الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أنا من أنصار حماس!!؟؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)

2023 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


من يتابع مقالاتي يعرف أنني انتقدت حركة حماس غير مرة، وحذرت من أن تتحول إلى أحد اذرع إيران التي تستخدمهم طهران لمد نفوذها القومي والسياسي والطائفي في العالم العربي أو تستخدمهم كأدوات للضغط في لعبة تحقيق المصالح في مواجهة الضغوطات الامريكية! كما أنني اعتبرت أن وجودها على رأس السلطة في غزة يخدم اسرائيل أكثر من قضية فلسطين! فهو يفرق شمل ووحدة الفلسطينيين السياسية وهو ما يجعل الموقف داخل وخارج اسرائيل ضعيفًا وغير (محترم)!... كما أن من اطلع على مقالاتي سيعرف أنني لدى موقف فكري وسياسي جدي من مشروعات الاسلام السياسي (الأصولي) (المتخلفة) بشكل عام!، كما سيعرف أنني أنتمي للتيار العربي والاسلامي (الليبرالي) الذي كان هو ((تيار النهضة العربية)) في حقبة الاحتلال ثم الاستقلال قبل ظهور ((الاتجاه القومي الاشتراكي الشمولي/ تيار العروبة السياسية)) و((التيار الاسلامي السياسي الاصولي/ تيار الاسلام السياسي))!

لست ضد الكفاح المسلح من حيث المبدأ من أجل التحرر الوطني من الاحتلال، فكل الشعوب الحرة - بما فيهم الشعب الامريكي والفرنسي - أخذت بالكفاح المسلح لتحرير بلادها من المحتل الأجنبي الاستيطاني والمستعمر .. لكن هذا الكفاح ينبغي أن يكون منضبطًا بالقيم الاخلاقية والانسانية التي عمدتها ((عدم المساس بالمدنيين وخصوصًا النساء والأطفال)) أو استخدامهم كدروع بشرية أو كأهداف أو أوراق ضغط سياسي ضد خصومهم، فهذا يدخل ضمن مفهوم (الارهاب) قطعًا!، لذا فأنا اتحفظ على ما قامت به حركة حماس من أخذ بعض ((المدنيين الاسرائيليين)) - ومنهم كبار سن كما شاهدنا والذين وعدت حماس بإطلاق سراحهم متى توفرت الظروف المناسبة!! - فهذا كان أحد أكبر أخطاء عملية (طوفان الأقصى) مع أن البعض يقول أن من قام باحتجاز الرهائن المدنيين ليست (حماس) انما حركة الجهاد وبعض عناصر المقاومة الاسلامية الأخرى التي انضمت إلى الجناح العسكري لحماس (كتائب القسام) فور انتشار خبر تنفيذ هذه العملية!! هكذا يقول البعض، لكن يظل، ومن حيث المبدأ، أخذ المدنيين كرهائن بلا شك هو أمر مخالف للقيم والاعراف الانسانية والدولية وهو خطأ كذلك بالحسابات السياسية الدقيقة والذكية، بعكس أخذ حماس لأسرى ((عسكريين)) فهذا أمر مشروع من حيث المبدأ لأنهم في حرب مفتوحة مع الجيش الاسرائيلي الذي يحتل أرضهم المعترف بها دوليًا والتي أخذت دولة اسرائيل بتمليكها لمستوطنين يهود اجانب استحضرتهم من شتى اصقاع الأرض!!

الكفاح الوطني من أجل تحرير الأرض حق وواجب مشروع سواء في شقه السياسي أو الاعلامي أو الأدبي والفني والثقافي أو حتى في شقه العسكري المسلح، لكن ينبغي ان يكون هذا الكفاح يتمتع بالحكمة والذكاء ومراعاة أن المعركة مع (العدو) ليست معركة عسكرية أو سياسية أو اعلامية فقط بل وقبل ذلك هي (معركة اخلاقية) تتعلق بالعدل، كقيمة انسانية والهية، حيث أن المقياس الحقيقي لصدق العدالة هو العدل مع (الأغيار) أي من كانوا على غير دينك وعرقك وقوميتك وجنسيتك ومذهبك! والعدل مع خصومك وعدوك، فلا تعتدي عليهم بغير وجه حق، ولا تفتري عليهم بالكذب! ولا تبهتهم ولا يجرمنك شنآن قوم أن لا تعدل معهم قولًا وعملًا!، ولا يحق لك أن تظلمهم كما ظلموك!!. هذه هي أخلاق القرآن وهذه هي أخلاق الانسان!، وهذا هو الاختبار الرباني والانساني الحقيقي والكبير لعدالتك وإلا فأنت تفتقد للعدل كقيمة ربانية وانسانية عظيمة وأساسية وهو ما سيضر قضيتك ويشوه صورتك ويقلل قيمتك عند الله وعند الناس!!..... كما يجب أن يراعي المكافحون والمناضلون من أجل التحرر الوطني من الاحتلال الأجنبي الاستيطاني الغاصب للارض مسألة (فقه الواقع المحلي والاقليمي والدولي) وكذلك يراعون (الاعراف الدولية الانسانية المتفق عليها في المجتمع الانساني والدولي) او سيكون نضالهم غير المنضبط انتحارًا سياسيًا جنونيًا كما فعل الدواعش والاخوان وصدام حسين والقذافي وقبلهم (هتلر)..... الخ ....


