11 / 13
مواضيع وابحاث سياسية


قراءة سريعة في مقررات مؤتمر القمّة العربية والإسلامية في الرياض
========================================
حضر هذه القمة 57 دولة عربية وإسلامية ، وهي قمة طارئة غير دورية، وقد نصّت مقدمة مقرراتها على :
"لبحث العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ، وتعبيرا عن موقفنا الواحد في إدانة العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية بما فيها القدس الشريف، وتأكيدا على أننا نتصدى معا لهذا العدوان والكارثة الإنسانية التي يسببها، ونعمل على وقفه وإنهاء كل الممارسات الاسرائيلية اللاشرعية التي تكرس الاحتلال، وتحرم الشعب الفلسطيني حقوقه، وخصوصا حقه في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على كامل ترابه الوطني " (لاحظوا عبارة كامل ترابه الوطني) . انتهى الاقتباس
إنّ ماورد في هذه المقدّمة يثلج صدر كل عربي، ومسلم ، ولكنّ ما تلها من مقررات فرّغها من كلّ مضمون. .
وكان الدافع المباشر للانعقاد هو مايجري من إبادة للشعب الفلسطيني في غزّة من قِبَل حكومة صهيونية فاشية.. وقيل الخوض في إبداء الملاحظات حول مقررات هذه القمّة من المفيد استعراض موجز لأهمّية، وقدرات هذه المجموعة الدولية ، إذ يبلغ عدد سكانها أكثر من مليار وربع من البشر ، وقدراتها العسكرية هائلة ، وخاصّة جيوش تركيّا، والباكستان النووية ، ومصر ، وإيران، والجزائر ، وأندونيسيا… وقدراتها الاقتصادية كبيرة، وخاصّة في مجال الطاقة النفطية والغازية التي لا يضاهيها أي دولة، أو تجمّع آخر في العالم ..
وقد ورد في المقدمة أيضاً مايلي : " وإذ نؤكد على جميع قرارات كل من المنظمة والجامعة بشأن القضية الفلسطينية وجميع الأراضي العربية المحتلة، - وإذ نستذكر جميع قرارات منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى إزاء القضية الفلسطينية وجرائم الاحتلال الإسرائيلي وحق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال في جميع أراضيه المحتلة منذ العام 1967، والتي تشكل وحدة جغرافية واحدة،
- وإذ نرحب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 25.A/ES-10/L الذي اعتمدته الدورة الطارئة العاشرة في 26 نوفمبر/ تشرين أول للعام الحالي 2023، "
وهنا نلاحظ فرملة عمّا ورد في البداية ، والعودة إلى اجترار مواقف سابقة أثبتت بالملموس، وخلال سنين طويلة سابقة عدم جدواها، ولم تقدّم للقضية الفلسطينية المركزية شيئاً يستحق الذكر ، لأنّ الكيان الصهيوني لم يأبه بها في يوم من الأيام ، وهناك العشرات من قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة التي رفضها ، ويعود ذلك لحق الفيتو الأمريكي الجاهز لحمايتها ، وجعل هذه القرارات مصنّفة في أرشيف الأمم المتحدة .. وتجسيداً لحالة العجز عادوا لطرح مقولة " حل الدولتين " التي استخدمتها سلطة أوسلو خلال سنين طويلة لتخدير مشاعر الشعب الفلسطيني، وتغطية جبن قيادتها المدمنة على التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني حتى الآن دون خجل أو حياء ..

