الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حدث هذا في مخيم الارطاوية

كاظم الشاهري

2003 / 6 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

اعتذر لكم لاني لم اتذكر اسمه الان وقد تشفعون  لي انني اعرف عمه () وعشت لفترة معه في خيمة متجاورة . وكان ذلك بعد فتح الاقفاص .
وهو شاعر ومناضل وكان يترجم لنا الكثير من النصوص الابداعية المدونة باللغة الانكليزية . كان يترجمها الى لغتنا العربية وكنا نقرأ قصائد وقصص لكتاب كنا نسمع بهم اكثر مما نقرأ لهم .
واذا لم تخني الذاكرة فان اسم ابن اخيه  ( عباس الصدر ) وكان يشاع انه ابن اخت  السيد الصدر .
كان مخيم الارطاوية اكثر من عشرين قفصا وفي كل قفص يقطن المئات ولايحق لهم الاختلاط بالاقفاص الاخرى .فلكل قفص حراس وابراج وباب مغلق .
هكذا قضينا سنتنا  الاولى في الارطاوية.
 وكان في قفصنا خيمة يقوم عليها خدام ويحرسها اشداء   ولايصل اليها من شاء وقد  نذروا وقتهم لهذه المهمة . وقبلهم يقف اشخاص يقولون انهم يتلذذون بالروائح الزكية المنبعثة من خيمة السيد . روائح يصفها مستنشقوها بانها قادمة من الجنة . وهي روائح لاتوصف لطيبها وعبقها وهي روائح لايعرفها اهل الدنيا وكان يغمى على البعض منهم تحت تأثير تلك الروائح الزكية .
وكانت تذهب ( القصع )  يحملها خدامه مليئة بالرز يكللها اكوام اللحم وافخاذ الدجاج ويتبعهم حاملي المرق والخبز الطري وما توفر من فاكهة . وكان بعد ان يتم ملك الخيمة المقدسة وليمته تعود فضائلة لمن لم يشبع والواقع كان هناك الكثير الذين لايبحثون عن ملئ بطونهم بقدر التزود بلقمة خلفها  ( السيد ) لهم فيها بركة  في الدنيا وشفاعة  في الاخرة  وكانت تلك الحالة تسبب حرجا لخدامه  لكثرة مريديه وتزاحمهم على مابقي من قصعه   ولذلك اقترحوا تقسيم ( القفص ) الى اثني عشر وحدة  لكل  وحدة  يوم لها فيها البركات  وكانوا يقولون هذا امر السيد وانه قسم قفصكم الى اثني عشر  وحدة  على عدد الائمة المعصومين .
ورغم ان القفص يضم اقل من خمسمئة عراقي مشرد فان مشاهدة السيد وجها لوجه في غاية الصعوبة لان حراسه كانوا يحرصون عليه اشد الحرص
وكانوا يخافون انتهاك دكته المقدسة . ولتلك الدكة قصة مختلفة .
كانت المياه تصلنا في مخيم الارطاوية بشكل ما يقل عن الطلب فكنا نحرص عليه ونقننه . نعزل مياه الشرب والباقي نترك لكل شخص نصف ( جلكان ) للاستحمام واحيانا تقل دون ذلك وكانت قضية المياه واللاستحمام واحدة من مشاكلنا العويصة في مخيم الارطاوية وكان السيد بخيمته المحروسة بجنده يستحم كل يوم عصرا .
ولقد واجهنا في القفص مشكلة مع اننا قسمناه الى اثني عشر وحدة ولكل وحدة يوما يتبركون فيها بما بقي من من زوائد السيد من طعام . فان المشكلة كانت في تقسيم الماء الذي يستحم به  والذي يلامس جسده الطاهر فالكل كان يريد ان يتبرك به وحتى التقسيم الاثني عشري للقفص لم ينفع في ذلك .
ان شحة الماء الوسخ الذي كان يستحم به السيد لم تكن كافية لتوزيعها على خمسمئئة مشرد عراقي يضمهم قفص واحد . ومن اجل حل تلك المشكلة اذاع انصار السيد : ان السيد قال خذوا قبضة يد من مائي الذي استحم به واقضفوه على وجوهكم او صبوه فوق رؤسكم او اخلطوه بمائكم واشربوه .
واقترح البعض ان يستحم السيد مرتين في اليوم بدلا من واحدة من اجل ان يكثر بركاته فرفض السيد وقال واحدة في الصيف وكل جمعة في الشتاء واذعن  القفص .
مر عام وحالنا  في القفص هكذا وبعدها فتحوا الاقفاص  على بعضها من اجل نقلنا الى مخيم رفحاء دخل عمه   وكان يبحث عن ابن اخيه ولم يكن احدا يتخيل ان ابن خيه سيد القفص المبجل . دلوه عليه واقتاده مثلما يقود اي واحد في القفص ( زعطوطا ) خلفه .........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا