الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البريكس. لبنة في ارساء النظام العالمي الجديد

عبد الستار الخفاجي

2023 / 11 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


“البريكس“ لبنه في ارساء نظام عالمي جديد
بانهيارالاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة ،انحل النظام العالمي الذي قام عقب الحرب العالمية الثانية تبعته عمليات التغيير السريعة لدول شرق أوروبا من (النظام الاشتراكي)إلى أنظمة فوضى فتم تقويض صناعاتها وإلغاء النظم الزراعية المنتجة والإخلال بالنظام الاجتماعي وما نتج عنه من ازدياد الفارق بين طبقات المجتمع والذي لم يكن يذكر او نادرا ماوجد. ومن حينها لم تفلح الامم المتحدة او مجموعه من الدول من ابتكار وتأسيس نظام جديد للعالم . حاولت الولايات المتحدة بعد احداث( 11سبتمبر عام 2001) والهجوم على اهداف سيادية أمريكية ، ان تتصدر المشهد ولكن سياساتها في إشعال الحروب في افغانستان والعراق وتدخلها في الشأن السوري وآخرها في الحرب الاوكرانية ومساندتها غير المحدودة للحرب الاسرائيلية الهمجية على غزة ، من نتائجها انها لم تستطع في زرع أنظمة شبه ديمقراطية في افغانستان والعراق حيث عادت طالبان إلى السلطة وتثبيت نظام محاصصة مقيت في العراق تسيطر على مقدراته ميليشات مسلحة ومن اولى نتائج الحرب الاوكرانية حدوث تخلخل في النظام الاقتصادي العالمي وما تبعه من أزمة تصدير الغاز والمنتجات الغذائية وارتفاع نسب التضخم مصحوبا بزياد اسعار السلع الاستهلاكية. اما عن تاثيرات الحرب على غزة فلقد ازدادت عزلة الولايات المتحدة ومثال التصويت في الامم المتحدة على مشروع لقرار بوقف اطلاق النار في غزة حيث أصطفت 125 دولة سوية بالضد من الولايات المتحدة وبضع دول تدور في فلكها . لم تتمكن الولايات المتحدة من التفوق وحدها في الهيمنة ومن دون ان تفسح المجال لشكل جديد من أشكال الانتظام العالمي ،
روسيا نهضت من كبوتها وحصلت على موطئ قدم لها في سورية وبدا تأثيرها يتزايد في بعض الدول الأفريقية ونجحت في شق طريق يوصلها إلى الضفة الشرقية للمتوسط وما عملية اجتياحها لأوكرانيا ماهي الامحاولة لسد الطريق امام التهديد الغربي وحلف الناتو الذي بات يطرق أبوبها .
لم تكن العقود الثلاثة التي مضت على تخلخل النظام العالمي كافية لاختمار ونضوج نظام عالمي آخر وكأن المنظومة العالمية تحتاج إلى حرب في نهايتها تتشكل معالم جديدة كما تبلورت شكلها سابقاً بعد نهاية الحروب العالمية .
وما الحرب في أوكرانيا الأجزأً من هذا التصور والتي من اولى نتائجها توسع التكتل السياسي الاقتصادي ل بريكس بعيدا عن الولايات المتحدة والغرب حيث أبدت دولا جديدة اهتمامها بالانضمام إلى مجموعة "بريكس" فمع انعقاد القمة الخامسة عشر للاقتصادات الناشئة الخمس(البرازيل ،روسيا،الهند،الصين وجنوب أفريقيا) تقدمت اكثر من عشرين دولة بطلبات للانضمام إلى الكتلة بما فيها الجزائروالسعودية والارجنتين وبنغلاديش وكوبا ومصر وإثيوبيا وايران وفيتنام وأعرب اخرى مثل المكسيك وباكستان وتركيا من اهتمامها بالعضوية.
