الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابداع وهموم اخرى

ابراهيم سبتي

2006 / 11 / 18
الادب والفن


كل بلاد تعتز وتفتخر بمبدعيها .. ولكل مبدع حق يمنح له تكريما لا منـّة ، ولكل مبدع وجود في بلده .. وجود بمنجزه وبأضافاته الى المشهد عموما والى وطنيته التي تكمل ابداعه .. في الطريق الى الابداع ، ثمة عراقيل وموانع وعوائق ، جلها وضع عمدا وفسادا .. الطريق الى الابداع ملغوم بالنفاق والرياء وايذاء الاخرين .. ولا نعلم أي الاوساط في المجتمع تخلو من الذمائم والشتائم ، ويبدو الكلام الصريح كهذا لايروق للبعض مع انه كلام يمكن ان يقال في أي زمان ومكان .. ثمة امراض تلف بعضنا وتتلبسه .. امراض لا نستطيع ان نغادرها او تغادرنا مادام هناك ابداع وكتابة .. لا نعلم أي الامراض هي ، هل هي عضوية ام نفسية ؟ كلاهما لاخبرة لنا به .. وعلينا ان نخضع للامر مهما كانت نتائجه ..
لكل كاتب ومبدع حصانة تضعها قوانين خاصة تمنحه الحق في طبع مؤلفه والنشر وحسب ما تقره شرائع الحماية الموضوعة له ، لا كما يقره العرف الاخر ، عرف المجاملات والخجل والمحسوبيات .. حتى ان بعض الادباء اطلق على الفئة التي تتعامل مع هذا النوع تسمي ادباء المجاملة وحيث تنتهي العلاقة ، ينتهي ادبهم بلمح الابصار .. وهذا امر يقع ويتكرر في كل بقاع الارض ، فلا فضل مكان على اخر به ، فهو موجود ومألوف حد التخمة ..
ادباء الحقيقة والصدق ، يكابدون ويعانون جراء الاقصاء لادبهم ومنجزهم ، فقد يتعمد اصحاب الولائم والمؤتمرات النافخة للجيوب ، بأن لا يتعاملون مع هؤلاء وكأن الامر لايعنيهم .. فيتقرب الكاتب وشبه الاديب منهم بدعوات واحترام وأبهة قد لا يحضى بها أي واحد آخر .. ويعتقد اهل الادب ، بأن هذا الفعل مرده الى ان اصحاب الولائم والدعوات ، يريدون ان يظهروا بمظهر الادباء والكتاب الملتزمين الصادقين المهمين امام اولئك اصحاب المواهب الناقصة والاشباه والذين قد لا يكونوا كذلك امام الاخرين من اصحاب المنجز ..
المؤتمرات الادبية ، حالة صحية تنشط الساحة الابداعية وتقوي عزائم الادباء المخلصين لتقديم الادب الجيد والمواقف المكشوفة .. وقد تعددت اطراف الدعوات لمؤتمرات وندوات واماس ثقافية وادبية ، الا ان الامر ليس كما يعتقده بعض القائمين عيها .. فثمة مخاضات كبيرة ومجهدة يجب ان يقوموا بها قبل كل نشاط ثقافي وادبي . وليس الامر مجرد تجمع لبعض الاسماء وانتهى .. بل انه التزام وحرص ومهنية عالية .. وللامر اهمية قصوى حين يجتمع الكتاب في مكان ما ، فقد يخرج منجزا كبيرا ، وقد يظهر بيانا هاما يشرح قضية عالقة او تجربة جديدة .. وكي لا نبخس الناس حقوقهم وجهودهم ، فنحن مع كل دعوة خالصة تخدم الثقافة واهلها وترفع رأس الكاتب والاديب بين الرؤوس الاخرى .. ونحن مع كل حالة تجعل المبدع يشعر بقيمته ويشعر بأنه موجود ومؤثر ..
ونحن مع كل تجمع يعترف بأبداع المبدعين أي كان منجزه وانتمائه ..
وما تقوم به مؤسسة المدى ، شاهد ومثال على الاحتفاء بالادباء والكتاب الذين كان همهم الوطني يعلو كل الاعتبارات الاخرى . انه اعتراف بقيمة المنجز أي كان جنسه وبقيمة الادب والثقافة عموما ..

* قاص وروائي عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب