الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


11محمد فرج المعالي ، وفن توليد الفكرة ..جزء أول

هاتف بشبوش

2023 / 11 / 16
الادب والفن


القاص محمد لديه القابلية على الدخول في فن توليد الفكرة الذي يتطلب العصف الذهني مثلما فعلها الكثير من الأدباء وخصوصا في فكرة التحول كما حصل لفرانس كافكا . السرد هو صيغة جمالية فيها العاطفة والحزن والألم والأمل والخوف والموت والسياسة وغيرها وهو الكلمات التي تستطيع ان تبني حبكة ونسقا بما يرتأيه القاص . السارد هو الذي يمتلك الملكة على توظيف الكلمة الصورية بالبلاغة واللغة كي يرسم لنا المشاهد ضمن القصة او الرواية . إستطاع القاص محمد من خلال مكنونات القص أن يجعلنا ندرك أنّ دموع البشر تكفي لتحريك طاحونة ماء ، أفلا تكفي لتحريك ربنا الرحيم ليرى مايصيب الإنسان من دمار وهلاك . يكتب محمد عن مختلف الطبقات الإجتماعية فيرينا ماهية تلك الشرائح وطريقة تفكيرها في ظل أنظمة ديماغوجية تنتج الدجل والنصب وامتطاء شتى الأساليب للحصول على الغايات المنشودة ومنها المال على سبيل المثال لا الحصر ففي قصة ( كاظم الحمال) يوظف محمد السلوكيات والمهن التي باتت مألوفة اليوم لدى مجتمعاتنا في ظل الإحتلال ومنها المتاجرة بالمخدرات والسلاح والتي لم نكن نعرفها سابقا فظهرت طبقة (الكومبرادور) التي جمعت الثروات بطرق سريعة وهذه من اخطر الفئات على الشعوب . في قصة (كاظم الحمال) وهي من الحبكة الثلاثية في السيناريو السينمي ( الزوج والزوجة والإبن ) حيث نرى أنّ الحمال كاظم تحثه زوجته على إيجاد منفذ لإنقاذ إبنهم المريض والمصاب بعاهة لابد من علاجها والإ سيفقدوه كما انهم ليس لديهم ماينفقوه على سد رمقهم فكيف ونحن وسط مجتمع كل شيء به يتعامل بالمال والجشع . فيلجأ كاظم الى العمل كمهرب للآسلحة عن طريق شخص كان حمالا سابقا وإذا به يصبح مليونيرا بليلة وضحاها فيقنع كاظم الحمال بهذا العمل وتقوم زوجته بطلب مرادها من السيد هادي لمساعدة زوجها في عمله الجديد هذا ( السيد هادي شخصية فرضية لكنها من الواقع المعاش) وهو الولي الذي لايرد طلبا لمن جاء اليه وكإنه لديه المصباح السحري فيقل للشيء كن فيكن ، وهنا يتناول محمد القضية المهمة اليوم لما يفعله بعض رجال الدين في كذبهم ونصبهم على الناس وأولهم نساءنا اللواتي أصبحن في الدرك الأسفل من التخلف لتصديقهن بهكذا خزعبلات من السيد هادي أو شريفة بنت الحسن ، فيذهب كاظم الحمال الى الحدود السعودية حاملا معه السلاح المهرب وبركات السيد هادي وينتهي به المطاف الى اللاعودة حيث يختفي في عمق الصحراء فتضيع آمال العائلة كلها. وهنا يضرب محمد عصفورين بحجر من أن كلاً من السيد هادي والتاجرالمهرب يعملان معا في هذه المهمة القذرة والتي اصبحت اليوم رائجة بشكل كبير فبعض عشائرالسماوة وغيرها تعمل في مجال التهريب بمساعدة رجال السياسة والدين . والغريب في الأمر أن تجارة المخدرات والسلاح يعتبرها رجال الدين غير محرمة لانها غير مذكورة في القرآن الكريم بينما الخمر محرما بآية قرآنية صريحة ولذلك نرى أعظم تجارة للمخدرات لدى حركة طالبان . فمن أي نوع من البشرية هؤلاء . أنهم تلك القمامة التي لايتم تدويرها ليعاد استخدامها مرة اخرى لان هناك قمامة يتم تدويرها والمنفعة منها مثل قناني الزجاج وغيرها . هنا يشتبك الحلم في هذه القصة فكاظم الحمال يطمح أن يكون ثريا لكي يداوي ولده ولكن الحلم هنا على حساب الضمير والأخلاق وعندما يكون الوعي قد غاب عن عقلية النفوس البشرية ومنهم الحمال كاظم . ولذلك الفيلسوف (كارل ماركس) تحدث كثيرا عن الوعي الضروري لدى الشغيلة كي يحميهم من الخطأ والإنزلاق في مصلحة رب العمل . لايمكن أن نجد شخصا مر بالجوع أكثر من كارل ماركس وهذا واضحا وجليا في رسالته الى صديقه (إنجلس) حيث يقول في جزء منها ( الإسبوع الماضي لم استطع أطعام عائلتي سوى بالخبز والبطاطا ، أما الآسبوع القادم لا اعتقد من أنني قادرا على إطعامهم بأي شيء ، كما وانني لا استطيع الخروج للشارع لكثرة الدائنين ومَن أقترضت منهم وكل مرة يطرقون الباب عليّ لتسديد الديون ، حتى المعطف الذي رهنته لم استطع استرداده) . هكذا كان كارل ماركس الذي يوصف من أنه الشخص الوحيد الذي تكلم عن راس المال ومات مفلساً ، لكنه لم يتخذ أي خيار آخر غير أخلاقي لكسب المال . فعندما غاب الوعي عن المسكين ( كاظم الحمال) قد تم إستغلاله من قبل الجشعين وبركات السيد هادي . أغلب رجال الدين والكهنة مدلسون ولذلك قال تولستوي وهو يحتضر في سكرات الموت الأخيرة (إلى من يهمه الأمر) : لا تسمح لكاهن أن يقرأ على جسدي كلمات الجناز ، لا أريد أن يقرأها ، ولو سمح لي القدر مرة أخرى لثواني ..