الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرب على -حماس-

خالد بوفريوا
صحفي

(Khalid Boufrayoua)

2023 / 11 / 15
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني


بكل بساطة وغموض، المشكلة هي وجود احتلال ومقاومة. عدا كل هذا يبقى تفاصيل.

كرر ثم كرر ثم كرر؛ وأنت في طريق لغط التكرار استخدم استراتيجية دعائية للخلط والمزج لدرجة الانصهار، واعلم أن البنى المفاهيمية المستخدمة تسند الضخ الإعلامي الناعم كي تلتصق (الرسالة) وبقاياها في باطن خوارزميات دماغنا، وتحولها إلى واقع دلالي ومفاهيمي. فعندما يقول رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنّ "الفلسطينيين ضحية لحماس"،وعندما يربط جو بايدن بين حماس وبوتين في أنهما "يستهدفان القضاء على الديموقراطيات المجاورة"، وعندما يصرح رئيس وزراء الكيان العبري أن "حماس هي داعش" وسنهزمها كما هزم العالم المتنور "داعش"، وعندما وعندما… كثيرة هي الأمثلة التي تدفقت بسيولة من ألسن الغرب ومن يسبح في فلكهم -عرباً وعجماً-، محاولين الاستفادة من سميائية الصورة الذهنية "للشر المطلق"،المتجاوز للحدود والخرائط، زمن تنظيم الدولة بسوريا والعراق وربطها بما يجري ميدانياً على واقع القطاع والضفة وكل فلسطين.

هل كان أبو علي مصطفى حماس حين اغتالته اسرائيل بتفجير مكتبه بمدينة البيرة المحتلة سنة 2001؟

هل كان شيء اسمه حماس حين استشهدت شادية أبو غزالة ابنة التاسعة عشرة في بداية انطلاق المقاومة الفلسطينية المسلّحة 1968؟

هل كان جورج حبش حمساويًا حين أسّس "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" سنة 1967؟ كما لم يكن الطفل ذو العاشرة محمد الدرة حين قتلته رصاصات إسرائيلية في اليوم التالي لانتفاضة الأقصى 2000.

بما هو صارخ وبدهي، وكأن المشكلة بدأت مع إشراق عملية 07 من أكتوبر - تشرين 2023؛ ولا تمتد لما هو أزيد من ثلاثة أرباع قرن من الزمن تتدحرج بين ثنائية الاحتلال / المقاومة. ولا وجود للفلسطينين وراء تلك الجدران الخرسانية الجاثمة، بل رهط من مرتادي السواد يصرخون رافعين شعار "اضربوا عنقه"، ومن واجب ديمقراطيات الشمال "المتحضرة" إعادة إنتاج سيناريوا "داعش"!!
ما يجري على الوقائع الميدانية لا يُختزل قاب ظفري "اسرائيل / حماس"، هذه حرب متواصلة على الشعب الفلسطيني وحقه في الحياة، بل حرباً وجودية ضد أضلع محور المقاومة من قطاع غزة والضفة الغربية مروراً بتلال كفر شوبا ومزارع شبعا والجولان إلى منبسط اليمن وبلاد الرافدين… وهذا ما يحاول الكيان العبري ومن خلفه الاستثمار فيه عبر سيكولوجيا تفكيكية ذات أمد طويل، وهو جزاء من ثرثرة دعائية الجميع يعي أنها تصاحب الحروب شحذاً وتأثيراً للمعنويات بل وصالحة حتى -للإستهلاك الداخلي ولمَ لا الخارجي أيضا؟!- لأولئك الذين أنستهم أوكرانيا سبعة عقود من الاحتلال، وسبعة عشر عامًا من الحصار والإمعان في الإذلال، -أنستهم- الجواب عن سؤال طرحوه يوم 07 من تشرين - أكتوبر المنصرم، لماذا فعلت حماس ما فعلته؟

وككل مرة، وإضافةً لقوافل الصمت العنيف الماضية في كل من ليبيا واليمن والعراق والصحراء الغربية وأفغانستان والسودان وسوريا … الجديد هذه المرة على أرض فلسطين هو صناعة حجة على مقاس المقاومة الفلسطينية (حجة الذبح وتقطيع والقتل) والتركيز على أصحاب الرايات الخُضر في حين أن الهدف هو كل فصائل المقاومة في غزة، وغزة بعينها مع تسليط ضوء المجهر الساطع على أذرعها العسكرية (كتائب القسام، سرايا القدس، كتائب أبو علي مصطفى...)

فذلكة كل ما قيل أن الخطوة الأولى هي نعت الأشياء بأسمائها؛ فحرب المصطلحات تتسرب بفعل ميكانزيم التكرار الدعائي إلى فرض واقع مفاهيمي يتسرب هو الآخر بحكم طبائع الإدراك فهماً وفعلاً، وأكثر من يتقن هذا هم الغرب و وليدهم المغتر في الشرق الأوسط الذي صرح ناطقهم الرسمي نتنياهو في كلمته أمام الجمعيَّة العامَّة للأمم المتَّحدة في 22 أيلول - سبتمبر إنّ "القضية قد انتهت.. وليس للفلسطينيين حق الاعتراض". وبعدها بأسبوعين فقط، كانت رسالة الفلسطينيين أيضًا واضحة لنتنياهو والذين من خلفه -عجماً وعرباً-"القضية لم تنتهِ".

فكل مقاومة وأنتم ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس