الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفخ

خالد بطراوي

2023 / 11 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


إذا أرادت الامبريالية الايقاع بك فإنها تغالي في قدراتك، ومن الواضح اننا لم نستفد من التاريخ ومن دروس الماضي.
ضخّمت الامبريالية من قدرات طالبان في افغانستان وهيأت الرأي العام العالمي ودافعي الضرائب كي تقوم بشن عدوان على افغانستان وضرب طالبان وتنصيب كرزاي رئيسا للبلاد، وثبت فيما بعد أن حركة طالبان هي صنيع الامبريالية وعندما انتهى دورها جرى تحييدها بطريقة أو باخرى وتحييد فاعليتها في الميدان رغم بقائها في افغانستان.
وكذلك فعلت الامبريالية باسامه بن لادن فقامت بتضخيم قدراته وأفعاله ومناصريه وعتاده واصطنعت حادثة البرجين في الحادي عشر من أيلول 2001 لتعلن أمريكا لاحقا عن مقتل بن لادن عام 2011 والقاء جثته في بحر العرب.
وقبله بسنوات، جرى إيهام العالم بأن العراق يملك أسلحة الدمار الشامل ليتم إحتلالها وملاحقة الرئيس العراقي صدام حسين وإخراجه بطريقة مهينة من عنق حفره قيل أنه كان يختبىء بها ومن ثم إعدامه شنقا في أول يوم لعيد الاضحى المبارك وفي ذلك إهانه مقصودة للمسلمين كافة.
أما الزعيم الليبي معمر القذافي صاحب المقولات المشهورة "زنقة ... زنقة" و " من أنتم... من أنتم؟" ويقصد أنه سيلاحق ثوار ما يسمى " بالربيع العربي" في كل حي وحارة في ليبيا مستفسرا عن هويتهم متهما اياهم بالعمالة للغرب، الذي تركه وحده مع مرافقيه محاولا الهروب من البلاد وجرى إستهداف موكبه الذي ترجل منه والاختباء في إحدى عبارات الصرف الصحي الكبيرة لتلتقطه جماهير الشعب الليبي وتضربه بالأحذية وتقوم بتصفيته وكل ذلك بعد أن "نفخته" الامبريالية واوهمته أنه فعلا ملك ملوك القارة الافريقية والعرب.
اما تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا "داعش" وهو من صنيع الغرب بامتياز، وبعد أن انتهى دوره في ارتكاب المجازر والاعمال البربرية جرى تصفيته مع بقاء اسم "داعش" "كفزاعة" ذات وقع لاستخدامه كلما تطلب الأمر، كما يجري وصف المقاومة حاليا في قطاع غزّة على أنهم من "الدواعش"بغية تأليب الرأي العام الغربي ضدهم.
وما زلنا نحن في عالمنا العربي نتغنى بهذه " الايقونات" التي خدمت الغرب أكثر من خدمتها لشعوبها، ونتغنى بالماضي التليد.
الأولى لك، إن كنت مناضلا حقيقيا وصلبا ضد الامبريالية أن تدرك ذلك كله، فأنت من دون أدنى شك أدرى أكثر من الدوائر الغربية في قدراتك وإمكانياتك، إن جرى تضخيمها من قبل غيرك فإن ذلك هو "فخ" ومكيدة بغية تشريع عملية تصفيتك والإيقاع بك ما يستوجب أخذ الحيطة والحذر، لا أن تتولد القناعة لديك بأن الدوائر الغربية تخشاك وأنك تلعب على البعد النفسي داخلهم، بل على العكس فقد نجحوا – في حال قبولك وتماهيك مع هذا التضخيم- بأن يزرعوا في داخلك "جنون العظمة" وتلك هي المقدمة للطريق التي تؤدي بك الى " لحدك".
ألا تنتبهوا يا أولي الألباب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تفاصيل صغيرة منسية.. تكشف حل لغز اختفاء وقتل كاساندرا????


.. أمن الملاحة.. جولات التصعيد الحوثي ضد السفن المتجهة إلى إسر




.. الحوثيون يواصلون استهداف السفن المتجهة إلى إسرائيل ويوسعون ن


.. وكالة أنباء العالم العربي عن مصدر مطلع: الاتفاق بين حماس وإس




.. شاهد| كيف منع متظاهرون الشرطة من إنزال علم فلسطين في أمريكا