الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طائر ووردة

عماد الطيب
كاتب

2023 / 11 / 17
الادب والفن


التقيت به بعد طول فراق .. كان صديقا كريم الاخلاق شهم يقف مع الاخرين في الشدة لايكل ولايمل عن مساعدة الآخرين .. كان يمثل عندي بوصلة نفسية وروحية استشيره في كل امر .. لم اخف عنه سر .. بعد سير في طرق عديدة قضيناها بالاحاديث ادلفنا لمقهى قريبة لتناول الشاي .. واثناء احاديثنا الطويلة في المقهى بادرني بسؤال مباغت .. كيف الحب معك ؟ قلت له .. قصة وانتهت وتحدثت عن كيفية كانت النهاية وطريقة حديثها معي الذي ساهم في قطع العلاقة .. تبسم ابتسامة عريضة .. ثم قال .. ياصديقي انت اكبر مغفل على وجه الارض !! .. رغم امتعاضي من عبارته ولكن اعتدتنا ان نوجه لبعضنا النقد بهكذا طريقة .. قلت له كيف؟ !! .. قال .. من طريقة حديثها معك فهي تعاني من عقدة نفسية .. ثم اكمل ليختصر حديثه .. لاتجادل انسان يظهرك انك مخطأ دائما .. قل له انا المخطأ وانت الصح وارحل .. فهذا النوع من الناس تجنب ان تجادلهم ما استطعت حتى لو كان الحق معاك .. هؤلاء بسبب تكوينهم النفسي لو كتبت عنهم الاف الكلمات مدح وحب وغرام ولكن لو تضيف كلمة واحدة تخالف توجهاتهم الفكرية والنفسية على تلك الاف من الكلمات سيتوقفون عند الكلمة وينسون الاف الكلمات الجميلة ويبدأون بالتحليل وفق سوء الظن الذي يلازمهم .. هؤلاء في داخلهم يعتقدون انهم على درجة من الكمال .. وعلى الاخرين ان يؤمنوا بذلك ولهذا يتناسون مايلفظون من عبارات قاسية تجاه الاخرين ويعتبرون ذلك حق الهي ممنوح لهم .. فحبيبة قلبك ليس لها امان في.الحديث معها .. فهي مبرمجة على نوع واحد من الكلام الذي يتوجه لها .. ولاتستطيع. من اعادة فرملة عقلها ونفسيتها .. فهي في صراخ دائم مع نفسها ومع الاخرين .. مثل هؤلاء يصعب العيش معهم الا وفق مقاساتهم وافكارهم .. عندهم النفس مشبعة بالانا .. واحمد الله انك تخلصت منها .. فهؤلاء يجلبون الامراض . وعدم الاستقرار النفسي .. عش حياتك وانساها الى الابد . وكأنها غير موجودة في الحياة . واقنع نفسك انك كنت في حلم او كابوس واستيقظت منه .. هؤلاء لايثمرون للاخرين ولايزهرون .. يعيشون لانفسهم فحسب .. اما الاخرين لديهم فهم المخطئون دوما .. لهم قوانينهم الخاصة بهم وضعت لهم فقط وعليك ان تنصاع لها والا فمصيرك الطرد من جحيمها .. ثم اضاف ليختم حديثه .. دعك من هذا الفشل .. لديك حياة .. تمتلك مقومات الشخصية الناجحة .. خرجنا من المقهى وقبل ان اودعه .. قال لي .. قل لها هنيئا لك غيابك .. ثم استطرد .. اكمل حياتك وفق قوانينك .. ثم تركني وذهب .. مشيت وحدي في الطريق الى بيتي ولكن حضرت لخاطري قصة كنت قد قرأتها كأنها تحكي حالي .. القصة عن طير احب وردة بيضاء وقرر أن يصارحها بحبه ، ولكنها رفضت . وقالت أنا لا أحبك . فظل يصارحها بحبه بشكل يومي . وأخيراً قالت الوردة البيضاء : عندما يصبح لوني أحمر سوف أحبك .وفي أحد الأيام أتى الطائر وقطع جناحيه ونشر دمه على الوردة البيضاء فتحول لونها إلى الأحمر . فأدركت الوردة كم أحبها الطائر ، لكن الوقت كان قد فات لأن الطائر كان قد مات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب