الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أزمات الكيان الصهيوني المركبة منذ انتصار (7) أكتوبر التاريخي في معركة طوفان الأقصى
عليان عليان
2023 / 11 / 15القضية الفلسطينية
أزمات الكيان الصهيوني المركبة منذ انتصار (7) أكتوبر التاريخي في معركة طوفان الأقصى
بقلم: عليان عليان
يعاني العدو من أزمات كبيرة وخطيرة منذ انتصار المقاومة التاريخي وغير المسبوق في السابع من أكتوبر ، الذي ضرب في الصميم نظرية الأمن الصهيونية وكشف هزالة استخباراته العسكرية والداخلية ، وألحق هزيمة نكراء في صفوف العدو ، حين تمكن حوالي 1400 مقاتل من كتاب القسام من هزيمة فرقة غزة الصهيونية ، خلال ثلاث ساعات وقتل وأسر العدد الكبير من الضباط والجنود الصهاينة ، وبسط سيطرة المقاومة على مساحة من المناطق المحتلة عام 1948 ، تعادل ضعف مساحة قطاع غزة تقيم فيها 55 مستوطنة ونقطة استيطانية.
ومع اقتراب دخول المعركة البرية اسبوعها الثالث ، وغرق قوات الاحتلال في مستنقع قطاع غزة رغم الدعم العسكري الأمريكي والغربي للكيان الصهيوني ، ومشاركة القوات الأمريكية في القتال ، إلا أن قوات الاحتلال عجزت حتى اللحظة عن تحقيق هدفين رئيسين هما : القضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى الصهاينة ، حيث باتت وسائل الإعلام الصهيونية والغربية ، تشير إلى أن الحرب البرية فاقمت من أزمات العدو على الصعد المختلفة، وبهذا الصدد نتوقف بشكل مكثف أمام انعكاسات الحرب وهزائم العدو على الكيان الصهيوني على النحو التالي :
أولاً : أزمة الخسائر العسكرية في صفوف العدو وتفريغ المستوطنات
اعترف العدو بمصرع 1538 مستوطنا وإصابة 5431 مستوطناً منذ 7 أكتوبر 2023 ومصرع 364 جنديا حتى 14 نوفمبر/ تشرين ثاني ، لكن واقع معطيات المعركة- حسب العديد من المراقبين العسكريين - تؤكد أن خسائر العدو على صعيد الجنود والضباط وصلت إلى أكثر من ألف ما بين قتيل وجريح ، في ضوء تدمير ما يزيد عن 180 دبابة وآلية إسرائيلية .
وهذه الخسائر الإسرائيلية في معركة السابع من أكتوبر ، وفي المعارك البرية على صعيد القتلى وتدمير الآليات ، دفعت وسائل الإعلام الصهيونية للحديث عن فشل العملية البرية وأن لا إمكانية لتحقيق أي إنجاز عسكري في قطاع غزة ، وبهذا الصدد قالت صحيفة " يديعوت أحرونوت : أن إسرائيل ستضطر إلى قبول وقف إطلاق النار ، وأن لا انتصار في الأفق ،مؤكدةً أن السابع من أكتوبر الماضي ليس له تاريخ انتهاء ، ومشددةً على عدم القدرة على تصور حجم الرعب وأبعاد الضرر بالنسبة ل ( إسرائيل)
وقال المحلل السياسي والعسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، ناحوم برنياع، إنه "لا يوجد انتصار في الأفق، وأقوال نتنياهو عن حرب لفترة طويلة هي بديل تسويقي لانتصار غير موجود".
وأضاف "حماس خدعتنا للمرة الثانية، وتركتنا يوما كاملا نتوغل على محورين ثم فاجأتنا على ما يبدو بقوات النخبة ، جثث جنودنا في شارع النصر، وعلى الطرقات.. يبدو أن قواتنا أمام خيارين: إما الانسحاب، أو الموت المذل".
من جانبه قال مدير المخابرات الأمريكية السابق الجنرال ديفيد بتريوس :" لقد خضنا معارك ضارية كثيرة ، ضد مقاتلي القاعدة وفصائل الحشد الشعبي في العراق ، ولا واحدة من هذه المعارك تقترب من التحدي الذي ينتظر الجيش ( الإسرائيلي) في قطاع غزة .