لقد دعاعدد من قادة دول مجموعة "بريكس"المشاركين في قمة جوهانسبرغ إلى ارساء نظام علمي جديد متعدد الأطراف وانهاء هيمنة الدولار وشددوا على ضرورة توسيع المجموعة وتعزيز دورها في تعافي الاقتصاد العالمي ، إشارة مجلة The Nation الاميركية ان مجموعة" البريكس" تستعد للانتقال إلى دور كبير واقوى بكثير في الشؤون الدولية . واضافت المجلة ان مجموعة"بريكس" حافظت على مكانه متواضعة بشكل عام على الساحة العالميةمنذ تأسيسها أعقاب الأزمة المالية العالمية . ومن الجدير بالذكر ان المفاوضات بدات في عام 2006 وتم عقد اول مؤتمر قمة في عام 2009 , واعلن هذا التكتل وطموحه في ايجاد نظام اقتصادي موازي للنظام الحالي الذي تنفرد بقيادته الأولويات المتحدة . واضافت المجلة ان مجموعة بريكس تستعد للإنتقال إلى دور اكبر بكثير في الشؤون العالمية حيث تم قبول عضوية ستة دول جديدة اعتباراً من الاول من شهر يناير 2024 واشي ألن اسم المجموعة سيتغير ال "BRICS PLUS” وحسب قول المجلة ان المجموعة تسلط الحيوية الضوء بشكل صارخ على فشل مساعي واشنطن لخنق روسيا اقتصادياً وسياسياً واضافت المجلة ان الهيمنة التي مارستها حفنة من الدول الغربية على الشؤون العالمية لأكثر من 500 عاما تفسح المجال الان لعلم مختلف تماما ً. تعد مجموعة البريكس التي تضم كلا من الصين وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا من اهم التجمعات الاقتصادية العالمية حيث تشكل دولها الخميس 40% من اجمالي سكان العالم و40% من مساحة الأراضي في العالم وتمتلك مايقارب من ربع الانتاج المحلي العالمي وخلال العقد الأخير تشددت مساعيها لتشكيل تعددية سياسية في النظام الدولي الراهن وكذلك تعددية اقتصادية بتشكيل مؤسسات اقتصادية ومالية موازية ومنافسة لمؤسسات نظام بريتون وودز، البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وهو الأمر الذي من شأنه ان يخلق من قدراتها لتكون قوة اقتصادية دولية موازية لمجموعة السبع التي تعد المنتدى السياسي الرئيس للدول الغربية لتشكيل السياسات الدبلوماسية والاقتصادية العالمية . الأرقام الصادرة عن مجموعة البريكس تكشف عن تفوقها للمرة الاولى على دول مجموعة السبع فلقد وصلت مساهمة مجموعة البريكس في الاقتصاد العالمي إلى31.5% بينما توقفت مساهمة مجموعة السبع عند 30.7%.
فيما تقدم من الملاحظات دليلا على صحة القول ان النظام الدولي القائم اصبح غي ملائم وهذا مايقرب الجميع لذا يجب العمل على ضرورة استبداله تدريجياً وبحوار اقتصادي وقانوني جديد
ان السنوات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل النظام العالمي وخلق وإرساء نظام عالمي جديد قائم على النزاهة والإنصاف واحترام ميثاق الامم المتحدة والمواثيق الدولية الاخرى التي شرعت بمبادئ العيش بسلام .
ان النظام الحالي يواجه اليوم مفترقاً تاريخياً .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تشاسيف يار-.. مدينة أوكرانية تدفع فاتورة سياسة الأرض المحرو


.. ناشط كويتي يوثق آثار تدمير الاحتلال الإسرائيلي مستشفى ناصر ب




.. مرسل الجزيرة: فشل المفاوضات بين إدارة معهد ماساتشوستس للتقني


.. الرئيس الكولومبي يعلن قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع إسرا




.. فيديو: صور جوية تظهر مدى الدمار المرعب في تشاسيف يار بأوكران