لقد عبرتُ عن موقفي من قضية كفاح الشعب الفلسطيني في عدة مقالات منشورة في عدة مواقع عربية، وموقفي يقوم على ما يلي:

(١) ينبغي أن يكون ((الخطاب السياسي والاعلامي الفلسطيني)) خطابَا وطنيًا وليس قوميًا او دينيًا!، فالعالم الحالي يفهم ويتفهم الخطاب الوطني وينفر من الخطاب القومي والعرقي أو الديني!.. ويجب أن لا يتم اختزال قضية فلسطين في (المسجد الاقصى) كما لو أنها ((حرب دينية)) بل يجب التركيز على مسألة الأرض والوطن وضمان دولة وطنية للفلسطينين كشعب موجود على الأرض منذ قرون وقبل قدوم المستوطنيين اليهود (الأجانب) الذين أحضرتهم الحركة الصهيونية بمساعدة بعض الدول الغربية من شتى بقاع الأرض لا لشيء إلا لأنهم يهود !!، يجب أن يتركز النضال السياسي على المطالبة بدولة وطنية مستقلة وذات سيادة، وليست مجرد مناطق حكم ذاتي داخل دولة اسرائيل بل ((دولة وطنية ذات سيادة)) وفق قرار مجلس الأمن 1967 !

(٢) ينبغي على الفلسطينيين الالتفاف حول ((قيادة وطنية سياسية واحدة)) ذات ((خطاب وطني سياسي)) يفهمه العالم، ويجب عليهم، وفق مبدأ أن السياسة (فن الممكن) ومبدأ أن (ما لا يُدرك كله لا يُترك كله)، يلتفون حول مشروع الموافقة التامة على مشروع الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية كما أقره مجلس الأمن والأمم المتحدة، حتى لو اضطروا إلى الاعتراف بوجود دولة اسرائيل المعترف بها دوليًا كواقع على الأرض وهو أمر اضطراري يشبه لما قام به (النبي محمد) حينما دخل في مفاوضات سياسية مع أعدائه المشركين من قريش حيث قبل بحذف صفته كرسول لله في نص معاهدة (الحديبية) فأمر بمحوها وكتابة (محمد بن عبد الله) محلها ! الأمر الذي أغضب اصحابه لكن النبي محمد - بحكمته وبعد نظره السياسي - كان يدرك أن السياسة هي فن الممكن وفن تحقيق المصالح ودفع المفاسد بقدر الامكان والاستطاعة حسب الظروف المتغيرة، وفن تحقيق المكاسب المرحلية كخطوات نحو تحقيق المكسب والهدف الكبير والأخير!

(٣) اذا رفضت اسرائيل من حيث المبدأ هذا المشروع، مشروع دولة فلسطين كدولة مستقلة وكعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة، فإن من حق الفلسطينيين الاستمرار في الكفاح الوطني ((المسلح)) - بالقوة - لتحرير الاراضي المعترف بها دوليًا كأراضي فلسطينية محتلة - بالقوة - وبكل طرق الكفاح الوطني السياسي والاعلامي والثقافي والفني والمسلح - من أجل نيل استقلالهم الوطني المشروع بعيدًا عن الاساليب الجنونية والارهابية والوحشية كالتي تورط فيها (الدواعش) مثل ذبح البشر ذبح الغنم أو استهداف المدنيين واستعمالهم كرهائن أو دروع بشرية أو دهس المارة المدنيين بالسيارات أو تفجير الطائرات أو العمارات المدنية!... فكل هذا يدخل بالفعل ضمن (الارهاب) بالتعريف الذي اتفق عليه كل عقلاء وشرفاء العالم بخلاف ((الكفاح المسلح بالقوة ضد أركان دولة الاحتلال)) المتمثلة في قوات الجيش والأمن وقادة الحكومة الذين - في الحرب - قد يصبحون أهدافًا مشروعة للمناضلين الذين يناضلون من أجل تحرير أرضهم وبلادهم!