وأضاف : أن مهمة هذا الجيش غاية في الصعوبة ، لأنه يحتاج إلى اجتياح وتطهير كل مبنى ، وطابق وغرفة وقبو ونفق في غزة ، مؤكداً في الوقت ذاته أن ذلك أيضاً لا يكفي لأن على ( إسرائيل) إبقاء جندي في كل منطقة وشارع وحي ، لضمان ألا يعود المقاتلون الفلسطينيون إليها ، ومشيراً إلى أن ( إسرائيل) ستواجه في غزة استشهاديين وعبوات ناسفة ومنظمة أنفاق معقدة ، وأسرى ، ومناطق مكتظة يصعب فيها القتال ، وستكون معاركها هناك قاسية وباهظة الخسائر".
ثانياً: الأزمة الداخلية :
وتتمثل فيما يلي :
أ-استمرار الانقسام الداخلي ، الناجم عن الانقلاب القضائي الذي جرى تشريعه في الكنيست من قبل حزب الليكود وحلفائه المتطرفين ، ومطالبة نسبة كبيرة جداً من المستوطنين باستقالة نتنياهو خلال مرحلة الحرب الراهنة ، وانعدام الثقة بين جمهور المستوطنين وبين القيادة السياسية والعسكرية ، جراء فشل قيادة العدو واستخباراته، في كشف مخطط كتائب القسام الذي ترجمته في معركتها التاريخية في السابع من أكتوبر 2023 .
ب- الصراع بين القيادة السياسية ممثلةً برئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو وبين القيادة العسكرية ممثلةً بوزير الحرب " يو آف غولانت" ورئيس الأركان " هاليفي" ، حيث يسعى كل طرف تحميل مسؤولية هزيمة السابع من أكتوبر للطرف الآخر.
ج- أزمة أسرى العدو لدى فصائل المقاومة حيث تستمر المظاهرات الضخمة لعوائل الأسرى مطالبةً بالاستجابة لشروط قيادة القسام ،بالإفراج عن كافة الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الصهيونية ، مقابل الإفراج عن الأسرى الصهاينة لدى فصائل المقاومة .
د- أزمة نزوح حوالي (300) ألف من المستوطنين من مستوطنات قطاع غزة ومن مستوطنات الشمال المحاذية للجنوب اللبناني ، الذين أعلنوا على لسان رؤساء تجمعاتهم الاستيطانية ، بأنهم لن يعودوا للمستوطنات طالما بقيت " حماس في قطاع غزة ، وطالما أن قوات حزب الله على مسافة قريبة منهم .
ثانياً: الأزمة الاقتصادية
منذ بدء معركة طوفان الأقصى بات العدو يواجه تعميقاً لأزمته الاقتصادية ، يمكن اختصارها فيما يلي :
1-انخفاض العملة المحلية، الشيكل، إلى أدنى مستوى لها في 14 عاما، في حين انخفض مؤشر الأسهم القياسي بنحو 10٪ هذا العام ، وقدرت خسائر البورصة الإسرائيلية بعد مرور ثلاثة أسابيع على الحرب ب 30 مليار دولار.
2- الخسائر الاقتصادية الأسبوعية الناجمة عن نقص الأيدي العاملة قدرت ب (600) مليون دولار .
3- وفق صحيفة نيويورك تايمز فإن حرب طويلة الأمد ستغرق ( إسرائيل) في فوضى اقتصادية ، وأن هذه الحرب وجهت ضربة كبيرة لاقتصادها ، مشيرةً إلى أن نحو 360 ألف جندي احتياط تركوا وظائفهم في الشركات من أجل التعبئة العسكرية ، الأمر الذي أدى إلى توقف أجزاء كبيرة في الاقتصاد لدى الاحتلال الإسرائيلي ، وكذلك تباطأت صناعة التكنولوجيا في بشكل مفاجئ – وهي محرك النمو.
4- أوقفت شركة شيفرون الإنتاج في "حقل تمار" للغاز الطبيعي بناءً على طلب حكومة العدو ،وذلك لتقليل التعرض للصواريخ المحتملة ، حيث قدر خبير الطاقة "أميت مور" أن الإغلاق قد يكلف (إسرائيل) 200 مليون دولار شهريا من الإيرادات المفقودة.
5- تعطل معظم قطاعات الإنتاج في مجالات الزراعة ،والصناعة وكذلك تعطل كبير في عمل القطاعات الخدمية ، كما أغلق تجار التجزئة، بما في ذلك "أنش أند أم" و "زارا"، متاجرهم في البلاد...