حول المقررات ( 31 بنداً )
——————————
- جاء في البندين ( 1 و 2 ) إدانة العدوان ، ورفض توصيفه بالدفاع عن النفس ، أو تبريره .
- تفرّر في البندين ( 3 و 4 ) كسر الحصار على غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، ودعوة المنظمات الدولية المشاركة في ذلك، ودعم جهود مصر لإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل فوري ومستدام وكاف.
- وجاء في البنود ( 5 - 6 -7 ) مطالبة مجلس الأمن باتخاذ قرار حاسم وملزم بفرض وقف العدوان ، وكذلك تطبيق القرار الأخير للأمم المتحدة … وهكذا ، وبسرعة يتناسون كيف عجز مجلس الأمن والأمم المتحدة عن تحقيق ذلك بسبب الفيتو الأمريكي الحامي الدائم للكيان الصهيوني من أيّ عقاب ..
- وتتالت البنود على هذا النسق والتي تتضمّن الإدانة ، والتأكيد ، والمطالبة ، والاستنجاد بالمحكمة الدولية ، والتمسّك بالمبادرة العربية لعام 2–2 ، والتي هي تجسيد للعجز العربي الرسمي ، والتي قال عنه قادة العدو آنذاك : إنّها لا تساوي الحبر التي كُتِبت به ،.
- وورد في البند ( 30 )
- تفعيل شبكة الأمان المالية العربية والإسلامية وفقا لقرار الدورة الرابعة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي
- وقرارات القمة العربية، لتوفير المساهمات المالية وتوفير الدعم المالي والاقتصادي والإنساني لحكومة دولة فلسطين ووكالة الأونروا، والتأكيد على ضرورة حشد الشركاء الدوليين لإعادة إعمار غزة والتخفيف
- من آثار الدمار الشامل للعدوان الإسرائيلي فور وقفه
ربّما قد يتم تنفيذ جزئي لهذا البند ، وسنرصد هذا الاحتمال في المستقبل ..
لم نتوقّع من الدول المجتمعة في يوم من الأيام حشد جيوشها والتقدّم لتحرير فلسطين ، ولكنّ الحد الأدنى المطلوب والمتاح لو امتلكت الإرادة والعزيمة هو :
- سحب سفراء جميع الدول العربية والإسلامية المطبّعة مع الكيان الصهيوني ، وإغلاق سفاراتها .. ،وهنا من واجبنا أن نستذكر بكل خير وعرفان بالجميل لدول في أمريكا اللاتينية ، وهي ليست عربية أو إسلامية ، وفي قارّة بعيدة مثل بوليفيا التي قطعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني ، وكولومبا ، وتشيلي اللتين سحبت سفراءهما من تل أبيب .. وهناك أيضاً دولة جنوب أفريقيا التي سحبت كافة سلكها الدبلوماسي من هناك ، وحتى تشاد سحبت سفيرها أيضاً ..
- تجميد اتفاقيات : كامب ديفيد ، ووادي عربة ، وأوسلو على الأقل ، هذه الاتفاقيات المشؤومة كسرت ظهر الأمة العربية، وكانت السبب الأساسي لحالة العجز العربي المهين الراهن .
- استدعاء كافة سفراء القمّة من واشنطن للتشاور ، وعدم عودتهم إذا لم توقف الإدارة الأمريكية العدوان الإجرامي على غزة ، وهي قادرة على ذلك ، لأنّها هي التي تديره وتدعمه بالمال والسلاح والذخائر ، لا بل بمفارز من وحدات خاصة موجودة في قطاع غزة .
- إعادة إغلاق المجالات الجوية أمام الكيان الصهيونى من قِبَل الدول المطبعة معها ، وعدم السماح للقواعد الأمريكية أينما وِجدت لأن تكون منطلقاً للمشاركة في العدوان ، أو لنقل المعدات العسكرية إلى الجيش الصهيوني ، ولكنّ قادة الأنظمة الخليجية من الصعب أن يكونوا قادة حقيقيين ورجالا ليخرجوا عن طاعتها ..
- قطع النفط والغاز عن الدول المساندة للعدوان لفترة قصيرة ، أو التهديد بذلك على الأقلّ .
- مقاطعة منتجات الدول الداعمة للكيان الصهيوني حتى وقف العدوان، ووصول المساعدات الإنسانية والمحروقات إلى القطاع .
- ( تحفظت الجمهورية التونسية على كل ما ورد في القرار باستثناء النقاط المتعلقة بالوقف الفوري للعدوان على الشعب الفلسطيني وإدخال المساعدات الإنسانية فورا وفّكّ الحصار عن كل فلسطين ، كما تحفّظت جمهورية العراق على عبارة (حل الدولتين) أينما وجدت في القرار كونها تتعارض مع القانون العراقي.
والتحفظ على عبارة (قتل المدنيين) كونها تساوي بين الشهيد الفلسطيني والمستوطن الإسرائيلي.
التحفظ على عبارة (إقامة علاقات طبيعية معها)

وأخيراً، لم نكن في يوم من الأيام من المراهنين على القمم العربية ، أو الإسلامية ، فمقرراتها كانت دائماً لتخدير الشعوب ، والتهرّب من تحمّل المسؤولية تجاه القضية الفلسطينية المركزية ، والتي هي البوصلة التي يجب الاهتداء بها ، والمقياس الحقيقي لتقييم المواقف السياسية لأي طرف كان .
في : 13 / 11 / 2023








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر أمني: ضربة إسرائيلية أصابت مبنى تديره قوات الأمن السوري


.. طائفة -الحريديم- تغلق طريقًا احتجاجًا على قانون التجنيد قرب




.. في اليوم العالمي لحرية الصحافة.. صحفيون من غزة يتحدثون عن تج


.. جائزة -حرية الصحافة- لجميع الفلسطينيين في غزة




.. الجيش الإسرائيلي.. سلسلة تعيينات جديدة على مستوى القيادة