هذا هو موقفي - وهذا هو المنهج الذي أعتقد أنه سيخدم القضية الفلسطينية في هذه الظروف المحلية والدولية - بهذا الخطاب السياسي الوطني لا الديني ولا القومي العروبي - هو ما يفهمه العالم اليوم ويتفهمه وهو ما سيجعل المقاومة المسلحة المنضبطة بالاخلاق الانسانية وفقه الواقع والاعراف الدولية تظهر كمقاومة وطنية شريفة ومحترمة تسعى لتحرير اراضي بلادها المحتلة، فهو كفاح مشروع بكل المعايير خصوصًا اذا تم اجتناب العمليات الارهابية التي تستهدف المدنيين وممارسة الارهاب والطرق الوحشية المخالفة للقانون الانساني للحرب!


يا ليت الفلسطينيين يجتمعون على هذا الخطاب وهذا المنهج وهذه (الاستراتيجية) وهذا (التكتيك) لكان حالهم اليوم افضل وصورتهم افضل حتى لدى الغربيين كشعوب ونخب، وسيساندهم كل عقلاء وأحرار العالم حتى من اليهود غير الصهاينة كما رأينا في الغرب اليوم خلال أزمة حرب غزة وفي ظل هذه الحرب الوحشية التي تشنها عصابة نتنياهو اليمينية المتطرفة بدعوى أنها تريد استئصال حركة حماس بينما في واقع الحال هي تستئصل الأهالي وسكان القطاع من خلال استهدف السكان المدنيين والمنازل والمدارس والمستشفيات بكل وحشية ودون رحمة وبكل جنون وغطرسة وعنهجية وهو ما سيألب العالم - حتى في الغرب - ضد اسرائيل ليس كحكومة فقط بل كدولة استيطانية متغطرسة متمردة على الأمم المتحدة والاعراف الدولية والقيم الانسانية ومتورطة في (العنصرية) و(الوحشية) سواء عند تأسيسها وقبل استقلالها عن بريطانيا أو حتى اليوم! فالدعاية والأكاذيب الصهيونية تتآكل وتستهلك مع مرور الوقت.. والمسألة مسألة وقت لا غير لتجد اسرائيل نفسها كدولة منبوذة بسبب تصرفات قادتها اليمينيين!، فكما قال أحد حكماء بني اسرائيل بحق:
((تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت، وتستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت، ولكنك لن تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت))!!
هكذا قال أحد حكمائهم وهو ما ينطبق تمام الانطباق على (الطريقة) التي تم على أساسها اقامة دولة اسرائيل عام 1948، وعلى الطريقة التي تقمع بها اسرائيل اليوم عام 2023 الفلسطينيين وتقمع تطلعاتهم الوطنية في الحرية والاستقلال!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من اين لك هذا يا اخونا العزيز؟
nasha ( 2023 / 11 / 15 - 01:51 )
تقول: أنني أنتمي للتيار العربي والاسلامي (الليبرالي) الذي كان هو ((تيار النهضة العربية)) في حقبة الاحتلال ثم الاستقلال قبل ظهور ((الاتجاه القومي الاشتراكي الشمولي/ تيار العروبة السياسية)) و((التيار الاسلامي السياسي الاصولي/ تيار الاسلام السياسي))!

الا تعلم ان حقبة الاحتلال ثم الاستقلال كانت بجهد وتدريب وفكر غربي اوربي!
الاستقلال وايجاد خارطة الدول العربية كان انجازاً من اختراع البريطانيين والفرنسيين والايطاليين.

لو لم يكن الاحتلال الاوربي لكنت لا زلت تحت الحكم القومي العثماني او الفارسي تحت راية محمد العربية القرآنية الاسلامية والتي هي ذاتها حماس وداعش.
الليبرالية لا تتماشى مع الشمولية الاسلامية.

الاسلام فكر سياسي شمولي امبريالي بعيد كل البعد عن الليبرالية الديمقراطية الغربية الوطنية.

تحياتي