6- تعطل قطاع السياحة الذي كان يدر على الكيان الصهيوني بمئات الملايين من الدولارات حيث وصلت السياحة إلى طريق مسدود تقريبًا، بعد توقف نشاط السفن السياحية عند شواطئ (إسرائيل) وإلغاء كل الرحلات تقريباً، بالإضافة إلى إيقاف شركات الطيران الكبرى رحلاتها من وإلى الكيان الصهيوني ، بما في ذلك رحلات الشحن.
7- توقع إمكانية فعلية لخفض التصنيف الائتماني لديون ( إسرائيل) .
8- الكلفة المالية العالية للحرب ، حيث أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية في الثاني من نوفمبر 2023، أن تكلفة الحرب على غزة تقدر بحوالي 10 مليارات شيكل (2.509 مليار دولار) كل أسبوع.
ما يجب الإشارة إليه هنا أن أل (14) مليار دولار التي حددتها الإدارة الأمريكية لدعم الاقتصاد الإسرائيلي ، لن تنقذ الاقتصاد الإسرائيلي من أزمته الراهنة والآخذة في التصاعد.
ثالثاً: الأزمة الدبلوماسية وانقلاب الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية
بات العدو الصهيوني يواجه عزلة دبلوماسية بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 28 نوفمبر على قرار يقضي بهدنة انسانية بأغلبية 120 صوتاً، وامتناع 45 عن التصويت، إلى جانب معارضة 14 منهم (إسرائيل ) والولايات المتحدة ، وقد بررت الولايات المتحدة رفضها للقرار ،بأنه يمكن حماس من معاودة ضرب (اسرائيل ) على النحو الذي حصل في 7 أكتوبر 2023.
وقد ترافقت هذه العزلة الدبلوماسية ،مع المظاهرات المليونية المؤيدة لفلسطين والمنددة بالعدوان الصهيوني ، التي اجتاحت المدن العواصم الغربية في كل من لندن وباريس وواشنطن وشيكاغو وبرلين وغيرها ، حيث رفع المتظاهرون شعارات تؤكد على عروبة فلسطين وعلى زيف الرواية اليهودية ، ناهيك أن العديد من الدول الغربية اضطرت لتغيير موقفها جراء المحرقة التي ينفذها العدو في قطاع غزة، وجراء ضغط الشارع المندد بالعدوان الإسرائيلي، مثل فرنسا وبلجيكا والنرويج التي أدانت العدوان على المدنيين الفلسطينيين ، حيث طالبت وزيرة خارجية بلجيكا بتقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين إلى محكمة الجنايات الدولية.
وبهذا الصدد قال معهد الأمن القومي الإسرائيلي ، بأن نسبة المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين وصلت إلى 95 في المائة ، مقابل 5 في المائة لصالح الكيان الصهيوني.
وأخيراً : في ضوء الأزمات المركبة، التي يعيشها الكيان الصهيوني ، وبعد فشل العدو الصهيوني بعد مرور 40 يوماً على الحرب ، في تحقيق أي هدف من الأهداف التي حددها لعدوانه البري على قطاع غزة ، جراء المقاومة الشرسة للمقاومة الفلسطينية ، وبعد فشل استراتيجية الإبادة الجماعية، التي اتبعها العدو في تهجير سكان القطاع إلى صحراء سيناء وقطع إمدادات الماء والكهرباء والغذاء والدواء عن أبناء القطاع ، لضرب الحاضنة الشعبية للمقاومة ، لا مجال أمام حكومة العدو سوى أن تتجرع كأس السم عبر موافقتها على وقف إطلاق النار ، والرضوخ لمطلب قيادة القسام بتبييض المعتقلات الصهيونية مقابل الإفراج عن الأسرى الصهاينة.
انتهى
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - انتصار تاريخي
مجدي محروس عبدالله
(
2023 / 11 / 15 - 17:29
)
عندما تسمي اغتصاب النساء و الهجوم على البيوت و قتل الاطفال انتصار و تاريخي
فإن ذلك يعني ببساطة أن ما تفعله اسرائيل اقل بكثير مما تستحقونه
.. أطيب حواوشي مصري من الشيف عمر
.. بعد سقوط نظام الأسد.. ما هي المخاوف وماذا طلبت واشنطن وعواصم
.. غارات إسرائيلية تدمر القدرات العسكرية السورية.. ما رأي الشار
.. هذا ما يحدث في الغرف السرية.. كاميرا سكاي نيوز عربية تكشف ال
.. الجزيرة ترصد عمليات نزوح لسكان من القنيطرة السورية بعد طلب ا