سوف أبصقُ في وجهه ) . أما الفيلسوف الدنماركي (سورين كيركغارد ) قال لأصدقائه بشأن الكهنة أشباه السيد هادي ( إذا ما رايتم كاهنا يمرق في الشارع عليكم أن تصرخوا بأعلى أصواتكم ( حرامي ، حرامي ، حرامي ) . أما السينما العالمية وما أنتجته من صناعة فلمية بخصوص هذا المجال فهي عديده فوصفتهم من أنهم من فئة البيدوفيليا ( أي ناكحي الأطفال) مثلما حصل في مدينة الرمادي قبل أيام وكيف قبض على رجل دين ينكح أطفالا يدرسون عنده تعاليم الدين والقرآن . أو ناكحي النساء المتوفيات تواً وبما يعرف ( النيكروفيليا ) وهذه الأخيرة موجودة لدى بعض رجال الدين في الاسلام فيما يعرف نكاح الوداع اي نكاح الزوجة المتوفاة نكحة أخيرة تعبيرا عن الحب فأي فتاوىً هذه ومن أين جئتم بها . ولذلك نقول أسفنا على هذا الرجل المسكين (الحمال كاظم) لأنه إعتمد إعتمادا كلياً على هؤلاء المدلّسين الذين اقنعوه بتهريب السلاح لجني المال لآنه لم يفهم أن الناس لم تخلق لإسعادنا لاننا انحدرنا من كائنات تفترس بعضها البعض عضويا واليوم تفترس بعضها نفسيا ولذلك قد سقط الحمال كاظم في أول تعامله مع ناس لايرحمون بل ينصبون حبائل الإفتراس قدر مستطاعهم ولايهم ماهي النتائج التي تحصل لفريستهم . فأين هؤلاء النصابون والغادرون بالحمال كاظم من الفيلسوف ( البير كامو) حين قال : لاتمشي ورائي فأنا لستُ قائدا / ولاتمشي امامي أنا لستُ تابعا / امشي بجانبي وكن صديقي . أضف الى ذلك هناك دروس نستنتجها من المفاهيم في السرد القصصي وهي كيف لهذا الرجل الفقير( كاظم) وزوجته الذين عاشوا بالعفة والأخلاق تغيروا حالما وجدوا فرصة لجمع المال حتى وان كانت بطريقة غير قانونية فهنا يقول ديستويفسكي في روايته الجريمة والعقاب ( الإنسان يألف كل شيء فياله من حقير) وهذا حصل حين باعت سونيا جسدها لأول مرة كعاهرة ورجعت في الليل وأعطت المال لزوجة أبيها لتعيل أخواتها الثلاث ، فانهالت دموعهن أول الأمر في الليل حتى الصباح لكنه أصبح عاديا في تقادم الأيام . ومن هنا نقول أن شعوبنا تعودوا وألفوا السرقة وما من مخرج من هذا الّا بمعجزة . علاوة على ذلك نحن مسلمون بالوراثة فعلينا ان نحكم عقلنا في ساعات الضرورة الملحة فالمبشرون بالجنة قتلوا بعضهم البعض فكيف بين تاجر اسلحة ومخدرات وبين الحمال كاظم الذي أرسلوه في مهمة عصية معروف مصيرها بالفشل والموت . وفي الأخير أقول بخصوص هذه القصة ومانراه يحصل واقعا في بلادنا من دمار وهو أنني أستشهد بقول للمثل الشهير ( بروس ويلز) في الفيلم الرائع ( دموع الشمس) مع الجميلة ( مونيكا بيلوتشي) والفلم يتحدث عن الحرب الأهلية في نيجيريا والبوكوحرام وكيف كانوا يقطعوا أثداء العروسات لقطع الضرع والنسل للطوائف الأخرى . وهنا يقف بروس ويلز ويقول ( سبق وغادر الله أفريقيا ) فياترى ماذا عن شعوبنا وبلادنا التي مازالت تأن وتتألم ، هل غادرها الرب الرحيم ؟ .
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع في الجــــــــــــــــزء الثانــــــــــــــــي

هاتف بشبوش/ شاعر وناقد عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم تسجيلي بعنوان -بوابة الحضارة-


.. إبداع المخرجة نانسي كمال وتكريم من وزير الثقافة لمدرسة ويصا




.. المهندس حسام صالح : المتحدة تنقل فعاليات مهرجان الموسيقى الع


.. الفنان لطفي بوشناق :شرف لى المشاركة في مهرجان الموسيقى العر




.. خالد داغر يوجه الشكر للشركة المتحدة في حفل افتتاح مهرجان الم