الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كم عبدالحليم في مصر اليوم؟

كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)

2023 / 11 / 16
الادب والفن


إذا كان غيري يمكن أن يدرج خمسة أسماء معادلة لعبدالحليم حافظ موجودة في الغناء المصري اليوم، فإن أي دارس لعلوم الغناء يمكن أن يضيف إليها عشرة أسماء أو أكثر منذ وفاة عبدالحليم إلى اليوم.
لكن لماذا لم يحظوا بالقدر نفسه من الأهمية والشهرة التي نالها عبدالحليم في عصره؟
بوسعي أن أقول إن الإجابة أسهل بكثير مما يمكن أن تحدث جدلا خلافيا، لكن قبل ذلك فإن هذا السؤال لا ينطبق على عبدالحليم وحده، الفنان الذي أحبه الملايين في العالم العربي وتولع العشاق بغنائه وأرخت الفتيات لذكرياتهن مع أغانيه وقمصانه الملونة، بل إنه يمكن أن ينطبق على أي فنان مصري في وقت سادت به ثقافة المركز، وغابت عنه ثقافة الأطراف بإجحاف تاريخي.
نعم يوجد العديد من عبدالحليم في مصر اليوم ويمتلكون خامة صوتية لا تقل تعبيرية عما كان يمثله عبدالحليم وأم كلثوم وبقية القائمة الطويلة. فالبلاد التي يفوق سكانها مئة مليون قادرة على الإنجاب وجغرافيتها المتنوعة والمتأسية على مرارة واقعها، بوسعها أن تعبر عن نفسها بأصوات غنائية جميلة ومؤثرة في الذائقة السمعية. لكن لماذا لم تحظ بنفس القدر الذي حظي به عبدالحليم وبقية الفنانين المصريين؟
الإجابة كما ذكرت أسهل مما ينبغي، وبوسعي الدفاع عنها في هذا المقال القصير، ويمكن أن يعزوها أي منصف إلى انتهاء سيادة ثقافة المركز على الأطراف. ولو وجد عبدالحليم اليوم في عصر الفضاء المفتوح بين العالم العربي بعد مقتل حارس البوابة، لحظي بنفس القدر الذي يحظى به أي مطرب مصري اليوم، يقيم حفلاته في دول الخليج أو المغرب العربي من دون أن يحاط بالهالة التي أغدقها عليه التدفق الإعلامي القسري آنذاك، وفي واقع الحال هذا لا يقلل من قيمة غنائه والجمالية الكامنة في عُربه الصوتية.
مقابل ذلك التدفق القسري للغناء المصري الذي كانت تمارسه الإذاعات العربية ومن ثم التلفزيونات على الجمهور، كانت تمارس الإجحاف في الوقت نفسه بحق الفن العربي في المشرق والمغرب بشكل غير عادل، ولو تسنّى للهادي الجويني التونسي ورابح درياسة الجزائري وعبدالوهاب الدوكالي المغربي ومحمد حسن الليبي وأبوبكر سالم اليمني وعبدالكريم عبدالقادر الكويتي وفاضل عواد العراقي أن حظوا بربع القدر الذي كانت تخصصه الإذاعات والتلفزيونات العربية للغناء المصري، لكان التاريخ يسجل لنا قائمة تعبيرية متنوعة وبارعة. لكن سوء التقدير في ذلك كان ظالما من دون وعي بقيمة الغناء العربي غير المصري.
ما يحظى به اليوم سعد لمجرد المغربي أو صابر الرباعي التونسي مثلا في المشرق العربي، ما كان ليكون بنفس القدر لو ظهرا إبان سيادة ثقافة المركز والأطراف منذ خمسينيات حتى ثمانينيات القرن الماضي، ولم يحتج هذان الفنانان المغاربيان أن يكون لزاما عليهما، كما كان سائدا آنذاك، إلى المرور من القاهرة بوابة الفن العربي، بل أن الفضاء التكنولوجي المفتوح وحرية التداول بين الدول جعلا الغناء العربي محظوظا أكثر مما كان عليه في عقود وجود حارس البوابة! لكن هذا الفضاء، في الوقت نفسه، لا يمارس الظلم بحق الغناء المصري الذي يحظى بعدالة وبالقدر نفسه الذي يمنحه لأي فنان عربي آخر، ولم يعد بمقدور التلفزيونات العربية أن تُقسر مشاهديها عندما تخصص أسبوعيا ساعات طويلة لأغاني أم كلثوم، وكأن الغناء مقتصر عليها فحسب.
مرة أخرى، لا أقلل من قيمة فن ذلك الجيل المصري المبدع، لكن جيل اليوم من الفنانين المصريين فيهم ما يوازي القيمة الفنية لجيل “الزمن الجميل”! بيد أنهم يعيشون تحت وطأة عدالة إعلامية لم تكن قائمة في العقود السابقة.
ألا تبدو بعد ذلك الإجابة على عنوان هذا المقال أسهل مما ينبغي على المصريين والعرب معا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس


.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في




.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب


.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_




.. هي دي ناس الصعيد ???? تحية كبيرة خاصة من منى الشاذلي لصناع ف